في سنة 1188 قام الجيش الفارسي بافتعال أزمة مع العراق، بدعوى أن الزائرين الفرس للعتبات المقدسة تعرضوا للإهانة من قبل العراقيين
في سنة 1188 قام الجيش الفارسي بافتعال أزمة مع العراق، بدعوى أن الزائرين الفرس للعتبات المقدسة في النجف وكربلاء تعرضوا للإهانة من قبل العراقيين، ثم قام الفرس بحصار البصرة وقصفها من البحر حتى مات الآلاف وانتشر مرض الطاعون وعانى الناس من المجاعة، لأن البصرة نافذة العراق على التجارة والاقتصاد كانت الدولة العثمانية وقتها مشغولة بحروبها، بينما القبائل العربية في العراق تحاول جاهدة فك الحصار، لكن الفرس كانوا قد أحكموا قبضتهم فلم يجد أهل العراق حلا سوى استدعاء نخوة السلطان العربي الوحيد في ذلك الزمن حاكم عمان الإمام أحمد بن سعيد، فأرسل أسطوله البحري ليكسر رجاله السلاسل التي وضعتها البحرية الفارسية وينضم أبناء عمان إلى أهلهم في البصرة، لينتهي الأمر بفك الحصار وطلب الفرس الصلح.
يقال إن السفينة العربية التي كسرت سلاسل الفرس حول البصرة كان اسمها الرحمانية، مضت غير عابئة بتهديدات فارس، وغير عابئة بالأذى الذي سيصيبها في مقابل تحطيم تلك السلاسل والانتصار للعراقيين.
اليوم العراق هناك حصار آخر ليس فقط بسلاسل الحديد، ولكن بملايين الأكاذيب التي يبدو معها أن الله لم يستجب لدعوة زرادشت التي دعا فيها بأن يخلص الله الفرس من داء الأكاذيب التي وصلت إلى تجاهل الحقائق التي يدركها حتى الأطفال العرب حول دورهم التخريبي في الوطن العربي، خاصة إنشاء الميليشيات وتهميش الجيوش العربية، لكن رغم ذلك في مقابل هذه السلسلة من الأكاذيب الفارسية هناك جهد محدود من العرب، رغم كون الشعب العراقي أكثر الشعوب العربية ثقافة وإيمانا بالمنطق وتقبلا للحق، وهذه فرصة قوية للحوار وكشف ترهات وأكاذيب الفرس.
هناك عدد قليل جدا ممن ظهروا على الشاشات العراقية أخيرا في مقابل عشرات الأصوات التي تنقل أكاذيب فارس، مما يستدعي جهدا أكبر لإظهار مواقفنا وعدم طائفيتنا، خاصة ونحن ننتظر الآن سيل أكاذيب يخص الحج وموقف السعودية من الحجاج الإيرانيين.
نقلًا عن صحيفة الوطن أون لاين
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة