كيف خسر الجمهوريون أصوات العرب في أمريكا؟
مشكلة العرب الأمريكيون ليست فقط مع ترامب، بل تمتد إلى ما قبل ذلك
بالرغم من تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب المعادية للعرب والمسلمين التي أطلقها في بداية حملته الانتخابية، إلا أن مشكلة العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة مع الحزب الجمهوري تعود إلى ما قبل ذلك.
وبحسب موقع بوليتيكو الأمريكي، كانت فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر فترة عصيبة على العرب في الولايات المتحدة، حيث قفزت معدلات الإسلاموفوبيا في 2001 الى معدلات غير مسبوقة طبقا لدراسة قام بها معهد جالوب للإحصاءات في 2003، وقد أسهم في ذلك بعض أعضاء الحزب الجمهوري المحافظين الذين قاموا بعمل شبكات من المعلومات الكاذبة التي تصف جميع العرب والمسلمين بالإرهاب.
ويقول أسامة سبيلاني، رئيس تحرير جريدة "أراب أميريكان نيوز" المختصة بأخبار العرب في الولايات المتحدة، أن العرب والمسلمين في الولايات المتحدة عاشوا حياتين، حياة قبل 11 سبتمبر وحياة بعدها، في إشارة الى الزيادة المطردة في أعمال العنف والعنصرية ضد العرب والمسلمين.
ويشير سيبلاني الى أن العنصرية ضد العرب والمسلمين أدت الى زيادة توجه تلك الشريحة الانتخابية، والتي تتركز في ولاية ميشيغان، نحو الديموقراطيين سنة بعد أخرى بسبب زيادة خطابات الكراهية ضدهم، وأدت تصريحات ترامب حول منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة إلى تحول جذري في التوجه السياسي لتلك الطبقة.
وتشير إحصاءات معهد بيو للأبحاث إلى أن التحول السياسي للعرب والمسلمين من التوجه الجمهوري إلى التوجه الديموقراطي يزيد بنسبة 1.3% كل عام، حيث يرى أكثر من 48% من العرب والمسلمين الى أن الحزب الجمهوري يحمل توجهات غير ودية تجاه تلك الشريحة، بينما قفزت نسبة تأييد العرب والمسلمين للديموقراطيين لتصل إلى 70% مقابل 11% للجمهوريين و19% للمرشحين المستقلين.
وتقول مريم بازي، الرئيسة السابقة للجنة العربية الأمريكية للعمل السياسي، إن مجتمع العرب والمسلمين في الولايات المتحدة فقد الثقة تماما في الحزب الجمهوري بسبب سياساته الصامتة ضد الانتهاكات التي جرت ضدهم منذ 11 سبتمبر، لكن صمته ضد عنصرية تصريحات ترامب تجعل قطاعا كبيرا من مجتمع العرب والمسلمين يظن أن الولايات المتحدة تتحول تدريجيا الى مكان معادٍ لتلك الشريحة.
وبالنسبة لترامب، فبالرغم من فوزه بولاية ميشيغان في الانتخابات التمهيدية دون تأييد العرب والمسلمين، بواقع 39% من أصوات الجمهوريين في الولاية، إلا أن ذلك يعطي مؤشرا غير مطمئن لهم، وبالتالي يتجه الكثير منهم إلى الذهاب إلى الديموقراطيين، الذي يضع الكثير من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة آمالا كبيرة في دحر موجة العنصرية التي أثارها ترامب الجمهوري من جديد.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز