سامي الجابر.. والشخصية الضائعة في دوري المدارس
لاعبو الشباب ظهروا في مباراتي القادسية والباطن كأنهم يلعبون في دوري المدارس وهو أمر يتحمل مسؤوليته سامي الجابر .. ما هي الأسباب
سامي الجابر نجم كبير بكل المقاييس كلاعب وإنسان محترم، مثلما إن اجتهاده وشجاعته في اقتحام عالم التدريب مغامرا بتاريخه الكروي كاملا خطوة تحسب له، وهي أمور يجب وضعها في الاعتبار قبل الحديث عن هزيمة فريقه الشباب من الباطن بهدف نظيف في الجولة الثانية لدوري المحترفين السعودي، وبقاء الليث الأبيض بنقطة وحيدة من أصل 6 نقاط متاحة في الجولتين.
لا يمكن الحكم على سامي المدرب وتجربته البسيطة في نادي الشباب السعودي دون مراعاة مجموعة من الاعتبارات قلصت مسبقا فرصه في النجاح المنشود، بداية من الأزمة المالية المستحكمة التي منعت النادي من الاستفادة بتعاقداته الصيفية، مرورا بالاستغناء عن نجوم الفريق مثل الخيبري والبيشي والمرشدي ورافينيا دون أن يكون لهم بدلاء على نفس المستوى أو أفضل.
الأمر الثالث أن التعادل في مباراة والهزيمة في أخرى لا يمكن اعتبارهما مؤشرا على ضعف المردود الفني للمدرب حتى وإن كانت الهزيمة من فريق الباطن الصاعد حديثا لدوري المحترفين، لأن أي فريق في العالم معرض لهزات في نتائجه مثل التي تعرض لها الشباب واسألوا أرسنال مع العجوز أرسين فينجر.
ولا يمكن أيضا أن نتجاهل أن الملعب الذي أقيمت عليه المباراة يصعّب مهمة الفرق الكبيرة كونه من العشب الاصطناعي الذي يحتاج لإعداد خاص قبل اللعب عليه، بجانب ضيق مساحته فضلا عن الرطوبة العالية أو لنقل الخانقة في صيف المنطقة الشرقية بالمملكة.
لكن مع كل الإعذار السابقة والقادمة للمدرب سامي الجابر، يجب أن يحاسب على افتقاد فريق الشباب للشخصية في الملعب، وهي مسألة تميز أي مدرب عن غيره وتكشف بصمته الخاصة على أي فريق مثلما فعل جوارديولا في برشلونة ثم بايرن ميونيخ والآن مع المان سيتي.
فريق الشباب ظهر في مباراتيه الأوليين مع سامي الجابر دون شخصية، فلا خطة لعب واضحة المعالم، بطء شديد في التصرف بالكرة وكل مهاراتها الأساسية من التسليم والتسلم إلى التحرك بكرة وبدونها.
كذلك لم يتدخل سامي طوال المباراة -أو هذا ما بدا لي- ليطلب من لاعبيه التركيز والتمرير السريع على الأرض والتصرف في الكرة بلمسة واحدة وتوسيع رقعة اللعب بفتح الملعب عرضيا لضرب التكتل الدفاعي الهائل لفريق الباطن.
كذلك قدم مدافعو ولاعبو وسط الشباب واحدة من المباريات التي يمكن تدريسها للاعبين الشباب في الأخطاء التي لا يجب الوقوع فيها لأي لاعب محترف، حيث كانت كل الكرات المشتركة تقريبا في وسط ملعب الشباب من نصيب لاعبي الباطن حديثي الخبرة بدوري المحترفين.
كذلك افتقد الفريق الشباب للضغط على حامل الكرة من الفريق المنافس في وسط الملعب الدفاعي، ما جعل الهجمات القليلة لفريق الباطن تشكل خطورة "وهمية" على مرمى وليد عبد الله.
الخلاصة أن لاعبي الشباب ظهروا في مباراتي القادسية والباطن كأنهم يلعبون في دوري المدارس وهو أمر يتحمل مسؤوليته سامي الجابر الذي توفرت له فرصة جيدة لفرض أسلوبه على اللاعبين كونه بدأ معهم فترة الإعداد كاملة، وهو أيضا يعطي مؤشرات غير متفائلة بمستقبل النجم الكبير في عالم التدريب.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز