خبير بريطاني يدعو للاعتراف بـ"دولة داعش" تمهيدًا لـ"احتوائها"
اندبندنت: التعامل مع الحكومات المتطرفة يجعلها أقل عنفًا
دعا الكاتب البريطاني فاديم نيكتن إلى تقبل "داعش" دبلوماسيًّا، من أجل احتواء توسعه القاتل في المنطقة.
ظهرت الأسبوع الماضي مجموعة من المذكرات السرية تم تسريبها من قبل مصادر بتنظيم "داعش" الإرهابي، حسب وسائل الإعلام الغربية التي تناقلتها، وكان بينهم كتيب من 24 صفحة بعنوان "مخطط إدارة الدولة"، تضمّن عددًا من الأفكار والأسس التي يستخدمها التنظيم للتوسع والحفاظ على معاقله في سوريا والعراق.
اعتبرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن هذه الوثائق المسربة تُظهر استمرار "داعش" في أن يمثل تهديدًا جديًّا دون تراجع حقيقي، وأصبح التنظيم واقعًا تستمر سياسات الغرب في رفضه، حسب ما ورد في مقال بصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وأضافت الصحيفة -في مقال للكاتب البريطاني "فاديم نيكتن"، ويعمل الأخير معلقًا سياسيًّا بمركز "ستروز فريد بيرج" الأمريكي للتحقيقات والاستخبارات الدولية- أن الحرب ضد داعش تستند على مفهوم خاطئ، وهو أن "القبول يعني الشرعية"، موضحًا أن الوقت قد حان لتتبنى الولايات المتحدة ودول الغرب سياسة "تقليل الضرر".
وأوضح خبير السياسة الدولية أنه "فقط عند الاعتراف بداعش ومعاملته على أنه دولة غير زائفة، نستطيع أن نأمل فهم تحركاته ودوافعه، وفي النهاية احتواء توسعه القاتل في المنطقة".
وبرر المراقب البريطاني تحليله بأن التاريخ يؤكد أن الاعتراف الدبلوماسي بالحكومات المتطرفة يدفعهم على الأرجح إلى تعديل سلوكهم، بينما "المنبوذون قادرون على التصرف والإفلات من العقاب، ولكن حين يدخلون النظام الدولي يخضعون لقيوده"، مشيرًا إلى أن المثال الأبرز على ذلك هو الاتحاد السوفيتي السابق.
وبالعودة للتاريخ، قال نيكتن: إنه بعد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، اعتقدت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أنهم يستطيعون القضاء على الشيوعية بالقوة، وتم تنصيب الآلاف من الجنود لمحاربة الجيش الأحمر، لتدخل كل الأطراف حربًا أهلية وحشية بلا فائدة، حتى أعلن فلاديمير لينين قيام الاتحاد السوفيتي عام 1922.. ورفضته دول الغرب".
وشبّه نيكتن أعمال العنف والجرائم التي يرتكبها تنظيم "داعش"، بما كان يفعله البلشفيين عقب إعلان الاتحاد السوفيتي؛ حيث "تدمير آلاف الكنائس والآثار التاريخية وقتل الأعداء بطرق وحشية"، مضيفا أنه على غرار "داعش" لم تعترف روسيا حينها بشرعية الحكومات المجاورة لها وحرمة حدودها، من خلال المحاولات المستمرة لتصدير الثورة إلى العالم.
وفي عام 1924، كانت بريطانيا أول من يقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي، وذلك قبل عقد تقريبا من تتبع الولايات المتحدة ومعظم دول العالم نفس المسار؛ حيث رمى نيكتن إلى أن الاعتراف الدولي الواسع لم يؤثر على التجاوزات الداخلية للنظام، ولكن نتج عنه "تغير السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي من التعصب الأيدولوجي إلى البراجماتية والتكيف مع جيرانه (الدول المجاورة)".
وقال نيكتن: "داعش موجود، وحملة القصف الدولية لم تقدم الكثير للوقوف حال تحقيقه المبادئ الأساسية للدولة، والآن بات يتحكم في مناطق كبيرة بها ما لا يقل عن 10 ملايين من السكان، ويشغّل القطاعات المدنية البيروقراطية بشكل متطور ومتزايد، فقط من خلال تقبّل الواقع وتوسيع نطاق الاعتراف الدبلوماسي بداعش يمكن للغرب أن يأمل في كسب الثقة لتقييد أي تقدم له والحد من توسعه".
واختتم قائلا: "السيناريو السوفيتي هو أقل الخيارات السيئة: حان الوقت لتشكيل وإجراء عملية سلام طويلة مع الإسلام المتشدد".
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز