اليمن.. الحكومة تتمسك برفض مجلس الانقلابيين وتتقدم نحو صنعاء
اليمن شهد، اليوم، تطورات متلاحقة، على الصعيدين السياسي والعسكري، ربما تكشف مستقبلًا عن مسار الأزمة.
شهدت اليمن تطورات متلاحقة، على الصعيدين السياسي والعسكري، اليوم، ربما تكشف مستقبلًا عن مسار الأزمة التي ضربت البلاد بعد انقلاب مليشيا الحوثيين منذ عام ونصف العام تقريبًا.
البداية كانت مع رفض الرئاسة اليمنية، اليوم، استئناف المفاوضات مع الانقلابيين، في ظل وجود ما يسمى بـ"المجلس السياسي" الذي دشنه الحوثيون كواجهة للحكم وإدارة مؤسسات الدولة، مؤكدة أن التفاوض في هذه الحالة، يعني الاعتراف به وهو أمر مرفوض.
يشير هذا الموقف، إلى أن رؤية الحكومة الشرعية لمستقبل العملية السياسية في اليمن، ترتكز على ترتيبات ما قبل الانقلاب، أي تحجيم دور الحوثيين في الحكم، وإدارة مؤسسات الدولة، وهو ما يستند أيضًا على فشل الانقلابيين في توفير مرتبات الموظفين داخل العاصمة صنعاء، فضلًا عن الفوضى الإدارية والتنظيمية بالهيئات الحكومية في المحافظة التي تقع تحت قبضتهم حتى اللحظة.
الحكومة الشرعية، تعتمد في موقفها على الدعم السياسي الإقليمي والدولي، الذي تحظى به منذ بدء الأزمة، وهو ما دفع عبد الملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني، اليوم، إلى دعوة المجتمع الدولي لزيادة الدعم لحكومته في قتالها جماعة الحوثي الانقلابية، والمساعدة في مكافحة تهريب الأسلحة من إيران وغيرها.
هذه الصيغة أيضًا، تكشف أن الصراع مع الانقلابيين بات يعتمد على "تكتيك المباراة الصفرية"، بمعنى عدم حصول الحوثيين على أية مكاسب مستقبلًا، ما يعد ترجمة لمطالب الحكومة الشرعية بضرورة تجريدهم من السلاح، كشرط لأي تسوية سياسية.
ميدانيًا، يواجه الحوثيون خسائر مادية جسيمة؛ حيث شنت طائرات التحالف، اليوم، نحو 30 غارة جوية، استهدفت مواقع ومعسكرات للانقلابيين في صعدة والعاصمة صنعاء، كما تم أسر عناصر من المتمردين، بينهم قناصة وقائد ميداني بارز أثناء محاولتهم التسلل إلى قرى في الخوبة بجازان، وتم قتل وجرح العشرات من مليشيات الحوثي وصالح في مواجهات مستمرة قرب منطقة الخوبة الحدودية في إمارة جازان.
هذه النجاحات الميدانية لقوات التحالف العربي، تكشف تراجع القدرات القتالية للحوثيين تدريجيًا، مع إحكام السيطرة على المنافذ البحرية التي يتم استخدامها في تهريب الأسلحة للإنقلابيين من إيران.
يضاف إلى ما سبق، ما يمكن تسميته بـ"انهيار معنويات المقاتلين"، وهروبهم من ميادين القتال، وهو ما يمكن الاستدلال عليه بأن مليشيات الحوثي وصالح أقدمت على تصفية العشرات من الجنود والمليشيات التابعين لها؛ بعد فرارهم من جبهات صرواح خلال اليومين الماضيين بتهمة الخيانة والفرار من المعركة.
وكانت قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف واصلت تقدمها في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب ضمن عملية "نصر2" التي انطلقت الإثنين الماضي وسط انهيارات كبيرة للمليشيات.
الصورة السابقة، لملامح اليوم في اليمن، تشير إلى أن الضغط السياسي والعسكري، ربما سيدفع الحوثيين وحلفاءهم بقبول استئناف المفاوضات المقرر لها آخر الشهر الجاري، لكن يظل التساؤل هنا حول شروط هذا التفاوض، وهل ستؤدي الهدنة المرتبطة بها إلى إعادة تأهيل عناصر الحوثيين المقاتلة، أم ستدعم الموقف الميداني للقوات الشرعية.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز