مفاجأة يلدريم .. ووفاة شقيق طفل حلب.. وجبهة جديدة في الصراع
تطوران جديدان وخبر صادم من الناحية الإنسانية، كانت الأزمة السورية على موعد معها، يوم السبت 20 أغسطس.
تطوران جديدان وخبر صادم من الناحية الإنسانية، كانت الأزمة السورية على موعد معها، يوم السبت 20 أغسطس.
تمثل التطور الأول، في تحول وصف بـ"المفاجئ" بالموقف التركي من الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تصريحات لرئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يكون له دور في المرحلة الانتقالية.
أما التطور الثاني، فهو تصاعد القتال بين الجيش السوري والقوات الكردية بما يثير مخاطر من احتمالية فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف التي تعصف بسوريا.
وكان الخبر الصادم، هو وفاة الشقيق الأكبر لطفل حلب، الذي أصابت صورته العالم بصدمة.
الأكراد والجيش السوري
استعر القتال بين الجيش السوري والقوات الكردية، السبت، ليثير ذلك مخاطر بفتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف التي تعصف بسوريا.
وغالبًا ما تجنب الطرفان المواجهة على مدار خمسة أعوام من الصراع مع تركيز الحكومة جهودها ضد معارضيها من العرب السنة في الغرب، فيما كان الأكراد يقاتلون بشكل رئيسي تنظيم "داعش" في شمال سوريا.
وفي إشارة إلى عدم الرغبة في مزيد من التصعيد، قالت وسائل إعلام موالية للحكومة السورية، اليوم السبت، إنه جرى عقد محادثات سلام مبدئية.
وقبل أيام نشب قتال قصفت خلاله طائرات حكومية مناطق يسيطر عليها الأكراد في الحسكة إحدى مدينتين في شمال شرق البلاد الذي يسيطر الأكراد على معظمه، في حين تحتفظ الحكومة بالسيطرة على بعض المناطق.
وقال أكراد ومراقبون إن القتال برًا اشتد في وقت متأخر يوم الجمعة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية والقوات السورية التي قامت طائراتها بطلعات فوق المدينة.
وقال مسؤول كردي: "الاشتباكات تواصلت السبت في مناطق داخل المدينة؛ حيث كانت هناك عمليات عسكرية".
وفي حلب، تواصل القتال بالقرب من مدخل طريق ضيق كانت المعارضة فتحته هذا الشهر للوصول إلى مناطق محاصرة تحت سيطرتهم.
وحذر جاكوب كيرن، مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا، من قرب نفاد الغذاء في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال لصحيفة سويسرية: "في شرق حلب الغذاء يكفي لأسبوعين كحد أقصى وربما حتى نهاية أغسطس/ آب".
وقالت روسيا الداعم العسكري الرئيسي للرئيس بشار الأسد، يوم الخميس، إنها تعتزم دعم اتفاقات لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة أسبوعيًا للسماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
الأسد والمرحلة الانتقالية
ومن التطور القتالي إلى التطور السياسي، حيث قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، السبت، إن أنقرة ستضطلع بدور أكثر فعالية في التعامل مع الصراع في سوريا في الأشهر الستة القادمة لمنع التقسيم على أسس عرقية لسوريا.
وأبلغ يلدريم أيضًا، مجموعة من الصحفيين في إسطنبول، أنه بينما يمكن أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور في القيادة الانتقالية فإنه يجب ألا يكون له أي دور في مستقبل البلاد.
واتخذ الصراع السوري الممتد منذ أكثر من خمسة أعوام بعدًا عرقيًا مع سيطرة جماعات كردية على مناطق خاصة بها وتقاتل من حين لآخر جماعات من الغالبية العربية في سوريا التي يمثل رحيل الأسد أولوية لها.
وتخشى تركيا أن يؤدي اكتساب الجماعات المسلحة الكردية في سوريا المزيد من القوة إلى تشجيع حركة التمرد الكردية في تركيا التي استأنفت نشاطها بعد انهيار وقف لإطلاق النار بين المسلحين والحكومة العام الماضي.
وقال يلدريم: "سيكون لتركيا دور أكثر فعالية في القضية السورية في الأشهر الستة القادمة كلاعب إقليمي. معنى هذا عدم السماح بتقسيم سوريا على أي أساس عرقي وهذا أمر حاسم بالنسبة لتركيا".
شقيق الطفل عمران
ولم يخل المشهد السوري كعادته من المشاهد الإنسانسة المؤثرة، وكان مشهد اليوم هو وفاة الشقيق الأكبر للطفل السوري عمران.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشاهد، إن الشقيق الأكبر للطفل السوري الذي انتشل من تحت الأنقاض بعد ضربة جوية في حلب وأصابت صورته العالم بصدمة توفي في المدينة متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في الحادث نفسه.
وقال المرصد الذي مقره المملكة المتحدة وشاهد كان حاضرًا وقت الوفاة مع والد الصبي، إن علي دقنيش، البالغ من العمر عشر سنوات، كان أصيب بجروح في الضربة الجوية التي وقعت يوم الأربعاء.
وأبلغ الأطباء الشاهد أن دقنيش عانى نزيفًا داخليًا وتعرضت أعضاء بجسده للتلف.
وكان شقيقه الأصغر عمران (خمسة أعوام) قد ظهر في تسجيل فيديو وصور وهو في سيارة إسعاف بعد انتشاله من تحت الأنقاض وبدت علامات عدم الإدراك والذهول على وجهه الملطخ بالتراب والدماء.
وانتشر التسجيل وصور الطفل على نطاق واسع على الإنترنت وفي وسائل الإعلام ما أعاد تركيز الرأي العام على الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمسة أعوام ومأساة المدنيين وخصوصًا في حلب.
وكثفت طائرات روسية وسورية ضرباتها الجوية على شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة منذ أحرز المعارضون تقدمًا وكسروا حصارًا فعليًا.
وقال المرصد إن 448 مدنيًا قتلوا منذ بداية الشهر الحالي في القتال على الأرض والضربات الجوية في حلب ومحيطها.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز