٤٠ قطعة أثرية تكشف: سيناء مهد "الأبجدية" فى العالم
استعملها المعينون في اليمن منذ عام 1200 قبل الميلاد
معرض يضم 45 قطعة أثرية في المتحف المصري تضم لوحات حجرية تحوي نقوش لمعبودات ارتبطت بسيناء المصرية توضح أنها مهد الكتابة الأبجدية
بعنوان " سيناء مهد الكتابة الأبجدية " افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، الثلاثاء، المعرض المؤقت للآثار المصرية بمقر المتحف المصري بالقاهرة بالتعاون مع جامعة " بون" الألمانية.
والمعرض جاء بمناسبة احتفال مصر بعيد تحرير سيناء ومرور ١٠٠ عام على اكتشاف عالم الآثار المصرية " ألين جاردنر" سر الكتابة.
وقالت صباح عبد الرازق وكيل المتحف المصري للشئون الأثرية، إن المعرض يضم ٤٠ قطعة أثرية عبارة عن لوحات حجرية تحوي نقوش لمعبودات ارتبطت بسيناء، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل وصلاية تحوي نقوش ربما تمثل إشارة لمدينة " بوتو" عاصمة الوجه البحري قبل عصر التوحيد.
وألقى المعرض الضوء على الكتابة الأبجدية التي ظهرت في جنوب سيناء منذ آلاف السنين، والتي تعد أصل الكتابة الأبجدية في العالم أجمع، حيث تمكن عالم المصريات بترى فى عام 1905 من اكتشاف 12 نقشًا عرفوا " بالنقوش السينائية " عليها أبجدية تتشابه مع الهيروغليفية، ثم أعاد العالم الأثري البريطاني " ألين جاردنر" 1879- 1963 فك رموز هذه الكتابة.
وأوضح أنها كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حيث إن الخط الكنعاني الأولي ينحدر من الخط السيناوي الأولي الذي ينحدر من الهيروغليفية، كما أنه سلف الخط الفينيقي الذي يعد سلف كل الأبجديات المستخدمة في العالم اليوم.
كانت شبه جزيرة سيناء الملاصقة لموطن الأنباط، مهد أقدم نقوش أبجدية عثر عليها حتى الآن، وهي التي كشفت حديثًا عند "ساربيط الخادم"، ونُقلت بعد ذلك إلى متحف القاهرة، وهي من صنع العمال، من أهل سيناء في مناجم الفيروز، ويرجع تاريخها إلى سنة 1850 قبل الميلاد أي أنها أقدم بنحو 6 قرون، من نقش" أحيرام " َلِك جُبَيْل، والتي وجدها الأثري "بيير مونتيه".
وقال فيليب إنه حتى في كتابه "تاريخ العرب" أن الكنعانيين كانوا أول من استعمل طريقة للكتابة تستعمل فيها الحروف خالصه، ونقلوها في الأصل عن الحروف الهيروغليفية المصرية، ولكن الهوة بين طريقتي الكتابة كانت دائماً شاسعة، فجاءت الكتابة السينائية الآن لتصل بين الكتابين ولتكون الحلقة المفقودة بينهما.
الأصل السينائي للأبجدية يشرح لنا كيف كان في الإمكان نقلها إلى جنوب الجزيرة العربية، حيث مرت بتطور مستقل فاستعملها المعينون في اليمن في تاريخ يرجع إلى سنة 1200 قبل الميلاد.
كذلك يشرح الأصل السينائي للأبجدية العربية كيف نقل إلى الشمال حيث الساحل الفينيقي، وقد نقلت هذه الأبجدية مع التجارة في الفيروز الذي كان يبيعه العرب إلى الفينيقيين، كما أنها بالمثل تماماً نقلت مع التجارة من الفينيقيين إلى اليونان، فأصبحت أم الأبجديات جميعًا.