حينما اعتدى "داعش" على الحضارة في تدمر.. عام على الجريمة
تأكيدا لأهمية معبد "بل" التاريخية والأثرية والذي قام داعش بتدميره قبل عام؛ الفنان الألماني "ديتر كويلن" يعيد بناء تصميم مصغر من المعبد
سنة كاملة مرت على الجريمة النكراء التي ارتكبها تنظيم "داعش" في 30 أغسطس من عام 2015، حينما قام بتحطيم وتدمير معبد "بل" اليوناني الروماني في مدينة تدمر السورية، المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، والملقبة بـ"لؤلؤة الصحراء "بعد أن قاموا بتفخيخ المعبد وتفجيره من الداخل، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه وإلحاق الضرر بالمعبد الذي عاش أكثر من 2000 عام.
المعبد الذي مر على العديد من المراحل التاريخية كي يكتمل بناؤه بالشكل الأخير الذي استمر به لأكثر من 2000 عام، بُني في بداياته على أنقاض معبد آخر بُني بالطين في عهد الإمبراطور الروماني "أوغسطين" ثم قام الإمبراطور" تيبيريوس" بإكمال بناء المعبد في عام 32 م، وأخيرا اكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي.
في القرن الثالث الميلادي تعرض المعبد للهدم بعد الحرب الدائرة بين التدمريين والرومان في عام 272م، وعلى أثر ثورة التدمريين في 273م على الرومان، وقد تعرض المعبد للعديد من الزلازل في القرن الـ 10 أيضا مما عرضه للهدم والتدمير.
ظل المعبد في حالة من الهدم والإهمال من القرن الـ 10- 12 حتى قام السلطان صلاح الدين بترميم المعبد في القرن 12م، وقام بناء حائط أمام المدخل لتحصينه وحمايته ورممت الزوايا والجدران، وقد استغل الأحجار التي تساقطت من المعبد القديم في عمل قلعة جديدة لحماية السكان من هجمات الصليبيين الذين اعتادوا مهاجمة المنطقة.
الوصف المعماري للمعبد
يعتبر معبد "بل" أحد أهم وأكبر المعابد في منطقة تدمر الأثرية، تبلغ أبعاده 210×205م، ويقدر ارتفاع جدرانه الحجرية بحوالي 14م، ويتألف المعبد من ساحة كبيرة، وهيكل تحيط به الجدران، ورواق أعمدتة "كورنثية"، وأسقفها خشبية عليها نقوش دينية ونباتية، وكان لها أرفف تُوضع عليها تماثيل الشخصيات المهمة، ويحتوي مدخل المعبد الذي يبلغ عرضه 35 مترا على ثلاثة أبواب ،كانت درفاتها من البرونز المذهب، وعلى جانبيه برجان، وكان له درج فخم، وأمام المدخل بهو فيه ثمانية أعمدة مع قوس مركزي كبير.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز