انتهك قادة طهران مادة في الدستور الإيراني تنص على عدم إنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية في إيران
انتهك قادة طهران مادة في الدستور الإيراني تنص على عدم إنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية في إيران، حتى لو كان ذلك لأغراض سلمية. وبمقتضى هذه المادة فإن الأراضي الإيرانية لم تستخدمها أية قوة أجنبية كقاعدة لعمليات عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية.
ولكن ووفقاً لوكالة "رويترز"، كشفت روسيا أنها تستخدم قاعدة "همدان" الجوية الإيرانية كمنصة لقصف سورية، إذ قصفت القاذفات الروسية المنطلقة من القاعدة الإيرانية أهدافاً للثوار في أنحاء سورية الثلاثاء 17 أغسطس الجاري، مما يؤكد نمو العلاقات العسكرية بين البلدين، ويوضح طموح موسكو للحصول على المزيد من النفوذ في تلك المنطقة المضطربة من الشرق الأوسط.
أقلعت قاذفات القنابل طويلة المدى من طراز (Tu-22) من قاعدة بالقرب من همدان غربي إيران وشنت غارات جوية على ريف حلب ودير الزور وإدلب، كما ورد في تصريح وزارة الدفاع الروسية. وقالت الوزارة إن القاذفات كانت مصحوبة بمقاتلات روسية منطلقة من الأراضي السورية.
وبهذا الانتهاك ترسل إيران رسالة إلى خصومها بأن روسيا لا تزال معها، لكن الإعلان عن الصفقة العسكرية من جانب موسكو يُعتبر ضربة لشعار "الاستقلال" للجمهورية الإسلامية. وهذا هو السبب في أن إيران حاولت إبقاء الصفقة طي الكتمان، لكن كان لروسيا حسابات مختلفة.
وتبدو حقيقة أن روسيا وضعت أقداماً عسكرية لها في إيران للمرة الأولى منذ عام 1917، على أنها مؤشر على أن روسيا لا تزال قوة عالمية. وقد نفت إيران في البداية هذه الصفقة، وبعد ذلك وصفت إيران التحرك الروسي بأنه "خيانة للثقة".
وكالعادة، ينكر الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته أنهم يعرفون شيئاً عن هذا العمل العسكري حتى لا يتعاملوا مع هذه القضية، أو ينتقدوا إيران. وفي ذات السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: ليس واضحاً بالنسبة لنا ما إذا كان استخدام موسكو لهذه القاعدة (همدان) قد توقف بشكل حاسم.
وعلى الرغم من أن إيران قد منعت لفترة طويلة إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، إلا أن إنشاء مثل تلك القواعد العسكرية الروسية في إيران لقصف سورية يُعد إشارة إلى التحالف الناشئ الذي يوسِّع النفوذ العسكري الروسي في المنطقة.
وتسعى روسيا أيضاً لتوجيه عدة رسائل إلى دول أخرى في الشرق الأوسط بأن موسكو شريك أكثر موثوقية من الولايات المتحدة. وأن طهران لا تريد أن تخسر بشار الأسد باعتباره أشد حلفائها، ولذلك هي تبذل كل ما في وسعها، حتى لو كان انتهاك الدستور.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة