الشواهد والوقائع التي نعيشها تمثل في حد ذاتها ردا على النفيسي وغيره ممن آلمه نجاح الإمارات في صد تصدير المشروع الإخواني لدول الخليج
نصيحة جوهرية تلك التي كنت أسمعها من بعض الزملاء عندما كانوا ينبهوني على عدم ذكر معلومة أو إحصائية دون وجود دليل أستند عليه للإجابة على أي تساؤل فيما يخص تلك الإحصائية أو الأرقام، فالمصداقية كنز والأمانة صفة المسلم التي يجب أن يتحلى بها فالأمانة في الطرح لا شك أننا محاسبون عنها.
الغريب في الأمر أن يوجد من هو محسوب كأكاديمي أو سياسي فطن له رؤية لا يراها غيره من واقع خبرته التي يصنفه بها أتباعه المؤيدون، بل والذين يعدونه مرشدهم السياسي الذي لا يرون غيره واعيا للشؤون السياسية ودهاليزها لدرجة أنهم ألبسوه تاج القداسة، فكل ما يذكره حقيقة وإن خلت مما يثبت حقيقتها من وقائع أو حقائق وأرقام لها مراجعها الرسمية.
أسلوب التنظير الذي يستخدمه النفيسي والذي استخدمه في هجومه على الإمارات ومحاولة إلصاقه تهمة التآمر ودعم الإنقلاب الفاشل في تركيا للإمارات هو أسلوب مكشوف ومعيب، فالاسترسال في ذكر وقائع كما يدعيها وبالحجم الذي نراه يمس سيادة الدول دون إعطاء دليل واحد على صدق المعلومات التي ذكرها يجعلنا نتساءل هل النفيسي فعلا شخص أكاديمي؟ هل استوفى شروط البحث الأكاديمي والعلمي عن المعلومة؟ هل مارس أسلوب التحليل الصحيح لما يستقيه من معلومات؟ هل يستهدف الإمارات لدافع شخصي أم حزبي؟ أم أن هناك أجندة خفيه يخدمها بهذا الطرح غير المهني؟
المتتبع لسياسة دولة الإمارات يجد أنها على ذات النهج الذي أسسه والدنا المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه وسار على نهجه رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهو نهج قائم على حسن الجيرة وعدم التدخل في شؤون الغير بل كان لسياسة دولة الإمارات وشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية حل لمشاكل الجار والصديق والشقيق في رؤية واضحة تتمثل في دعم استقرار الأوطان وحماية مكتسباتها والدفاع عن أمنها الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن الإمارات والمملكة.
لذا فإن الشواهد والوقائع التي نعيشها تمثل في حد ذاتها ردا على النفيسي وغيره ممن آلمه نجاح الإمارات في صد تصدير المشروع الإخواني لدول الخليج، علاوة على نجاح المملكة في إحباط مخطط زعزعة أمنها بتحريك المندسين أصحاب الأجندات، وتلاحم المملكة مع الإمارات في تطابق للرؤى في مجمل قضايانا المحلية والإقليمية والدولية، لذا فإن المتتبع للنفيسي يجده متلون الهوى تارة منظرا لليسار وتارة أخرى للشيوعيين وأخيرا وليس آخرا منظرا للإخوان!
في حقيقة الأمر شدني فيما قال النفيسي منظر الإخوان في آخر مقابلته مناشدته للمملكة العربية السعودية بوضع يدها بيد تركيا، وليس هذا ما شدني بل تبريره لطلبه بأن تركيا مستهدفة لتفكيكها وإغراقها في فوضى، وهذه الفوضى نحن كدول الخليج مستهدفون بها، وجه الغرابة يكمن في أن منظر الإخوان لم نجد له مناشدة موجهة لتركيا طالبا لدعمها وحثها على الوقوف بجانب دول الخليج عندما تم استهدافها في مشروع الفوضى الخلاقة وتشجيع الثورات ودعمها، بل ولم يطلب من تركيا عدم إيواء ودعم الهاربين والمطلوبين في قضية التنظيم السري بدولة الإمارات أم أن استهداف دول الخليج وإغراقها في الفوضى تركيا ليست مستهدفة فيه؟!
ختاما لا يسعني إلا أن أقول لمنظر الإخوان: كذب المنظّرون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة