"فرانك سيناترا عنده برد".. وميلاد فن "القصة الصحفية"
قصة للصحفي الأمريكي الرائد جاي تاليز نشرها في مجلة (سكواير) الأمريكية عام 1966 عن المغني الأمريكي الأسطوري فرانك سيناترا
"سيناترا بالبرد يشبه بيكاسو دون ألوان، فيرارى دون وقود".. ورد هذا السطر في القصة الصحفية الشهيرة "فرانك سيناترا عنده برد" (Frank Sinatra has a cold) وهي قصة صحفية للصحفي الأمريكي الرائد جاي تاليز، نشرها في مجلة (سكواير) الأمريكية عام 1966، عن المغني الأمريكي الأسطوري فرانك سيناترا، وصدرت أخيرا ترجمتها العربية عن "منتدى المحررين المصريين" للمترجم المصري إيهاب عبد الحميد.
كان سيناترا وقتها نجما ذائع الصيت، سبق أن أجريت معه عشرات المقابلات الصحفية، وسودت عنه مئات الصفحات بالقصص والأخبار والتقارير، لكن تاليز استطاع أن يجلب منظورًا جديدًا تماما إلى هذا الرجل، واستطاع أن يكتب قصة صحفية رائعة، مكونة من خمسة عشر ألف كلمة، تحافظ على اشتباك القارئ مع حروفها حتى السطر الأخير.
وبحسب مقدمة الكتاب "تتمثل غرابة القصة الصحفية في أن تاليز لم يتمكن من مقابلة سيناترا أبدا أثناء إجراء هذا التحقيق، لكنه التقى أكثر من مائة شخص على علاقة به، من أصدقائه وزملائه والعاملين لديه إلى خصومه وأعدائه، ليقدم قصة صحفية مذهلة، عدّت عملا رائدا في الصحافة الاستقصائية".
بدأت القصة حينما استأجرت مجلة "سكواير" الصحفي الموهوب آنذاك "جاي تاليز" من أجل إنتاج ست قصص صحفية على مدار عام كامل، كان من بينها "فرانك سيناترا عنده برد". وعندما نشرت القصة أحدثت ضجة في طول البلاد وعرضها، وأصبحت رائدة لنوع من الأعمال الأدبية غير الخيالية سمي لاحقا بـ"الصحافة الجديدة". وبعد سنوات طويلة- في أكتوبر 2003، وفي الذكرى السبعين لتأسيس مجلة "إسكواير"، اختار مسؤولو التحرير قصة تاليز كأفضل قصة نشرتها المجلة في تاريخها.
جاء في الترجمة: "في تلك الليلة كان سيناترا مريضا، كان ضحية مرض شائع لدرجة أن السواد الأعظم من الناس لا يعيرونه أدنى اهتمام، لكن عندما يتعلق الأمر بسيناترا فإن تلك الوعكة يمكن أن تغرقه في بئر من الآلام، في بحر من كآبة عميقة، أن تجعله مذعورا، بل وغاضبا.. كان فرانك سيناترا مصابا بنزلة برد.
سيناترا بالبرد يشبه بيكاسو دون ألوان، فيرارى دون وقود. نزلة البرد العادية تنزع عن سيناترا جوهرته النفيسة، صوته، وتغوص كالطعنة في قلب ثقته بنفسه. لا تؤثر على حالته النفسية فحسب، وإنما يبدو أنها تتسبب أيضا في نوع من الرشح النفسي لعشرات من العاملين معه، من ندمائه ومحبيه، ومن المتوكلين عليه في رزقهم واستقرارهم. إن سيناترا المصاب بالبرد يمكن أن يرسل ذبذبات تربك صناعة الموسيقى والسينما والاستعراض وما وراءها من صناعات، تماما كما يمكن لوعكة مفاجئة أصابت رئيس الولايات المتحدة أن تهز الاقتصاد القومي بأكمله".
aXA6IDMuMTM5Ljg2Ljc0IA== جزيرة ام اند امز