في الذكرى الثالثة لفض اعتصام «رابعة والنهضة» أكد الداعية الإسلامي محمد حسان شهادته عن الوساطة، التي قام بها بين «الإخوان» والسيسي، الذي كان وقتها وزيراً للدفاع قبل 30 يونيو.
قال حسان إنه اجتمع بقيادات «الإخوان»، لمعرفة مطالبهم لفض الاعتصام، بعد عزل مرسي، وكانت مطالبهم هي عدم استخدام القوة ضدهم، ووقف الحملات الإعلامية ضدهم، والإفراج عن المحبوسين من الجماعة، وقال حسان إنه قابل السيسي، وحصل في النهاية على موافقته، وعاد بها إلى «الإخوان»، فإذا بهم يتنكرون لكل ما اتفقوا عليه معه، ويرفضون أن يوقفوا تصعيدهم ضد الدولة، وحشدهم لأنصارهم في «رابعة والنهضة»، ويرجع حسان ذلك إلى وصول مسؤولة العلاقات الخارجية الأوروبية يومها «آشتون» ورهان «الإخوان» على أن الضغط الأوروبي سيثمر شيئاً لمصلحتهم، ولم يذكر- لسبب أو لآخر- دور أميركا في هذه الفترة، وضغوطها لمصلحة «الإخوان»، وتحريضها المباشر أو من خلال عملائها في المنطقة لإبقاء الوضع الملتهب انتظاراً للأسوأ في مصر، وهو ما أراد الله وشعب مصر وجيشها ألا يكون! الضربة الثانية جاءت من داخل تنظيم «الإخوان» الإرهابي نفسه، ففي وسط الانقسامات التي يعاني منها فوجئ أعضاء الجماعة بصبي، كان هو الفتى المدلل لدى رجل «الإخوان» القوي خيرت الشاطر.
وكان هو الذي أرسله على رأس جماعة من «بلطجية» «الإخوان»، لكي يفضوا اعتصام المثقفين المصريين في مبنى وزارة الثقافة ضد حكم الإخوان.
ويومها تصدى المثقفون لهم، وكان نصيب «فتى الشاطر» واسمه «أحمد المغير» صفعة مدوية على وجهه من زميلة صحافية، هي رشا عزب، أظن أن علاماتها ما زالت على وجهه حتى الآن.
الفتى المدلل لخيرت الشاطر، والهارب الآن خارج مصر أحيا ذكرى فض اعتصام «رابعة» باعتراف مثير، حيث كتب أن هذا الاعتصام كان فيه من السلاح ما يكفي لمواجهة الشرطة، وربما مواجهة الجيش، ورغم أنه ادعى أن 90% من هذا السلاح قد خرج من الميدان، بسبب ما يسميه خيانة «إخواننا اللي فوق»، قاصداً قيادات الجماعة المسؤولين في ذلك الوقت عن إدارة المواجهة! لكن يبقى الاعتراف الذي يؤكد ما كان معروفاً لدى كل المتابعين بأن «رابعة، والنهضة» قد تحولتا إلى ترسانتين للسلاح الإخواني، في اعتصام ما زالوا، حتى الآن وبمنتهى البجاحة أو الوقاحة، يدعون أنه كان اعتصاماً سلمياً! لكن الأسئلة الحقيقية التي حان الوقت لكي يتم طرحها هي: هل كانت القوى الكبرى تجمل هذه الحقائق؟ وهل كانت الأجهزة السرية البريطانية التي تربت «الإخوان» في أحضانها، أو أجهزة المخابرات الأميركية التي دعمت «الإخوان» لتصل إلى حكم مصر، هل كانت لا تعرف تاريخ الجماعة في الإرهاب؟ وهل كانت- وهي تراهن عليهم- تتصور حقيقة أنهم يمكن أن يتحولوا إلى «الاعتدال»؟! وهل كانت المنظمات التي تدعي الموضوعية، ووسائل الإعلام (العربية قبل الدولية) التي لم تتوقف عن بث دعايتها المغرضة عن «سلمية» المعتصمين من الإخوان، هل كانت لا تعرف الحقائق، أم أنها كانت تعرفها جيداً، لكنها تطبق سياسة مرسومة تدعم «الإخوان» بكل إرهابهم، لكي تخضع مصر وتستكمل مخططاتها لإعادة تقسيم الوطن العربي، بعد تدمير ما تستطيع تدميره، اعتماداً على جماعات الإرهاب المشمولة برعايتها، أو على إثارة الحروب الطائفية اعتماداً على الحلفاء الأساسيين من إسرائيل إلى إيران، وما بينهما من فرق الخوارج؟! ما نعرفه أن «الإخوان» ما زال مسموحاً لهم بالتسلل (ولو من سلم الخدم)، ليقابلوا مسؤولين أميركيين لا يريدون الاعتراف بأن 30 يونيو كانت نهاية هذه الجماعة التي هي أصل الإرهاب؟
وما نعرفه أن المسؤولين في بريطانيا التي رعت الجماعة، منذ نشأتها في الإسماعيلية بدعم الاحتلال البريطاني والإدارة الأجنبية لقناة السويس، وحتى الآن ما زالوا يواصلون الرهان على الجماعة الخائنة، وما زالوا يفتحون الأبواب أمامها، وها هم مؤخراً يتيحون للمتآمرين الهاربين من العدالة من الجرائم التي ارتكبوها في مصر مظلة اللجوء السياسي باعتبارهم «معتدلين!» و«مسالمين».
«صبي الشاطر» في اعترافاته عن الترسانة المسلحة في «رابعة» لا يفضح تنظيماً نعرف منذ نشأته أن طريق الإرهاب هو طريقه، لكنه يفضح أيضاً سياسات قوى كبرى تعرف ما نعرفه، وتصر على دعم التنظيم الإرهابي، وتكشف الأدوار المشبوهة لقوى إقليمية أو عربية أصبحت جزءاً من مخطط تدمير الأوطان العربية، ولم تعد- للأسف الشديد- قادرة على الرجوع إلى طريق الصواب!
نقلًا عن صحيفة البيان