مقتنيات الملك "زوسر" في افتتاح المتحف المصري الكبير
نقل 418 قطعة أثرية من مقتنيات الملك "زوسر" أحد ملوك الأسرة الثالثة لتكون ضمن القطع المنتقاة للعرض خلال افتتاح المتحف المصري الكبير
في إطار التحضيرات والإجراءات التنظيمية لنقل محتويات المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير بهضبة الأهرامات، تم نقل 418 قطعة أثرية من مقتنيات الملك "زوسر"، أحد ملوك الأسرة الثالثة، لتكون ضمن القطع المنتقاة للعرض المتحفي خلال مراسم الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير.
القطع المنقولة تعود جميعها لعصر الأسرة الثالثة" 2686- 2613 ق.م"، وهي من مقتنيات الملك "زوسر" ويأتي من بينها مجموعة من الأطباق الخاصة بالأثاث الجنائزي له مصنوعة من الألباستر، ومن المقرر أن يتم نقل هذه القطع لمعامل الترميم لإجراء أعمال الترميم اللازمة لها.
الملك "زوسر".. سيرة وأثر
اختلف المؤرخون في عدد سنين حكم الملك زوسر لمصر؛ فقد ذكر المؤرخ الفرعوني مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة "2640 ق.م - 2611 ق.م"، بينما تذكر بردية "تورين" أن فترة حكمه امتدت فقط 19 عامًا "2630 ق.م - 2611 ق.م" إلا أن الكثير من المؤرخين الحاليين يرجحون أن فترة حكمة امتدت لمدة 29 عامًا بسبب ضخامة أعماله الإنشائية التي قام بها.
"زوسر" هو صاحب أول هرم في التاريخ المصري عرف باسم الهرم المدرج بسقارة، ويتكون من 6 مصاطب غير متساوية وبارتفاع يبلغ 62 مترًا ومكسو بحجر جيري أبيض، أما من الداخل فيتكون من شبكة ممرات ودهاليز، فيما بنيت غرفة دفن الملك من الجرانيت والرخام.
و"زوسر" أيضًا هو أول ملك يصدر مجموعة قوانين وتعديلات تشريعية شملت 13 مادة جاءت في المقام الأول لتحدد صلاحيات الحاكم والتنازل عن بعض هذه الصلاحيات لرئيس البلاط الملكي وللكاهن الأعظم، بالإضافة إلى وضع حد أقصى لفترة الحكم وهي ثلاثين عاما ويتم الاحتفال بالملك عند إتمامه هذه المدة.
ويعد "زوسر" أول ملك توغل في نوبيا السفلى فيما وراء الشلال إلى المحرقة في منتصف الطريق إلى الشلال الثاني، وكان أول ملك يرسل حملات إلى وادي المغارة في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز.
وحينما تولى "زوسر" حكم البلاد ووطد السلطة الإدارية في يده، قام بتأمين حدود البلاد، واهتم بالجيش وأنشأ مصلحة خاصة لإدارة شئون الجيش، وكان أهم ما عني به هو حماية البلاد من الغارت الأجنبية التي كانت تجتاح البلاد من أطرافها، وبخاصة من أهل البدو.
وقد عثر على تمثال جميل للملك زوسر في سردابه، هو أقدم ما عرف من التماثيل بالحجم الطبيعي في مصر، حيث تبلغ أبعاد التمثال 45.3 سم عرض وطول 95.5 سم وارتفاعه 144 سم، وهو يمثل الملك زوسر جالسًا على العرش، وقد غطى جسده رداء احتفالي، وقد نقش السطح الأمامي من القاعدة، بنص هيروغليفي دقيق، ينطق عن أسماء وألقاب ملك مصر العليا والسفلى، وله نقش في أحد جزر أسوان، يسرد أحداث المجاعة التي حدثت في عهده بسبب نقص فيضان النيل.
أواني "زوسر"
أكبر المجموعات الجنائزية الكاملة وصلتنا من عهد "زوسر"، إذ عثر في دهاليز هرمه المدرج على الآلاف من الأواني والأطباق والصحاف (30 ألف قطعة)، داخل الممرات السفلى للهرم المدرج بسقارة. صُنعت الأواني بمنتهى الدقة والرقي والأناقة من أحجار عدة مثل الجرانيت، والألاباستر، والحجر الجيري، والكوارتز، والجرانيت الأحمر وغيرها من الأحجار، وتم استخراجها من عمق 33 مترًا من تحت الهرم المدرج بسقارة، وقد استخرجها الباحث "جان فيليب لوير" في العشرينيات من القرن الماضي حيث عثر على حوالي 40,000 إناء داخل 6000 صندوق.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA==
جزيرة ام اند امز