في البداية فسر صمت الحملان على أكثر من وجه فأحيانًا تصمت الحملان خوفًا ورعبًا وأحيانًا تصمت جهلاً.
في البداية فسر صمت الحملان على أكثر من وجه فأحيانًا تصمت الحملان خوفًا ورعبًا وأحيانًا تصمت جهلاً.
وما بين الخوف والجهل تتساقط غدرًا وفي تتابع مؤلم حملان كثيرة تكون ضحية الديكتاتور الدموي من ناحية وضحية هذا الصمت المخجل الذي أطبق على ذئاب في ثياب حملان هذه المرة، فمن فيهم الجلاد؟؟ ديكتاتور متعطش للدماء يلغ فيها كالضبعة ام عالم أطبق عليه الصمت خوفًا ورعبًا من أنياب الضبعة أو جهلاً لما يجري لضحايا الضبعة الايرانية الواحد وعشرين الذين علقوا على المشانق هناك؟؟
وحدها مريم رجوي اصدرت ووزعت بيانات استنكار تفضح الجريمة الشنعاء ووقفت بعض الفضائيات لتفضح في جهد انساني مشكور لكنه لم يحرّك شعرة في عالم الكبار هناك وراء الاطلسي الذين طبقوا حكمة القرود الثلاثة لا أرى لا أسمع لا أتكلم.
حتى عندما تكلم اوباما صب جام غضبه على اطراف مستثنيا ايران من ان تمسها مجرد كلمات «قلق» كان يمكن ان يعبر فيها عن استنكاره لاعدام 21 ضحية من السنة كما قالت الأنباء، وبغض النظر إن كانوا من السنة او غير ذلك من مذاهب وأديان فهناك جريمة قتل وعمليات اعدام وواشنطن تتفرج بصمت الحملان.
وحتى عندما تكلم أوباما عن ايران فقد جاء كلامه مجرد تبرير لم يمر على أحد من المراقبين الذين يعرفون تفاصيل صفقة الفدية البالغة 400 مليون لاطلاق سراح الجنود الامريكيين الذين وقعوا اسرى طهران.
أما «القلق الأمريكي» بشأن اغلاق الوفاق فقد اقض مضجع واشنطن الذي لم يقضه اعدام 21 ضحية من المعارضة الايرانية لنظام العمامة الذي أعدمهم ودفن جثثهم في اما كن بعيدة عن مسقط رؤوسهم، فعاشوا غرائب وماتوا غرباء في وطنهم الذي استولت عليه حوزة قم.
هل هذه هي الوجبة الأولى في الاعدامات الايرانية؟؟
سجن «رجائي شهر» الذي شهد الاعدامات الأخيرة ليس السجن الوحيد في ايران الذي جرت فيه عميات اعدام فاقت احصاءات المراقبين حيث ان هناك عمليات اعدام تنفذ سرا وتغلق ملفاتها بصمت الحملان..!!
وهناك أرقام متداولة في كواليس العواصم الاوروبية بلغت 160 قاصرا ايرانيا ينتظرون تنفيذ الاعدام فيهم وسط صمت للحملان آخر، وهي نفس الحملان التي ارتفع صوتها حين اعدمت المملكة العربية السعودية القائد الارهابي المدعو نمر النمر الذي حمل كلاشنكوف وخرج ليقاوم الشرطة اثناء محاولتها القاء القبض عليه بأمر قضائي.
حينها مزرعة الحملان الغربية والأمريكية عرفت كيف ترفع اصواتها التي اختفت وسط مشهد اعدام 21 مواطنا ايرانيا معارضا، وكأن الحملان الغربية والأمريكية لا تعترف ولا تقر بوجود معارضة لنظام الملالي هناك.
وسيغادر الحمل الأسود أوباما مزرعة الحملان البيضاء الأمريكية غير مأسوف عليه، لكن مزرعة الحملان في البيت الأبيض ستظل تمارس سياسة «الصمت الحكيمة» تجاه ما ترتكبه ايران من اعدامات بحق شعبها وستظل حملانها قادرة على «القلق» فقط عندما تتعرض عمامة لمحاسبة القانون عندما تخترقه ولا تحترمه.
ولعمري إنها ذئاب في ثياب حملان، وقديما قيل في المأثور العربي «الذئاب تفهم لغة بعضها البعض»..!!
ومهما فهموا لغة بعضهم، فليس للذئاب أمان حتى مع أقرانهم في الغدر، فالكل منهم يتربص بالكل في لعبة الفتك بالآخر، وكم من ذئب باع ذئبا، واسألوا بازار طهران رغم ان الثعلب الايراني الأغبر «هاشمي رفسنجاني» يحكم البازار لكنه شخصيا لم ينجو من غدر ذئابه الذين يعرفهم ويعرفونه ويفهمهم ويفهمونه، وتلك حكاية اخرى تطول فصولها لكنها لا تطوي أبدا ذكرى شهداء المعارضة الايرانية الذين علقوا على المشانق، مهما صمتت الحملان الغربية بقصد مقصود.
نقلًا عن صحيفة الأيام
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة