الارهاب السياسي يستغل الدين استغلالاً دينيًا وشرعيًا ويتوسع به جماهيرياً في قواعده الارهابية
إن مجمل المنظمات الارهابية على صعيد العالم تشكّلت وانتشرت ضمن واقع جرائم بشعة في تفعيل الدين في السياسة وتفعيل السياسة في الدين وهو ما تمثل في القاعدة وانتشر في النصرة وداعش وغيرها من المنظمات الارهابية التي ترفع راياتها السوداء وتُفعّل جرائمها السياسية في التكبيرات الدينيّة (!)
فالارهاب السياسي يستغل الدين استغلالاً دينيًا وشرعيًا ويتوسع به جماهيرياً في قواعده الارهابية (...)
إن الأديان كلها بما فيها الدين الاسلامي يقتضي الواجب المحافظة على نقائها من السياسة وعلى نبل مضامينها العبادية الدينية بعيداً عن السياسة التي تُدنسها باهداف مصالحها واطماعها السياسية إن الدين لله وليس للسياسة ورجال الدين وجشع السياسة في عدوانيّة مصالحها التوسعية ان التشريع الدستوري في فصل الدين عن السياسة حاجة وطنية ملحة في ضرب الارهاب في صميم كيانه في استغلال الدين في انشطة السياسة:
وهو ما يُنهي والى الابد ما يُعرف بالاسلام السياسي الذي يتشكل ارهابا بشعاً في حياتنا اليومية من خلال منظماته الارهابية وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فان الذي قام به البرلمان البحريني تأييداً للارادة الملكية التاريخيّة في تعديل قانون الجمعيات السياسية في 12 يونيو 2016 في منع رجال الدين من ممارسة العمل السياسي واعضاء الجمعيات السياسية من ممارسة العمل الديني والوعظ والارشاد ان اجراء فصل المنبر الديني عن النشاط السياسي في مملكة البحرين يُشكل منعطفًا تاريخيًا وعلى طريق الاقتداء من دول الخليج والجزيرة العربية الأمر الذي يفوّت الفرصة على الجهات الايرانية في تفعيل الطائفية سياسيا في البحرين ودول الخليج وهو ما اخذ تفعيلاً إعلاميًا ايرانيا ساخطا مناهضا للقانون البحريني في فصل الدين عن السياسة وما يُشكل أداءً حاسماً في ضرب الطائفية المقيته في عقر دارها (!)
ان الارهاب حصريًا، حيث ما كان يقوم على اساس استغلال الدين في السياسة والسياسة في الدين وان اجراء وطنيا وانسانيا يقتضي القيام بفصل الدين عن السياسة كواقع ارهابي تقوم عليه وتستغله جميع المنظمات الارهابية مروراً من القاعدة الى داعش والى كل المنظمات الارهابية التي تفتري على الدين بأنشطتها الارهابية الاجرامية (!)
ويرى الكثير من الباحثين في المظاهر والمنابت الارهابية المنوطة بشكل أو بآخر في المصالح الامبريالية والصهيونية ضمن تقسيم الدول ارتباطًا بحركة الرأسمال على صعيد العالم ان الطريق الأكثر اداء وفاعلية ايجابّية التوجه بدون تردد الى فصل الدين عن السياسة، وذلك كون الارهاب في اساس منابت تشكله وتوسعه قام ويقوم ضمن تنظيم وتفعيل السياسة في الدين والدين في السياسة كمنهج اساسي في مُجمل انشطة الارهاب المادية والمعنوية فعلا وتفاعلا في جرائمه ضد الانسانية ولذلك: فان القضاء على الارهاب يبدأ في الأساس في فصل الدين عن السياسة (!)
وأحسب أني ذكرت سابقًا وأكرر ما ذكرت: ان هيئة الامم المتحدة يمكن ان تلعب دوراً إيجابياً في مطالبة دول الخليج والدول العربية بالعمل الفوري بإصدار قوانين نافذة في فصل الدين عن السياسة كإجراء وطني في ضرب الارهاب والاجهاز عليه في عقر داره (!).
*نقلا عن جريدة "الأيام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة