"نيويورك تايمز": في حرب سوريا عدو عدوي ليس صديقي
أطراف الصراع يسعون وراء مصالحهم الخاصة وهو ما يظهر جليّا في توغل تركيا داخل أراضيها بحسب "نيويورك تايمز"
في دوامة الحرب السورية، يتحول مبدأ "عدو عدوي هو صديقي"، إلى "عدو عدوي ليس صديقي"، في ظل سعي أطراف الصراع وراء مصالحهم الخاصة وليس مصلحة سوريا، وهو ما يظهر جليّا في توغل قوات تركيا داخل الأراضي السورية.
وفي تقرير نشرته "صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قالت إن سعد الدين سماع أحد مقاتلي قوات المعارضة السورية، وهو رائد سابق في الجيش السوري، كان يعتقد أنه قد وجد ضالته أخيرا في مجموعة بدعم دولي قوي تستعد لشن هجوم ضد اثنين من ألدّ أعدائه، الحكومة السورية وتنظيم "داعش"، في إشارة إلى الأكراد.
ولكن في غضون أيام، بعد أن عبرت الحدود الدبابات التركية ووحدات من القوات الخاصة، بدعم من المقاتلات التركية والأمريكية، وجد "سماع" نفسه يحارب المليشيات الكردية التي تعد مثله "داعش"، وحكومة الرئيس بشار الأسد من خصومها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك، الذين يمدون المقاتلين بالأسلحة والنقود، ويعطون الأوامر يعتبرون الأكراد عدوهم رقم واحد، والأكراد بدورهم يعتبرون تركيا عدوًا، وبينما تتقدم القوات التي تقودها تركيا تهاجم المليشيات الكردية.
ولفتت إلى أنه رغم الآمال الكبيرة التي علقها "سماع" وغيره من مقاتلي المعارضة السورية، على الهجوم الجديد، فقد أظهر مجددا كيف أن المقاتلين الذين يحاربون ضد "داعش"، والأسد -وكلاهما أهداف للهزيمة بموجب السياسة الأمريكية- لا يزالون يعتمدون على داعمين يشاركونهم أهدافهم جزئيا.
وقال "سماع" خلال مقابلة هاتفية طويلة من مدينة جرابلس الحدودية، التي استولت عليها قوة تقودها تركيا، من "داعش" في اليوم الأول للهجوم إن "الجميع يسعون وراء مصالحهم الخاصة، وليس مصلحة سوريا" مضيفا أن "ذات المشكلة في كل مكان في سوريا".
ورأى أنه في عالم مثالي فقط، ربما تتوحد جماعته التي تضم مجموعة من الفصائل المسلحة التي تواجه الحكومة و"داعش"، وترفض تنظيم القاعدة، وتحظى بدعم الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، في كتلة واحدة تحارب الحكومة وجميع الجماعات المتطرفة، وتحافظ على مؤسسات الدولة السورية في المستقبل.
غير أنه في الواقع، أضاف "سماع": "تعتمد الفصائل المتحاربة على أطراف من الخارج لدعمهم وتستمر في قتال بعضها بعضا، وربما يستغرق هذا سنوات".
وارتأت "تايمز" أن معضلة "سماع" تلخص السبب في أن الهجوم الجديد يبدو مربكًا للمعارضة السورية التي تدعمها "سي آي إيه"، حيث يعطيهم دفعة معنوية وفرصة ليظهروا لمواطنيهم أنهم بوسعهم إنقاذهم، ويثبت للداعمين الخارجيين أنهم مثل الجماعات الكردية، يمكنهم أن يكونوا شريكا فعالا على الأرض ضد "داعش".
غير أنه يضعهم أيضا في قلب أحدث تعقيدات ساحة معركة مختلطة بالفعل، يحاربون في صفوف قوات مدعومة من تركيا والولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو وحلفائهم المفترضين الذين يفترض أنهم متحدون في المعركة ضد الأسد و"داعش"، بينما تدعم المليشيات الكردية ووزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، حيث تعتبرهم أكثر حليف موثوق به ضد "داعش".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن هذا الهجوم يأتي في وقت حرج ومتقلب لمجموعات المعارضة التي تسمي نفسها "الجيش السوري الحر"، وتضم العديد من المنشقين عن الجيش مثل "سماع".
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز