بالصور.. تعرف على بيت "زينب خاتون" و"الست وسيلة" بالقاهرة
من أبرز الأماكن التي تضمنها برنامج الزيارة البيتين الأثريين المعروفين "زينب خاتون" و"الست وسيلة" اللذين يقعان في قلب القاهرة الفاطمية
منطقة آثار الغورية التي تقع في حضن القاهرة التاريخية على موعد، غدًا الأحد، مع الجولة الثانية من برنامج الوعي الأثري "طوف وشوف"، والذي كانت أطلقته وزارة الآثار المصرية بالتعاون مع جمعية "مصر الإرادة"، لنشر الوعي الأثري لدى النشء والشباب، ويأتي هذا البرنامج في إطار خطة الوزارة للتعريف بآثار مصر وتراثها الحضاري، البرنامج يتضمن جولات إرشادية داخل عدد من المباني الأثرية "بيت زينب خاتون"، و"بيت الست وسيلة"، و"مسجد العيني"، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة الثقافية والترفيهية للأطفال المشاركين.
من أبرز الأماكن التي تضمنها البرنامج للزيارة، البيت الأثري المعروف "زينب خاتون"، ونظيره بيت "الست وسيلة"..
بيت "زينب خاتون" أحد البيوت الأثرية التي تقع في قلب القاهرة الفاطمية، ويقع خلف الجامع الأزهر، أقيم في عام 1486، وكان ملك الأميرة "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون أحد سلاطين المماليك، وظل كذلك حتى دخول العثمانيين إلى مصر عام 1517.
في ما بعد سيشتري الأمير "الشريف حمزة الخربوطلي" المنزل ويهديه إلى زوجته الأميرة زينب التي كانت إحدى خادمات الأمير المملوكي "محمد بك الألفي" وتحررت، وأضيف إلى اسمها لقب "خاتون" أي "الشريفة الجليلة"، فأصبحت "زينب خاتون"، ثم انتقلت ملكية البيت إلى وزارة الأوقاف المصرية التي قامت بتأجيره للعديد من الشخصيات، كان آخرهم قائد عسكري بريطاني إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر.
لعبت زينب خاتون دورًا وطنيًّا في النضال ضد الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، فكانت تؤوي الفدائيين والجرحى الذين يلجؤون إلى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون، وقد عثر في البيت على 27 جثة دفنت في سرداب تحت الأرض، يعتقد أنها جثث الجرحى الذين كانت زينب خاتون تؤويهم داخل بيتها.
يُعتبر بيت زينب خاتون نموذجًا للعمارة المملوكية الإسلامية التي تمتاز بوجود ما يعرف بـ "صحن البيت"، وهو واسع ومكشوف، تُطل عليه مشربيات مقاعد الرجال وهي ما تُسمى بـ "السلاملك"، ومقاعد النساء التي كانت تُسمى "الحرملك" الموجودة بالطابق الثاني، وأما الطابق الثالث فيشتمل على غرف النوم.
يتميز بيت زينب خاتون تحديدًا بوجود غرفة صغيرة مُلحقة بحجرة الأميرة، وهي حجرة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق سلم خشبي، وهي الحجرة الخاصة بالولادة، حيث كانت تُقيم فيها الأم ومولودها، بعد الولادة مباشرة ولمدة 40 يومًا بعيدًا عن الزوار، داخل قاعات البيت الكبيرة الواسعة العديد من الدواليب الحائطية المُرصعة بالصدف والعاج، وفي منتصف القاعة يوجد ما يُسمى "وصّافة" تشبه حوضًا كبيرًا مُزخرفًا من الرخام، يوضع فيها أواني المياه الفخارية لتظل باردة، وفي سقف القاعة يوجد "شخشيخة" من الخشب الُمزخرف والمُفرغ، وبها زخارف من الزجاج المُعشق.
أما البيت المشهور باسم "الست وسيلة"، فهو أحد البيوت الأثرية المبنية على الطراز العصر العثماني ويقع خلف الجامع الأزهر، أنشئ في عام 1646 م، حيث قام الأخوان عبد الحق ولطفي أولاد محمد الكناني ببناء المنزل، ثم أخذت ملكية البيت في الانتقال حتى وصل أخيرًا إلى الست وسيلة "خاتون بنت عبد الله البيضا معتوقة" التي عاشت فيه حتى وفاتها في 4 مايو عام 1835م، وهي من الشخصيات المجهولة تاريخيًّا، فلا يعرف لها أي دور تاريخي، ومن الواضح أن أهالي الحي هم من قاموا بتخليد اسمها وذكره على البيت.
يمتاز بيت "الست وسيلة" بوجود قبتين مثمنتي الشكل، يعلوهما غطاء هرمي ووظيفتهما الإضاءة والإنارة، فناء البيت يتكون من مدخل صغير مكشوف بالواجهة الجنوبية الشرقية، وضم الطابق الأرضي قاعة استقبال تتكون من إيوانين مستويين مرتفعين عن الأرض بينهما نافورة على عمق 90 سم.
أما سقف البيت فيحتوي على العديد من النقوش العثمانية، بالإضافة إلى العديد من اللوحات الزيتية داخل قاعة النوم، وهي رسومات للأماكن المقدسة في الحجاز، وأخرى للمدينة المنورة ومنظر للكعبة المشرفة والحرم المكي، أما الدور الثاني من البيت فيضم قاعة كبيرة، وحماما يتكون من مغطس وغرفة جانبية لخلع الملابس، ظل البيت لمدة طويلة يعاني من الإهمال حتى صدر قرار بترميم البيت وإزالة الأتربة والمناطق المتهدمة به كافة والمخلفات الموجودة عام 2005، وتم تخصيصه ليكون مقرًا "لبيت الشعر العربي" ضمن مراكز الإبداع التابعة لصندوق التنمية الثقافية، يُقدم من خلاله عديد من الفعاليات الثقافية والأدبية.