كنيسة السيدة العذراء.. استضافت العائلة المقدسة في دلتا مصر
افتتاح الكنيسة الأثرية يأتي في إطار خطة الوزارة لترميم تراث مصر الحضاري وافتتاح عدد أكبر من المواقع الأثرية لتشجيع السياحة الوافدة لمصر
في بقعةٍ مباركة، حيثُ حلَّت العائلة المقدسة في دلتا مصر بمحافظة الغربية، خلال رحلتها الطويلة التي قطعتها من بيت المقدس إلى مصر، تم تدشين كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد أبانوب الأثرية بمدينة سمنود بمحافظة الغربية، وهي التي افتتحها وزير الآثار المصري خالد العناني، عقب انتهاء أعمال ترميمها، اليوم السبت.
وقال العناني، إن افتتاح الكنيسة الأثرية يأتي في إطار خطة الوزارة لترميم تراث مصر الحضاري، وافتتاح عدد أكبر من المواقع الأثرية مما يؤدي إلى تشجيع السياحة الوافدة لمصر.
وأوضح السعيد حلمي رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالوزارة أن افتتاح هذه الكنيسة من جديد يعد حدثًا كبيرًا لما لها من أهمية دينية وأثرية وتاريخية كبيرة، مشيرًا إلى أن العائلة المقدسة نزلت بها أثناء زيارتها لمصر، وما زالت الأدوات التي كانت تستخدمها السيدة مريم موجودة حتى الآن مثل "الماجور" الذي كانت تستخدمه في العجين، كما يوجد بالكنيسة بئر قديم للشرب.
مشروع ترميم الكنيسة بدأ منذ عام 2005 تحت إشراف مرممي ومهندسي الوزارة، بعد أن تقدم القائمون على الكنيسة بطلب للمجلس الأعلى للآثار حينذاك لترميمها؛ وشملت أعمال الترميم، الترميم الإنشائي والمعماري والدقيق، والتي من بينها التدعيم الإنشائي للمباني وعزل الأسطح لحمايتها، وإزالة طبقة الملاط القديمة ومعالجة الشروخ، واستبدال العروق والألواح الخشبية التالفة الخاصة بالسلم الداخلي للكنيسة وحقنها بمادة مقاومة للحشرات.
أما عن تخطيط الكنيسة، فقال أحمد النمر عضو المكتب العلمي بالمكتب الفني لوزير الآثار، إن للكنيسة ثلاثة مداخل محورية، الرئيسي منها في الجهة الغربية ويتقدمه سقيفة محمولة على أعمدة رخامية تحمل عقودًا نصف دائرية، أما المدخلان الآخران فلهما عقد نصف دائري يؤدي إلى مدخل الكنيسة.
وأضاف النمر أن للكنيسة برجين مربعين في الطرف الشمالي والغربي، أما الكنيسة من الداخل فهي عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى 3 أجنحة طولية بواسطة صفين من البوائك محمولة على 4 أعمدة رخامية، وللكنيسة 3 هياكل في الجهة الشرقية أمامها حجاب خشبي يطل على الكنيسة من الداخل.
يذكر أن العائلة المقدسة (السيد المسيح طفلًا، والسيدة مريم العذراء، والراعي الصالح يوسف النجار) قد هربوا من أرض فلسطين، فرارًا من الملك هيرودوس الذي أمر بقتل أطفال مدينة بيت لحم بفلسطين من سن يوم إلى سنتين، حتى يتخلص من "المسيح الطفل"، خوفًا منه على ملكه، وقطعت العائلة المقدسة نحو ألفي كيلومتر ذهابًا وعودة داخل مصر، وقضت بها ما يزيد على 3 أعوام، وهي رحلة عظيمة تهم المسيحيين والمسلمين لقيمتها الإنسانية الحضارية وارتباطها بمواقع وأماكن باركتها العائلة المقدسة، في الدلتا والصعيد مرورًا بالقاهرة، ولها مكانة خاصة بين أهل مصر جميعًا.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز