"الثعالب" تُشعِل المنافسة في الدوري الإنجليزي
كرة القدم لا تعترف بالكبار، والمثال الأبرز على ذلك ظهور ليستر سيتي بصورة لافتة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي.
قوة المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، تفتح شهية المتابعين حول العالم وتشدهم لأدق تفاصيل أخبار اللاعبين والمدربين والأندية المشاركة، فمعظم الصحف والمواقع الإخبارية العالمية تخصص جزءاً كبيراً من تغطيتها لأحداث الدوري الإنجليزي، بالرغم من شهرة وجماهيرية الدوري الإسباني مع وجود برشلونة وريال مدريد أكثر فريقين شهرة حول العالم.
لكن من يدقق في أسباب أهمية الدوري الإنجليزي لدى المتابعين والقراء، يجد أن قوة المنافسة، والرغبة في متعة لعبة كرة القدم، هما العاملان الأساسيان في جذب الاهتمام.
فمن كان يتوقع أن ليستر سيتي ذلك الفريق المغمور سيصل بهذه السرعة إلى قمة الدوري الإنجليزي، ويقدم أداءً مقنعاً استحق به الإشادة، ونيل الترشيحات للفوز باللقب، رغم قوة وشراسة الفرق المنافسة ومن بينها أرسنال ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، وباقي الفرق.
ولعل الفوز أمس الثلاثاء على حامل اللقب تشلسي (2-1)، وبأقدام نجمي الفريق رياض محرز وجيمي فاردي، يبرهن على أحقية الفريق في نيل الثقة والترشيحات في التقدم نحو اللقب.
وما يقدمه الجزائري رياض محرز والنجم جيمي فاردي من أداء قوي ومهارة في إحراز الأهداف، أشعل سوق اللاعبين، وجعلهما في مرمى أنظار الأندية العالمية التي انبهرت بأدائهما وقيادة ليستر إلى المقدمة.
10 انتصارات و5 تعادلات وخسارة وحيدة، منحت ليستر سيتي الصدارة برصيد 35 نقطة، بفارق نقطتين عن أرسنال صاحب المركز الثاني.
ليس المهم من يتصدر في الوقت الحالي، لأن المشوار ما زال طويلاً والأبواب مفتوحة أمام باقي الفرق لاعتلاء الصدارة، فلا مجال للتوقعات لأن الفرصة سانحة لمن يقدم أداءً أفضل.
في كل مباراة يظهر نجم جديد وفريق جديد يستطيع التسلل إلى قلبك ويقنعك بأدائه الجميل، رغم أنك ربما لا تشجعه أو لا ترغب في فوزه على فريقك المفضل، لكنه يفرض عليك بطريقة لعبه الاحترام والإعجاب.
ليستر سيتي، من الفرق المغمورة في إنجلترا، ولا يحظى بشعبية كبيرة، وفي تاريخ النادي يبرز فوزه بثلاثة ألقاب لكأس رابطة المحترفين، لكنه فشل باستغلال فرصة الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي 4 مرات، كان آخرها عام 1969، ما جعله يحمل لقبًا قياسيًّا كأكثر فريق خسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي من دون الفوز باللقب.
وكاد ليستر سيتي أن يفوز بلقب الدوري الإنجليزي عام 1929 لكنه احتل المركز الثاني، وذلك خلف فريق شيفيلد وينزداي بفارق نقطة واحدة فقط، وبعيداً عن الدرجة الممتازة، فإن ليستر سيتي الأكثر حصداً للقب الدرجة الثانية (7 مرات عبر تاريخه).
يشتهر ليستر سيتي بلقب الثعالب، ويعود سبب وضع الثعالب على شعار ليستر سيتي، أن المنطقة التي ينتمي لها مشهورة بصيد الثعالب وكثرة هذا الحيوان فيها.
ويعتبر موسم 2008-2009 الأسوأ في تاريخ ليستر سيتي، لأنه الموسم الوحيد في تاريخه الذي لعبه خارج مصاف الدرجتين الأعلى في إنجلترا، لكنه عاد سريعاً وتعافى، ليلعب من جديد في الأدوار التي اعتادها.
أما بالنسبة للمشاركات الأوروبية، فقد ظهر ليستر سيتي في أوروبا 3 مرات، لكنه خرج في كل المناسبات من الدور الأول، وكانت مشاركاته في كأس أوروبا لأبطال الكأس (1961-1962) وبطولة الدوري الأوروبي موسمي (1997-1998 و2000-2001)، علماً أنه خرج في المشاركتين الأولى والثانية أمام أتلتيكو مدريد، في حين أطاح النجم الأحمر اليوغسلافي بليستر سيتي في مشاركته الثالثة.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز