الأزمة الاقتصادية تفسد أفراح الكريسماس في كوبا.. تضخم حاد
دفعت الأزمة الاقتصادية الأهالي إلى الابتكار لتقديم الهدايا إلى عائلاتهم في كوبا بمناسبة الكريسماس.
وترجع أسباب الأزمة الاقتصادية في كوبا إلى حد كبير إلى السياسات الاقتصادية التي وصفت بالفاشلة على مدى عقود، ورغم أن الحكومة الكوبية، والعديد من المحللين يرون أن الأزمة الاقتصادية في الدولة سببها العقوبات الأمريكية، إلا أن هذه العقوبات ليست السبب الرئيسي في سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية هناك، وإنما إنفاق الحكومة بشكل يتجاوز إمكانياتها، ثم قيامها بعد ذلك بزيادة الضرائب.
- التضخم يحسم قرار المركزي الروسي بشأن أسعار الفائدة.. حالة ترقب
- النقد الدولي: التجارة العالمية تتعرض لخطر داهم بسبب توترات البحر الأحمر
ويعتمد اقتصاد كوبا بشكل كبير على السياحة، وصادرات المواد الخام مثل التبغ، والسكر، والمعادن. وكانت السياحة قبل وباء كورونا تشكل الحصة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي لكوبا، إذ كانت تمثل نحو 40% إلى 50%، لكن السياحة هي الأخرى تعرضت لضربات قاسية أثرت بصورة سلبية على الاقتصاد الكوبي الذي يعاني من تراكم الديون وانخفاض قيمة العملة المحلية "البيزو الكوبي" فضلا عن التضخم الشديد وارتفاع الأسعار.
وقد أجبرت الأزمة الاقتصادية الدولة في النهاية على فرض ضوابط على النقد الأجنبي، وبعد سنوات من السياسات الفاشلة، جاءت إصلاحات الحكومة الكوبية بعد فوات الأوان، وبتكلفة عالية على الشعب الكوبي. وذلك وفقا لمحللين وتقارير دولية.
في هذا الأجواء يستقبل الكوبيون أعياد الكريسماس، وعلى بطاقة صغيرة، كتب طفل الأشياء التي يحلم بها "عزيزي بابا نويل، بمناسبة عيد الميلاد هذا العام، أود أن تهديني سيارة يمكن التحكم فيها عن بعد وصابونة وسكاكر وعربة وهاتفًا وكرة وأقلام تلوين ونعال".
لن يتم تلبية سوى القليل من أمنياته في كوبا، البلد الغارق في أزمة، لكن يتعين أن نحافظ على الخيال، وفقاً لبابا نويل الذي يتجول في شوارع العاصمة.
قال هذا الممثل السابق الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "البعض سيحظى بعيد ميلاد أفضل، والبعض الآخر أسوأ، لكن الأهم من ذلك هو وجود أحلام والاحتفاظ بها".
في وسط المدينة حيث اصطفت بسطات لبيع ألعاب متدنية الجودة مستوردة من الخارج، قالت الجدة لين فانيا ألونسو البالغة 49 عاماً والتي كانت تبحث عن خيارات تناسب ميزانيتها "سأقوم بشراء الألعاب أو الملابس أو الطعام، إن الملابس والطعام أفضل من الألعاب".
وتعود لين بحنين إلى أيام طفولتها، عندما كان يتم توزيع الألعاب وفق "قسائم تموينية" يؤمنها النظام الشيوعي بحيث تحصل كل أسرة على الضروريات الأساسية.
وكان كل قاصر يتلقى قسائم تخوله الحصول على ثلاث ألعاب في يوم عيد الطفل الذي تحتفل به كوبا في يونيو/حزيران.
وتتذكر "لقد أعطوني دمى وحذاء تزلج وأدوات مطبخ للعب وحتى دراجة". وأضافت "حينها كنت أتلقى الكثير من الهدايا، لكن الأمر تغير الآن "معربة عن أسفها لإلغاء هذه الآلية في نهاية الثمانينيات".
وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، تؤكد يانيسليدي ألونسو (22 عاما) أنها ستبذل كل ما في وسعها لتقديم هدية إلى ابنها ذي العامين بمناسبة عيد الميلاد.
وقالت الشابة وهي تحمل طفلها "سأحاول أن أقدم له هدية وإن لم تكن باهظة الثمن، لكنني سأحاول أن أقدم له شيئاً".
باتت متاجر الألعاب التي كانت مفتوحة عند إلغاء آلية القسائم، مهجورة الآن، واتجه الأهالي إلى المجموعات التي تبيع سلعها عبر فيسبوك أو واتس آب على أمل العثور على هدايا في حدود إمكانياتهم.
في 2020، أثناء فرض الإغلاق بسبب جائحة كوفيد، لم يتمكن التاجر "يولين غرانادوس" البالغ 35 عاما من العثور على سبل للترفيه عن ابنه البالغ خمس سنوات، وأخذ يبحث عن حل إلى أن بدأ في صنع ألعاب خشبية مع زوجته.
ومنذ ذلك الحين، قامت شركته بتصميم وتسويق 19 لعبة تعليمية.
في السابق، كان ثمن هذه المنتجات المخصصة للأطفال التي يتم شراؤها من الخارج، باهظاً جدا، بحسب غرانادوس الذي جمع الخردة المعدنية ليصنع منها آلة لقطع الخشب.
في كوبا، غاب الاحتفال بعيد الميلاد إلى حد ما في 1970 عندما قرر النظام الثوري إلغاء العطلة الرسمية بمناسبة عيد الميلاد. لكن الحكومة تراجعت عن هذا القرار في 1997 بعد أن قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة إلى الجزيرة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjEwOSA= جزيرة ام اند امز