مارفيك كاد يضحي بفوز الأخضر لحساب "أم الاختراعات"
ما هي أم الاختراعات التي تفتق عنها ذهن المدرب الهولندي مارفيك وجعلت المنتخب السعودي لم يكن يستحق "فنيًا" الفوز اليوم.
المنتخب السعودي لم يكن يستحق "فنيا" الفوز اليوم حتى وإن كان المنافس هو منتخب تايلاند أضعف فرق المجموعة الثانية النارية.. هذه هي الحقيقة التي يجب تذوق مرارتها دون محاولة البحث عن مبررات للإخفاق إذا كان الهدف تصحيح المسار وبلوغ المونديال بعد انقطاع.
لم يكن لدى الأخضر ومدربه الهولندي فان مارفيك أي عذر مقبول للأداء المرتبك والعشوائي من أضعف فرق المجموعة الثانية نظريا على الأقل، وانتظار ركلة جزاء للفوز بنقاط المباراة الثلاثة.
السبب الوحيد في تقديري إن الهولندي ترك لخياله "المخترع" العنان بداية من اختيار قائمة الدوليين للمباراة والاعتماد على مهاجمي النصر السهلاوي والهزازي، والأول بعيد عن التوفيق منذ منتصف الموسم الماضي تقريبا ومستمر في الحالة في الجولتين الأوليين من الموسم الحالي، بينما الثاني بعيد عن المشاركة أساسيا مع فريقه، في حين يوجد العديد من الهدافين الدوليين الجاهزين منهم على سبيل المثال لا الحصر ناصر الشمراني العائد بقوة هذا الموسم والذي يملك الخبرة الدولية والرغبة في استعادة ثقة الجماهير فيه.
ظاهرة الاعتماد على البدلاء في أنديتهم واصلها مارفيك "العجيب" خلال المباراة بالاعتماد على منصور الحربي ظهير أيسر الأهلي الذي يجلس احتياطيا للمصري عبد الشافي أغلب مباريات الموسم بينما اعتمد عليه المدرب كظهير أساسي مع منتخب بلاده في تصفيات رسمية مؤهلة للمونديال، ومعه نايف الهزازي البديل في النصر كمهاجم أساسي وحيد في المنتخب لم يشكل خطورة على المرمى طوال 90 دقيقة.
لكن "أم الاختراعات" التي تفتق عنها ذهن عبقري التخطيط الكروي الهولندي كانت في تثبيت سلمان المؤشر الذي ظهر وتألق ودخل المنتخب وهو على الناحية اليسرى كجناح أيمن، مقابل الاعتماد على نواف العابد الذي يلعب منذ التحاقه بالفريق الأول للهلال كصانع لعب او وسط مهاجم حر كجناح أيسر، وذلك دون سبب معروف على عكس المنطق الذي يقتضي اشراك المؤشر في مكانه المعتاد على الأقل لضمان تفاهمه مع زميله في الأهلي منصور الحربي.
وبهذا التغيير التكتيكي الثوري لعب المنتخب السعودي الشوط الأول كاملا دون صانع لعب، وكذلك دون جناحين فضلا عن افتقاد التفاهم بشكل واضح بين الظهيرين حسن معاذ والحربي والجناحين "الافتراضيين" المؤشر والعابد.
وخلا الشوط الأول كاملا من أي هجمة خطيرة للأخضر أو شكل هجومي يعكس رؤية خططية معينة تدرب علها اللاعبون، بل كان اللعب مجرد اجتهادات عشوائية من لاعبين وضح أنهم يفتقدون التجانس فطاشت كثير من التمريرات.
لم يتغير الحال كثيرا في الشوط الثاني وإن اقترب الأخضر السعودي من منطقة جزاء منتخب تايلاند المتواضع، لكن بنفس العشوائية الخططية، فكان الوصول لمرمى الحارس التايلاندي غير منظم وفي الغالب غير مؤثر أيضا.
ربما يعكس الحال الخططي السيء الذي أتحدث عنه إن هدف السعودية والمباراة الوحيد جاء من ركلة جزاء "عشوائية" أيضا للبديل فهد المولد خلال ارتباك داخل المنطقة وليس في هجمة منظمة.
على العكس ظهر منتخب تايلاند أكثر تنظيما في حدود إمكانيات لاعبيه ومدربه وحقيقة إنه في التصنيف السادس والأخير في مجموعته، واتسمت هجماته بالخطورة خاصة في الشوط الثاني بعد هدف الأخضر لكن تألق المسيليم ثم راية المساعد "الصحيحة" حالا دون أن يدرك التعادل.
بصراحة يحتاج المدرب الهولندي لوقفة من المسؤولين عن الكرة في السعودية قبل استكمال مشوار التصفيات إذا كان الهدف هو بلوغ المونديال.
فرصة لتايلاند أنقذها ياسر المسيليم: