"طلميثة" الأثرية الليبية.. تاريخ عريق تغنيه مكتشفات جديدة
باب توكرة والمسرح اليوناني ومضمار السباق في طلميثة الأثرية انضم إليها أخيرًا مكتشف جديد عبارة عن تمثال من المرمر يعود للعصر الروماني.
باب توكرة والمسرح اليوناني ومضمار السباق وغيرها من آثار مدينة طلميثة الليبية انضم إليها أخيرًا مكتشف جديد عبارة عن تمثال من المرمر السكري بدون رأس يعود للعصر الروماني، عُثر عليه بالقرب من شاطئ البحر خارج المدينة الأثرية.
وكانت مراقبة آثار توكرة بالتعاون مع مكتب آثار طلميثة قد تمكنت من الكشف عن التمثال الذي بلغ طول 180 سم وعرضه 60 سم بعد الإبلاغ عنه من قبل أحد المواطنين أثناء قيامه بعمليات جرف لتنفيذ أحد المشاريع بالقرب من شاطئ البحر، مؤكدة أن التمثال سيعرض في متحف المدينة.
ومن المرجح بأن هذا التمثال قد سقط أثناء نقله إبان الفترة الإيطالية، وذلك لوجوده خارج المدينة الأثرية في نطاق لا توجد به أي معالم أثرية.
مدينة طلميثة الأثرية
وتقع مدينة طلميثة الأثرية في شمال شرق ليبيا، تبعد عن مدينة المرج 20 كم شمالاً، وقد نشأت مدينة طلميثة في القرن الثالث قبل الميلاد كميناء بحري لمدينة برقة المرج حتى أطلق بطليموس فيلادلفيوس الثالث أحد ملوك مصر 258- 246.م اسمه عليها، وذلك احتفاءً وتخليدًا لزواجه من الأميرة برنيق أميرة قورينا (برنيشه ابنة ماجوس ملك قورينا).
شهدت المدينة أوج شهرتها في العصر الإغريقي، حيث أصبحت من أهم مدن الشمال الإفريقي، وبرز ذلك في اقتصادها بإنتاجها لنبات السلفيوم، الذي كان من السلع النادرة حينها، بل وكانت تعمل على تصديره إلى أغلب أجزاء العالم القديم، ونتيجة لهذا الرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسى الذي أنعمت به طلميثة ازدهرت الحركة الثقافية والفلسفية، وأنتجت جيل من الفلاسفة والشعراء والعلماء.
بعد انتهاء الحكم البطلمي على برقة في عام 96.ق.م وقوعها تحت النفوذ الروماني في عام 74 ق م، ازدهرت طلميثة أيما ازدهار في العصر الروماني؛ إذ إنها أصبحت في عهد الإمبراطور"ديوقليسيان" عاصمة إقليم برقة كله، والذي يضم نظام المدن الخمس أو البنتابوليس من حيث الأهمية والمكانة.
اعتلت المدينة مكانة عالية جدًّا في عهد البطالمة والرومان، ورافق ذلك الازدهار امتلاكها لأسطول بحري كانت له مكانة مميزة بين أساطيل البحر الأبيض المتوسط، كل هذه الأمور كانت كفيلة بأن تجعلها عاصمة للمنطقة بأسرها، وقد كان ذلك إبان القرنين الرابع والخامس.
وأصبحت مدينة طلميثة مرفأ حربيًّا ذات حصون منيعة وأسوارعالية وميناء تجاري هام مزدحم بالسكان وتربطة علاقات قوية بعدد من الموانئ أهمها ميناء الإسكندرية، وميناء لمدينة المرج التى كانت العاصمة الجديدة للشق الشرقي من ليبيا لمدة 3 قرون بعد الفتح العربي الإسلامي للبلاد في القرن السابع الميلادي في عام 642 م.
أهم آثار مدينة طلميثة
إن من أهم الآثار التي تقع خارج المدينة والصهريج الكبير، بالإضافة إلى كنوز أخرى تتلألأ الآن في متحف المدينة الذي افتتح عام 1952 م.
من أهم المعالم التاريخية التي تزخر بها هذه المدينة مدافن البطالمة، وشبكة إمدادات المياه، وكذلك النقوش الكتابية على ألواح الرخام، والتي تسجل أهم الأحداث التاريخية التي مرت بها المدينة، إلى جانب نقش يوضح تعريفة الأسعار الصادرة في عهد الإمبراطور "قلديانوس"، بالاضافة إلى الصهريج العظيم الذي يستوعب 8 ملايين لتر مكعب، باب توكرة، والمسرح اليوناني، ومضمار السباق، والمدافن الطلمية، إضافة إلى أسوار ومنازل، وقصر الأعمدة الذي اكتشف في العصر الهنليستي.
متحف طلميثة وكنوزه الأثرية
وكان المتحف فى البداية مخزناً لميناء طلميثة في فترة الحكم الإيطالي، ثم تم استعماله كمتحف قبل الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد افتتاحه في العام 1952، وعلى الرغم من كونه صغير المساحة، إلا أنه يحتوي مجموعة من القطع الأثرية النادرة تقدر بنحو 150 قطعة، بينها مرسوم يعود للعام 301 ميلادي، تم نقشه باللغة اللاتينية أصدره الإمبراطور دقلديانوس يحدد أسعار السلع والبضائع في للإمبراطورية، إلى جانب أرضيات الفسيفساء، والتوابيت الرومانية القديمة.
كما يضم المتحف مجموعة مميزة من التماثيل بينها تمثال للإله ديونسيوس إله الخمرعثرعليه بقصر الأعمدة في بطولوميس، وتمثال لآلهة الحكمة الليبية القديمة ميدوسا، وتمثال لديانا آلهة الصيد عند الرومان وتمثال للملكة كليوبترا الأولى زوجة بطليموس الخامس.
رغم قيمة القطع الأثرية المعروضة في المتحف إلا أنه يعاني من الإهمال، فالقطع الأثرية مكدسة داخل المخازن، إضافة لضعف التهوئة، ووجود مشاكل أخرى أخطرها السرقات التي تعرض إليها خصوصًا عامي 1989 و2005 من قبل عصابات تهريب الآثار.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز