الآثار النفسية للهجمات الإرهابية.. كيف تحمي أطفالك؟
من المعروف حجم التأثير المدمر للهجمات الإرهابية على الحالة النفسية للكبار، فماذا عن الأطفال؟ وكيف يمكن مساعدتهم على تخطي الأحداث بسلام؟
هجمات إرهابية".. كلمتان أصبحتا تؤرقان العالم نهارًا وليلًا مع انتشار العديد من الهجمات المميتة التي لم تسلم منها الدول على اختلاف مواقعها ودياناتها وأيديولوجياتها وشعوبها.
ومن المعروف حجم التأثير المدمر لهذه الهجمات على البالغين الكبار، لذلك من الصعب بمكان تخيل تأثيرها على الأطفال الذين أصبحوا يستيقظون ويغفلون على صور الدماء وأصوات النحيب.
يكره العديد من الأهالي فكرة إثارة الرعب في نفوس أطفالهم عبر مناقشة الأحداث المأساوية معهم، لكن إذا لم تجلسوا مع أطفالكم لتحدثوهم عما يحدث فلربما يحصل الأطفال على معلومات خاطئة من مصدر آخر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شرح الأهالي الأحداث بهدوء وبلغة مناسبة يساعد على طمأنة الأطفال وبث مشاعر الأمان بداخلهم، وفقًا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
كما أن مناخ الأخبار المتدفقة بلا توقف يعني وجود ضرورة للتأكد من قدرة الأطفال على فهم العالم من حولهم، دون أن يشعروا بالخوف بلا داعٍ.
قضت خبير التربية البريطانية دينيس دانييلز حياتها في مساعدة الأطفال على التعامل مع الحزن، وكشفت مؤخرًا عن أفضل الإستراتيجيات لإجراء حوار غني بالمعلومات ومثير للطمأنينة مع أطفالك عن الإرهاب.
توضح دانييلز أن الأطفال سيدركون حدوث أمر غير طبيعي في أعقاب وقوع هجوم إرهابي؛ حيث من المرجح أن يغلق الأهالي أجهزة التلفزيون وتبدو عليهم علامات الصدمة أو الحزن.
تشير الخبيرة إلى أنه حتى في حالة سماع الأطفال الأخبار من التلفزيون، فسوف يتحدث الأطفال عن هذا الأمر، موضحة أن امتلاك المعلومات قد يساعد في انتزاع الارتباك وشعور الأطفال بمشاعر أفضل.
وتؤكد أن من المهم عند شرح ما حدث للأطفال منحهم فرصة قيادة الحوار من خلال معرفة المعلومات التي لديهم أولًا، وليس هناك ضرورة للتعمق في تفاصيل مزعجة، لكن من الجيد بدء الحوار بسؤالهم إذا كانوا قد استمعوا للأخبار أم لا، أو إذا كانت لديهم رغبة في الحديث عن أي شيء.
كما تنصح المعالجة الأسرية سوزان ستيفيلمان، بالاستمرار في الحديث عن الأمر؛ لأن ذلك يقلل من المخاوف لدى الأطفال، مشيرة إلى أهمية الاستمرار في الحديث عن الأمر لأن ثمة خطورة في أن يتعرض الأطفال لمعلومات مضللة من أصدقائهم.
وهناك ضرورة أيضًا لإبقاء الأمور بسيطة ومناسبة لسن الأطفال، مما يعني تجنب الحديث عن السياق السياسي أو الديني معهم، إلى جانب ضرورة طمأنتهم بشرح أن الهجمات حدث استثنائي وهناك تدابير متخذة لحمايتهم.
توضح مستشارة التعامل مع الكوارث، جيما ألين، أنه يجب على الأهالي تجنب استخدام التعبيرات الغامضة، ومحاولة إبقاء الحوار قصير ومختصر.
كما لا توجد مشكلة في الإقرار بحدوث أمر سيء نتج عنه وفاة الكثير من الضحايا، على الرغم من أن تفاصيل الموت قد تسقط من ذهن الأطفال في حالة عدم فهمهم لفكرة الموت.
يجب على الأهالي تذكر أنه لا يوجد مشكلة في إخبار الأطفال أنهم لا يعرفون سبب حدوث ما حدث، وعند الحديث عن المهاجمين يجب تجنب وصفهم بالأشخاص السيئة، وفي المقابل ينبغي التركيز على وصف التصرفات أو السلوكيات السيئة.
من المرجح أن يزيد الحديث عن الأشخاص السيئين من ذعر الأطفال، حيث إن هذه اللغة تعطي انطباعًا أنهم عرضة للخطر من الأشخاص السيئين الذين يلاحقونهم.
يمكنك أيضًا طمأنة الأطفال من خلال التركيز على الأشخاص الجيدين الذين يظهرون في الأخبار، مثل رجال الإنقاذ ورجال الشرطة في موقع الحدث، والمدنيين الذين يحيون ذكرى الضحايا.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز