"الآثار" المصرية تسجل مقتنيات معبدين يهوديين بالقاهرة
لجنة تابعة لوزارة الآثار المصرية انتهت من تسجيل مقتنيات معبد بن عزرا اليهودي الأثري بمصر القديمة ومعبد طائفة الأشكيناز اليهودي بالعتبة
انتهت لجنة تسجيل مقتنيات المعابد اليهودية، التابعة لوزارة الآثار المصرية، من جرد وتسجيل مقتنيات معبد بن عزرا اليهودي الأثري، أهم وأقدم المعابد اليهودية في مصر، والواقع في منطقة مصر القديمة، وكذلك تسجيل معبد طائفة "الأشكيناز" اليهودي الذي يقع في منطقة العتبة بوسط القاهرة.
اللجنة قامت بجرد 133 قطعة في معبد بن عزرا المسجل بالقرار الوزاري 274 لسنة 1984 تعود إلى فترة الحكم العثماني لمصر في عهد السلطان قلاوون، أما "معبد طائفة الاشكناري"، فمسجل بقرار رئيس الوزراء لسنة 99، تحت إشراف طائفة اليهود الربانيين، ويعد المعبد الوحيد لتلك الطائفة التي غادرت مصر.
ترجع شهرة معبد بن عزرا اليهودي، والذي يعد من أقدم المعابد اليهودية، بسبب وجوده في منطقة تضم أول مسجد أنشئ في مصر "جامع عمرو بن العاص" ومجموعة من أقدم الكنائس المسيحية، ومنها الكنيسة المعلقة، والسبب الأهم هو اكتشاف مجموعة أوراق ومكاتبات "الجنيزا" اليهودية عام 1890، وهي مجموعة من النصوص الأدبية والوثائق المقدسة اليهودية تم العثور عليها داخل المعبد، تؤرخ لأوضاع اليهود المعيشية لقرون طويلة، وترجع كلمة "الجنيزا" إلى كلمة "جنازة" بالعربية، أي الدفن أو الدفينة، لأنه يجب بعد كل مدة جمع هذه الوثائق ودفنها في المقابر.
العديد من القصص والحكايات تروى عن أهمية مكان المعبد في هذه المنطقة التي يقال إنها مكان كان النبي موسى عليه السلام يستخدمه للصلاة بعد أن أصاب البلاد الطاعون وفقا للقصة المتداولة، وتروي قصص أخرى أن النبي إيليا "إلياهو" كان قد تجلى للمصلين هناك أكثر من مرة، وأن المعبد يحوي رفات النبي إرميا، فضلا عن قصة مخطوطة التناخ القديمة التي كتبها الماسورتي "موشي بن آشير"، وابنه "أهارون بن آشير" من طائفة اليهود القرائين وقام بتنقيطها لكي تنطق صحيحاً بدون تحريف ونقلت بطريقة ما إلى طائفة اليهود بحلب الشام .
أما معبد "طائفة الاشكنازي" فيقع بمنطقة العتبة بحارة النوبي بشارع الجيش، وهو مسجل بقرار رئيس الوزراء لسنة 99، تحت إشراف طائفة اليهود الربانيين، ويعد المعبد الوحيد لتلك الطائفة "يهود الغرب" التي غادرت مصر، وتشير بعض المصادر إلى أنه تم بناؤه سنة 1887م وأعيد بناؤه سنة 1950م، ويعتبر المعبد الوحيد لهذه الطائفة في مصر، وعندما غادرت مصر ولم يعد لها مجلس إدارة خاص بها انتقل الإشراف على المعبد إلى طائفة اليهود الربانيين بالقاهرة.
المعبد مكون من طابقين الأول يستخدم للمصلين من الرجال والثاني لصلاة السيدات، والمعبد يستقبل القدس، ويحوي صفين من الأعمدة الرخامية ذات التيجان البديعة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، أكبرها هو الأوسط الذي تعلوه "شخشيخة" أو فتحة الإنارة والتهوية وفي وسطه منصة الوعظ وحولها مقاعد المصلين، والهيكل في الجانب الشرقي، ويحوي تابوت العهد ولفائف التوراة.
حاليا، المعبد مغلق ولا تقام به الشعائر منذ سنوات طويلة، خاصة وأن حالته متوسطة وفي حاجة إلى بعض الترميمات للجدران والأسقف، والأرضيات متهالكة حتى الزخارف النباتية المرسومة عليها تكاد تختفي إلا من بعض الكتابات العبرية "هذا بيت الله وباب السماء".
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg
جزيرة ام اند امز