رفع قطعة جديدة من المركب الثانية للملك خوفو
رفع قطعة خشبية أثرية من مركب الملك خوفو الثانية التي تم اكتشافها منتصف القرن الماضي على يد الأثري كمال الملاخ.
شهد وزير الآثار المصري، الدكتور خالد العناني، و"ساركوزي ياشيمورا"، رئيس البعثة المصرية اليابانية لمشروع مركب خوفو الثانية، فعاليات رفع إحدى القطع الخشبية من الطبقة الثامنة من المركب بمنطقة أهرامات الجيزة، وتم نقل القطعة لمعمل الترميم الموجود بالموقع للترميم، وإجراء الدراسات العلمية اللازمة لمعرفة وظيفة هذه الحلقات. وتعد هذه القطعة كشفًا أثريًا في حد ذاته؛ إذ إن مثل هذه القطعة غير موجودة بمركب خوفو الأولى، وهي مصنوعة من الخشب وبها عدد من الحلقات المعدنية.
يبلغ عدد أجزاء المركب 1224 قطعة لا ينقص منها أي جزء، من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنتان من زعانف التوجيه، وقد اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ مركبي الملك خوفو في عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة عندما اكتشف حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، عثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز.
بدأ مشروع ترميم مركب الملك خوفو الثانية في عام 2009، بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار حينذاك وفريق عمل ياباني من جامعة "واسيدا" برئاسة الدكتور ساكوجي ياشيمورا؛ حيث قام الفريق بتنظيف حفرة المركب من الحشرات، ودراسة حالة ألواح المركب داخل الحفرة والتي وجدت في 13 طبقة تحت الأرض، وقد تكلف المشروع 10 ملايين دولار.
المرحلة الثانية في مشروع الترميم كانت في عام 2010، وشملت رفع الكتل الحجرية الخاصة بغطاء مركب الملك خوفو الثانية، والتي تبلغ 41 حجرًا تزن الكتلة الواحدة 16 طنًا، وتم وضع كتل خشبية بدلًا منها ذات مواصفات خاصة صنعت باليابان لعزل الحفرة بالكامل، كما تضمنت المرحلة الثانية القيام بتسجيل وتوثيق علمي واسع للمنطقة المحيطة بحفرة المركب الثانية بما يعرف بالمسح الراداري.
أما المرحلة الثالثة، فكانت في مارس 2015، وقام فريق العمل المصري الياباني بمركب خوفو الثانية برفع الطبقة الثالثة من المركب، وقد تم استخراج 356 قطعة خشبية وتم ترميم 150 قطعة.
ظل اكتشاف مركبي الملك خوفو في إثارة جدل كبير بين العلماء والمتخصصين في توصيفهما هل هما مركبان جنائزيتان؟ أم يعدان من مراكب الشمس؟ الرأي الأول يرجع المركبين إلى المراكب الطقسية وينفي تمامًا كونهما مراكب شمسية، من أنصار هذا الرأي الدكتور محمود إبراهيم الذي يقول "إن مركبي خوفو عرفتا خطأ بالمراكب الشمسية؛ لأن هناك فرقًا كبيرًا بين مراكب الشمس ومركب خوفو؛ لسبب بسيط أن مراكب الشمس تكون مراكب طقسية لا تحتاج أن تكون بهذا الحجم الكبير، فهي مركب صغيرة رمزية".
بينما يرجع الدكتور زاهي حواس الاختلاف بين المتخصصين والعلماء لأنهم يدرسون المركب كأثر قائم بذاته من الناحية الدينية فقط حيث إنه من الخطأ أن تتم دراسة أي عنصر معماري، أو قطعة أثرية في أي موقع دون دراسة ما حولها من آثار ومعابد وأهرامات ومناظر ممثلة بالمعبد والتماثيل وغيرها..
ويؤكد حواس أنهما ليستا جنائزيتين، بل هما مركبان شمسيتان، إلا أن بعض العلماء ذكروا أنها مراكب جنائزية دون أدلة موضوعية سليمة، وقد كان كمال الملاخ مصيبًا وذلك على الرغم من أنه لم ينشر أدلة علمية تدعم رأيه حين أطلق عليها "مركب شمس" بعد كشفه لها في 25 مايو 1954.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز