قام الجيش بتصفية زعيم التنظيم الارهابي ابو دعاء الانصاري ومرافقيه، وهي العملية التي اكدت مهنية وحرفية الجيش المصري
في اطار حرب الجيش المصري الباسل ضد الارهاب في سيناء قدس الاقداس، ودوره في حماية الدولة المصرية وهويتها ومكانتها، قام الجيش بتصفية زعيم التنظيم الارهابي ابو دعاء الانصاري ومرافقيه، وهي العملية التي اكدت مهنية وحرفية الجيش المصري، وأنه جيش دفاعي مهمته حماية مصر الدولة والوطن والهوية والحضارة، وحاول التنظيم الارهابي “داعش”، إنشاء ولايات عدة مزعومة في الدول العربية مستغلا اعلان عدد من الأفراد والجماعات المختلفة وغير المتجانسة مبايعته، وهي الجماعات الارهابية “أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء”، و”مجلس شورى شباب الإسلام” في ليبيا، و”جند الخلافة” في الجزائر. ونلاحظ ان الجماعات الثلاث تنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين التي سبقت البغدادي في الاعلان نفسه، بعيد حصول حزب النهضة المنتمي الى حركة الاخوان المسلمين على الاغلبية في الجمعية التأسيسية في تونس نهاية عام 2011 اعلن الامين العام لحزب النهضة “أن تونس تدخل الآن عهد الخلافة السادسة”. وفي اعقاب فوز حزب الحرية والعدالة المنتمي الى حركة الاخوان المسلمين المصرية اعلن المرشد العام للحركة الفكرة نفسها العام 2012 واعلن “الاخوان” ذلك في ليبيا عقب الاطاحة بالقذافي العام 2011 مما يعني الترابط الفكري بين تلك الجماعة والتنظيمات الارهابية التي نعاني منها في كل انحاء العالم العربي، ومن ثم فلا مجال للحديث عن اختلاف الفكر “الاخواني” عن فكر “الدواعش” و”القاعدة” ولا موضع للحديث الفج غير المسؤول عن ارهاب معتدل وغير معتدل فهذا هزل في موضع الجد.
ودعوة الخلافة تواجه العديد من الحقائق التي تثبت انها دعوة خيالية وغير عملية، اولا: وبغض النظر عن الطبيعة الخلاسية الشاذة لمثل هذه الدولة في الاجناس واللغات والثقافات والبيئات، وبغض النظر عن الابعاد المسافية السحيقة والساحقة معا لاي ناظر الى جغرافية العالم الاسلامي، فإن هذه الدولة لكي تستمر لابد ان تكون دموية اساسا، دولة الحروب الاهلية بانتظام نقيض معنى الاسلام مباشرة!
ثانيا: اذا أمكن جدلا توحيد دول الاغلبية الاسلامية، فماذا عن دول الاقليات الاسلامية وهذه النظرية تنتهي بالنهاية الشاذة من ان الدولة غير اقليمية او جغرافية، اي لا قاعدة ارضية محددة لها ولا حدود! انها اذن دولة تجريدية معلقة في فراغ.
ثالثا: اذا افترضنا امكانية مثل هذه الدولة الدينية الموحدة، فانها تصبح دولة كتلة من حجم ديناصوري خطير. يفتح باب الحروب المقدسة والصراعات الصليبية.
رابعا: ان منطق الدولة الاسلامية العالمية لا يتفق، بالنظرية والفرض، مع مبدأ عالمية الاسلام.
خامسا: يمكن ان يكون لمثل منطق الدولة الدينية العالمية نتيجة سياسية خطيرة من حيث انه قد يشرع كيان اسرائيل الغاصبة، فهاهنا دولة دينية تريد ان تجمع اليهود في حدودها، ولا جدوى من الاعتراض، حينذاك، بان الوضع هنا اغتصاب لوطن وليس تاريخيا، فمثل عدونا الانتهازي المطلق كفيل بان يأخذ من عنده القوة والامر الواقع ويأخذ من النظرية منطق الدولة الدينية الاحادية! ان الصومال كانت في عهد الرئيس سياد بري الماركسي تنادي بتأسيس الصومال الكبرى، وقد انتهت هذه الدعوة إلى انهيار الصومال ذاتها، ووصول الصومال الى ما نراه الآن. ودعوة الاخوان المسلمين في سودان الترابي إلى تأسيس خلافة إسلامية كبري وتطلعه إلى إفريقيا ومصر وبقية العالم العربي وما وراءه.. انتهى الأمر بالسودان إلى سودانين ودولتين!.
نقلًا عن صحيفة السياسة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة