كيف تحولت خريطة النزاع السوري خلال شهر أغسطس؟
خلال شهر أغسطس/آب الجاري شهدت خريطة النزاع السوري العديد من التحولات الإستراتيجية التي كان لها وقع كبير على الحرب الجارية
شهدت خريطة النزاع السوري عدة تحولات في موازين القوى خلال شهر أغسطس/آب الذي يشارف على النهاية، تمركز معظمها في حلب أكبر محافظات سوريا.
وحدثت أولى التغيرات الكبرى عندما أعلنت قوات المعارضة السورية فك قبضة حصار قوات النظام السوري على الأحياء الشرقية بحلب في 6 أغسطس/آب، وهو ما كان له تأثير كبير تجلى في هدنة يومية مدتها 3 ساعات، بينما تدفع الأمم المتحدة نحو هدنة أسبوعية مدتها 48 ساعة.
أما التحول الثاني والذي كان وقعه أكبر من غيره هو تحرير مدينة منبج شمال حلب من يد تنظيم داعش في 12 أغسطس/آب على يد قوات سوريا الديمقراطية التي معظمها من الأكراد بدعم من واشنطن، وهو ما كان له نتائج إستراتيجية ضخمة انتهت بتوغل تركي داخل الحدود السورية بدأ الأربعاء الماضي.
وأعلنت تركيا في في 24 من الشهر شن حملة "درع الفرات" بهدف طرد تنظيم داعش من المدن الحدودية في سوريا، وتمكنت بالفعل في اليوم ذاته بعد عبور دبابات وقوات خاصة بدعم غارات جوية أمريكية وتركية، من مساعدة فصائل معارضة سورية لتحرير بلدة جرابلس الحدودية من التنظيم الإرهابي.
وامتدت أهداف الحملة التركية إلى إبعاد القوات الكردية السورية إلى شرق نهر الفرات حتى لا تقترب من حدودها، وهو ما جعل مدينة منبج التي تقع جنوب جرابلس محطًّا للأنظار مرة أخرى بعد أن باتت مدينة يتنازع عليها كلا من الأكراد وفصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
وشهد يوم 26 من أغسطس/آب فك قوات نظام الرئيس بشار الأسد حصارها عن مدينة داريا جنوب العاصمة دمشق بعد أن سمحت بموجب اتفاق مع الأمم المتحدة لمسلحي المعارضة وعائلاتهم بالمغادرة من المدينة على متن حافلات، لينتهي حصار دام 4 أعوام على المدينة التي آلت للسقوط.
أما في شمال شرق سوريا، شهدت مدينة الحسكة انسحابا لقوات النظام السوري بعد اتفاق أجرته مع قوات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على معظم مناطق شمال البلاد، ومن ضمنها باقي محافظة الحسكة.
ونص الاتفاق الذي وقع في 22 أغسطس/آب بعد أسبوع من الاشتباكات الضارية بين الطرفين، على انسحاب كامل لقوات نظام بشار الأسد من مدينة الحسكة، على أن يبقى حضور محدود للشرطة المدنية في الربع التابع للحكومة السورية.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA==
جزيرة ام اند امز