الأسد: مستعدون للتفاوض مع المعارضة إذا تخلَّت عن سلاحها
قال: إن تركيا هي شريان الحياة الوحيد لداعش
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد استعداد نظامه للتفاوض مع المعارضة إذا تخلَّت عن سلاحها، متهمًا تركيا ببيع النفط السوري الذي يسرقه داعش.
القاهرة - العين
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد، استعداد نظامه للتفاوض مع جماعات المعارضة التي اختتمت أمس اجتماعًا لها بالسعودية، شريطة "تغيير منهجها والتخلي عن سلاحها".
وقال الأسد، في مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء الإسبانية ونشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مساء اليوم، ردًّا على سؤال عما إذا كان يريد التفاوض مع جماعات المعارضة التي اجتمعت في الرياض هذا الأسبوع: "عندما تكون مستعدة لتغيير منهجها والتخلي عن سلاحها فإننا مستعدون .. أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماما".
وأضاف الأسد: "بالنسبة لنا في سوريا كل من يحمل السلاح إرهابي .. إذًا من دون تعريف هذا المصطلح .. ليس من المنطقي عقد اجتماع في نيويورك أو في أي مكان آخر لمجرد الاجتماع".
واتهم الولايات المتحدة والسعودية بأنهما يريدان إشراك "جماعات إرهابية" في محادثات سلام دولية حول الأزمة في بلاده، معربًا عن رفضه لهذا الأمر.
وقال: "نرى أن بعض البلدان -بما فيها السعودية والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية- تريد من المجموعات الإرهابية أن تنضم إلى طاولة المفاوضات .. تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين، وهو أمر لا أعتقد أن أحدًا يمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان".
واتهم الأسد تركيا ببيع النفط السوري الذي يسرقه داعش، قائلًا: إن "شريان الحياة الوحيد المتاح لداعش هو تركيا .. الشاحنات كانت تحمل النفط من سوريا إلى تركيا .. وتركيا تبيع هذا النفط الرخيص إلى باقي أنحاء العالم .. لا أعتقد أن شخصًا لديه أي شك حيال هذا الواقع الذي لا يمكن دحضه".
وقال: إن "روسيا تريد في المقابل استقرار سوريا والعراق والمنطقة .. كما أننا لسنا بعيدين عن روسيا .. ودعني أذهب أبعد من هذا بالقول: إننا لسنا بعيدين عن أوروبا؛ إذًا فإن ما تقوم به روسيا الآن في سوريا يُعد دفاعًا عن أوروبا بشكل مباشر مرة أخرى، فإن الأحداث الإرهابية الأخيرة في أوروبا تشكل دليلًا على أن ما يجري هنا سيؤثر عليهم سلبًا أو إيجابًا".
وردًّا على سؤال حول مغادرته لمنصبه، قال الأسد: "عندما لا يريدني الشعب السوري أن أكون رئيسًا؛ فعليَّ أن أرحل في اليوم نفسه وليس في اليوم التالي .. هذا أمر مبدئي بالنسبة لي .. إذا اعتقدت أن بوسعي أن أساعد بلدي وخصوصًا عندما يكون في أزمة .. وأجد أن الشعب السوري لا يزال يؤيدني أو توخيًا للدقة لنقل إن أغلبية الشعب السوري تؤيدني .. فإن عليَّ أن أبقى"، مؤكدًا أنه لم يفكر أبدًا في مغادرة بلاده تحت أي ظرف".
واشترطت المعارضة السورية في ختام اجتماعها في الرياض، أمس الخميس، رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم "مع بداية المرحلة الانتقالية"، مؤكدة استعدادها "للدخول في مفاوضات مع ممثلين عن النظام السوري".
وبحسب البيان الختامي لاجتماع الرياض فقد "أبدى المجتمعون استعدادهم للدخول في مفاوضات مع ممثلي النظام السوري، وذلك استنادًا إلى بيان (جنيف 1)، والقرارات الدولية ذات العلاقة، وخلال فترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة".
وخلال الأعوام الماضية، فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية مطالبة برحيل النظام برئاسة بشار الأسد، قُمعت بقوة وتطورت إلى أزمة متشعبة ومتعددة الجبهات مع مداخلات إقليمية ودولية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTkyIA== جزيرة ام اند امز