معبد نابو.. حضارة 2800 عام دمرها "داعش" في ليلة
معبد "نابو" الذي دمره تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة نمرود العراقية يعود إلى "إله الكتابة" منذ 2800 عامًا خلال الحضارة الآشورية
أثار إعلان الأمم المتحدة عن تدمير تنظيم "داعش" الإرهابي لمعبد "نابو" في مدينة نمرود الأثرية، والذي يبلغ عمره 2800 عام، موجة من الغضب في صفوف الأثريين والمهتمين والمحبين لحضارة العراق القديمة، وآثارها التي أصبحت مباحة من قبل التنظيم.
وأدانت ايرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" في مؤتمر صحفي عقدته بالمتحف الوطني العراقي، قائلة: "أدين بكل شدة تدمير موقع النمرود، ولا يسعنا التزام الصمت، إن التدمير المتعمد للإرث الحضاري يعتبر جريمة حرب".
ويقع معبد نابو في مدينة نمرود الأثرية التي تقع 30 كلم للجنوب من الموصل بالعراق، وخصص المكان قديما لعبادة "نابو" إله الكتابة ورُمز له بالقلم، والذي كان في البداية وزيرًا للإله أو الملك "مردوخ" وكاتبه، ويعد العصر الآشوري الحديث والبابلي الحديث من أهم الفترات التي اكتسب فيها نابو قوة ومركزًا.
وكان للإله نابو دور المنقذ لأبيه مردوخ من الأسر في عيد "الاكيتو" وهو عيد "رأس السنة البابلية"، ثم أصبح ابنًا له، وذلك في اليوم السادس من أيام الاحتفال، وكان أيضًا لنابو 3 زوجات هن تاشميتوم، نانايا، نيسابا، ولم يكن له منهن أي أبناء أو بنات.
يحتوي معبد نابو والبناء الملحق به مكتبة تضم العديد من الكتابات الدينية والسحرية، والعديد من المعاهدات من بينها الوصية الأخيرة وعهد أسرحدون الذي حكم من 680 – 669 ق.م، وفيها يحدد خليفته بدقة وهو ابنه "آشور بانيبال" الذي سيتولى الملك بعده في آشور، و"شمش شوم أوكين" في بابل.
مدينة نمرود الأثرية
يرد اسم المدينة في النصوص الآشورية باسم "كالخ "، أما الاسم نمرود فهو على الأرجح تسمية حديثة مستمدة من الشخصية التناخية "نمرود"، فأقدم ذكر لهذه التسمية يعود للرحالة الألماني "كارستن نيبور" والذي زار موقع المدينة في عام 1766.
وأسست كالخ في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وظلت غير مهمة حتى اختارها الملك آشور ناصربال الثاني الذي حكم بالفترة بين 883 إلى 859 ق.م مقرًّا ملكيًّا له، وعاصمة عسكرية للدولة الآشورية، وتضاءلت مكانتها في القرن السابع لأن السرجونيين مالوا إلى استخدام نينوى شمال العراق حاليًا مقرًّا لهم.
بدأت عمليات التنقيب في نمرود عام 1846 على يد العالم الأثري البريطاني سير اوستن هنرى، وكشفت عن بقايا قصر كبير وتحصينات وكذلك مجموعة كبيرة من المنحوتات من حجر الألبستر، ومشغولات عاجية ومسلات وتماثيل ضخمة.
وفي عام 1955، اكتشف الأثري البريطاني سير ماكس ادجار مسمارية عليها نصوص تحوي عهود الولاء التي قدمها الحكام التابعين في الدولة الآشورية للملوك الآشوريين.
وتعد الأسود المجنحة الضخمة ذات الرؤوس البشرية والتي تعرف باسم لاماسو أو نركال، من أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع، ويتراوح وزنها بين 10 إلى 30 طن وهي تحرس مدخل القصر، وتم نقل بعض منها إلى المتاحف البريطانية في عام 1874، ومنذ ذلك الحين تم العثور على مسلة "شلمنصر الثالث" السوداء الشهيرة في نمرود بجانب 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات الذهبية.
aXA6IDMuMTM4LjM0LjY0IA== جزيرة ام اند امز