الذكرى الـ25.. هل يمنح «اليورو» القارة العجوز سيادة أوسع عالمياً؟
مكاسب فاقت الـ3% أمام الدولار في 2023
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، في مقال رأي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لإصدار اليورو، إن العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) تساعد أوروبا في البقاء ذات سيادة عالميا.
السيادة في عالم مضطرب
وكتبت لاغارد في مقال مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيس مجموعة اليورو باسكال دونوهو: "إصدار ثاني أهم عملة في العالم وهبنا قدرا أكبر من السيادة في عالم مضطرب".
ووفقا لما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء، كتب المسؤولون الأوربيون "نواجه توترات جيوسياسية متزايدة، والتي تدعو إلى قرارات جماعية".
وأضافوا "نواجه أزمة مناخ متسارعة لا يمكن أن نحلها إلا معًا، فالانبعاثات الكربونية لا تتوقف عند الحدود، ونحن نواجه تحديات غير مسبوقة لقدرتنا التنافسية من السياسات في مجال الطاقة والصناعة في أجزاء أخرى من العالم".
وظل اليورو الذي أصدرته 11 دولة في مطلع عام 1999، عملة إلكترونية في سنواته الثلاث الأولى، وتضم منطقة اليورو حاليا 20 دولة، مما يجعله وسيلة الدفع لنحو 350 مليون شخص.
- حصاد الأسهم العالمية في 2023.. أقوى أداء منذ 4 سنوات
- في وداع 2023.. الدولار يتجه لتكبد أول خسارة على أساس سنوي منذ 2020
تعزيز مكانة اليورو
ودعا رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز اليورو والتقدم نحو اتحاد لأسواق رأس المال، وذلك في مقال مشترك نشرته مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي المقال -الذي يأتي في الذكرى السنوية الـ25 للعملة الموحدة للاتحاد الأوروبي- يؤكد القادة ضرورة التعاون للتغلب على التحديات ومن بينها التوترات الجيوسياسية المتزايدة وأزمة المناخ.
كما دعوا إلى إنشاء اتحاد لأسواق رأس المال يمتد عبر القارة بأكملها، يمكن استخدامه لتعبئة الموارد المالية الخاصة.
وأوضح المقال أنه من أجل زيادة القدرة التنافسية والأمن "يمكن تعزيز الهياكل القائمة من خلال تعديل قواعد الميزانية واتحاد مصرفي أكثر قوة".
وحقق اليورو مكاسب فاقت 3% هذا العام أمام الدولار، وهو أول عام إيجابي له منذ 2020.
ووفق تقرير لصندوق النقد الدولي صادر في أبريل/نيسان الماضي، فإن حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي على مستوى العالم بلغت 58.3%، وهي الحصة الأدنى منذ سنوات، بينما يأتي اليورو في المرتبة الثانية بنسبة 20.4%، ثم الين الياباني بنسبة 5.5%، ثم اليوان الصيني بنسبة 2.6%.
عام قاتم للدولار
فيما ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الدولار الأمريكي شهد في عام 2023 أسوأ أيامه منذ انطلاق جائحة فيروس كورونا في عام 2020.
وأفادت الوكالة، في تقرير لها، الجمعة، بأن تراجع العملة الأمريكية يرجع للرهانات المتزايدة على أن الفيدرالي الأمريكي سيبدأ في تخفيف السياسة النقدية بسبب تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وأضافت "بلومبرغ" أن "هذا يقلل من جاذبية الدولار، حيث إن البنوك المركزية الأخرى قد تبقي أسعار الفائدة أعلى لأطول فترة من الزمن".
وبحسب وكالة "بلومبرغ" فقد حدث أكبر انخفاض في العملة الأمريكية في الربع الرابع من هذا العام.
وقالت خبيرة الأسواق السويدية أماندا ساندستروم إن ضعف الدولار سيستمر في العام المقبل 2024، لكن العملة لديها الفرصة لاستعادة قوتها قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
ووفقا لوكالة "بلومبرغ" فقد جرى تداول مؤشر العملة الأمريكية، الذي يقيس قيمة الدولار أمام سلة العملات الرئيسية، الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 (الساعة 17:03 بتوقيت موسكو) عند مستوى 101.35 نقطة.
وللمقارنة فقد تم تداول المؤشر في نهاية العام الماضي 2022 عند مستوى 103.83 نقطة.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز