أمّا الصرخة فهي الشعار المرفوع في كل زاوية وطريق سيطر عليه الحوثي «الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود»
أمّا الصرخة فهي الشعار المرفوع في كل زاوية وطريق سيطر عليه الحوثي «الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود».
ذلك هو شعار الحوثي الذي أطلقه أول ما أطلقه من جامع «المهدي» بصعدة ليصبح هذا الشعار أحد أبرز شعارات ميدان «التحرير» في الانتفاضة الشعبية التي شاركت فيها جميع أطياف الشعب اليمني ضد المخلوع علي عبدالله صالح، فهل اختطف الحوثي بصرخته انتفاضة شعب اليمن وركبها واستحوذ على السلطة؟؟
لا جدال في ذلك، فقد خرج الشعب اليمني «صفر اليدين من «الربيع» المزعوم تمامًا كما فعل «ربيعهم» بشعوب ودول عربية أخرى، والحكاية معروفة.
الصرخة هو التعبير المتداول في الشارع الحوثي بديلاً لتعبير أو كلمة «الشعار» وقادة الحوثيين هم الذين اختاروا تعبير أو كلمة «الصرخة».
والشعار مستعار ومستورد من شعار خميني بعد انقلابه وهو الذي أطلقه لاستدرار تعاطف الشعوب العربية المقهورة من أمريكا ومن إسرائيل وللتقرب والتودد من الشعوب الأخرى الأفريقية والآسيوية واللاتينية وغيرها من شعوب لها مواقف سلبية وعدائية مع أمريكا وضد سياستها ونهجها.
وخميني لم يُطلق شعاره وهو مقيم في أوروبا وجماعته في أمريكا بل كان يهادن الأمريكان والأوروبيين حتى تتحقق له ما أراد وعندما احتل السفارة الأمريكية في طهران انتشر هذا الشعار مع قبضة اليد المرفوعة في تهديد ووعيد وبحركة عنف واضحة أصبح الموالون لخميني ونظامه من بعده يرفعونها تهديدًا ووعيدًا في وجوه أنظمتهم مع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» بعد أن اختطفوا الحديث باسم الشعب.
الأمريكان وحدهم أدركوا بيقين سياسي ثابت أن الشعار أو الصرخة مجرد ورقة شعبوية غوغائية حماسية لكسب تعاطف الشارع اليمني لاسيما وأن «الحوثي» مكوّن طائفي بحت وخالص، ودفعه بهذه الصرخة أو الشعار فقط لتجاوز ظاهرة الطأفنة التي ظهر بها في الشارع اليمني على نحو يسعى فيه إلى السلطة بلا رجعة أو تردد وهو ما يحتاج معه لتعاطف الشارع والرأي العام في اليمن، فلم يجد أفضل من شعار خميني يعيد إنتاجه في صنعاء فيضرب عصفورين بحجرٍ واحد...!!
يكسب ولو بالتضليل تعاطف اليمنيين البسطاء والعامة وينال الرضا والقرب من عمامات طهران وقم الذين يتطلعون إلى رفع الشعار في بلدان عربية ليظهروا لأمريكا وللغرب مدى سيطرتهم ومدى تغلغهم ومدى امتداد جماعاتهم في العواصم العربية والخليجية ما يدعم ويعزز من قوة أوراقهم في مفاوضاتهم مع أمريكا والغرب وفي صفقاتهم السرية منها والمعلنة مع الدول الكبرى.
والحوثي عندما استولى اغتصابًا على السلطة كفّ عن ترديد الصرخة واستبدلها في خطاباته المملة في رتمها الحوزوي وأسلوب إلقائها بشعار طائفي فاقع «المظلومية» وهو الشعار السياسي النفسي والاجتماعي الذي لم «يخترعه» الحوثي وإنما استعاره كعادته في استعارة شعارات عمامة قم مع محاولة منه في ظهوره الأخير بتقليد حسن نصر صاحب الضاحية في أسلوبه وطريقته وحتى في خلفية الديكور الذي يظهر خلفه أثناء الخطاب استعاره من حسن نصر.
وبين الصرخة «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل» وبين «المظلومية» قطع عبدالملك الحوثي المسافة من الجيل إلى السلطة وسدة الحكم اختطافًا، منتشياً هذه المرة بوصفه ورقة طهران الرابحة التي تلوح بها وتهدد المنطقة.
نقلًا عن صحيفة الأيام
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة