الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف قال إنه يرى إمكانية لتأسيس علاقات بين روسيا والولايات المتحدة قائمة على التعاون
على وقع أجراس الحرب العالمية الثالثة التي تدق أصداؤها في دولتي سوريا والعراق وما عززها من التدخل الروسي في سوريا ضد التدخل الأمريكي والأوروبي، خرج الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل جورباتشوف بنبوءات تشبه تلك النبوءات التي أدلى بها نوستراداموس، العراف الفرنسي ذائع الصيت عن إمكانية عودة الاتحاد السوفييتي إلى واجهة الأحداث العالمية بعد التفكك والانهيار، وذلك في الذكرى الـ25 لهذا الانهيار.
فقال الرئيس السوفييتي العجوز والبالغ من العمر 85 عاما، إنه يرى إمكانية لتأسيس علاقات بين روسيا والولايات المتحدة قائمة على التعاون، مؤكداً أن المشهد السياسي العالمي الراهن يشير إلى تكتلات جديدة، واتحادات قائمة على تبادل المنفعة والمصالح المشتركة، مضيفاً أنه لن يكون هناك عودة للاتحاد السوفييتي بحالته السابقة، لكن يمكن أن يكون هناك اتحاد آخر قائم على التراضي بين الدول بعضها البعض بشكل أساسي.
جاءت نبوءة الرئيس الروسي خلال مقابلات أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" ووكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، وذلك تزامنا مع ذكري مرور 25 عاماً على انهيار الاتحاد السوفييتي.
وسعى جورباتشوف في حديثه إلى تبرئة نفسه من مسؤولية تفكك الاتحاد السوفييتي، قائلاً: "إن قرار حل الاتحاد السوفييتي كان نتيجة خيانة".
وقال بنبرة حملت الكثير من المرارة، بحسب "أسوشيتد برس": "ما جرى في هذه الفترة تم من وراء ظهري، من خلف ظهورنا جميعاً قد كان هناك خيانة".
وأضاف في حديثه لـ"بي.بي. سى": قاموا بحرق المنزل بأكمله فقط لإشعال سيجارة، لم يتمكنوا من الحصول على الطاقة التي يبغونها من خلال الوسائل الديمقراطية، وحين تفشل الديمقراطية يكون الطريق الآخر هو ارتكاب جريمة. ما وقع في عام 1991 كان انقلاباً".
وأوضح في حواره مع "أسوشييتد برس" أن الجميع كان يسعى إلى السلطة، فبينما كان هناك تأييد لمبادرات إصلاح الاتحاد السوفييتي، سعى الرئيس الروسي بوريس يلتسين وحلفاؤه إلى التخلص من جورباتشوف.
وقال: "كانوا يسعون إلى السلطة وفي سبيلها كان يجب التخلص من جورباتشوف".
وتابع أنه" شيء سيئ أن يكون الناس مرضى بمرض السلطة إلى هذا الحد، لقد سعوا إلى الاستيلاء على شعب وليس السلطة فقط، من المستحيل بناء مجتمع ديمقراطي مع مثل هؤلاء الناس".
وأضاف في محاولة لتقديم نفسه للتاريخ باعتباره منقذاً لشعبه إن كان بإمكانه استخدام القوة لمنع تفكك الاتحاد، ولكن هذ الخيار كان يعني تعريض البلاد لحرب أهلية كنت ستأخذ في طريقها الأخضر واليابس، حيث كانت البلاد مسلحة حتى قمة رأسها، لقد ابتهج الغرب لتفكيك الاتحاد، وما كنت أريد أن أسعده بأن يرانا نأكل أنفسنا.
وتقول الصحيفة إنه "ربما يكون لجورباتشوف صورة وردية عند الأجداد من الروسيين، ولكن الكثيرين في روسيا لا يشعرون بالشيء نفسه، فقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انهيار الاتحاد بـ"أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين"، فيما أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه مركز "يفادا" لدراسات الجمهور أن 56% من الروسيين أعربوا عن أسفهم لانهيار الاتحاد السوفييتي، مقابل 28%.
وعن إمكانية عودة الاتحاد السوفييتي من جديد، قال جورباتشوف إن عودة الاتحاد بشكله السابق أمر صعب، ولكن يمكن أن يكون هناك نوع آخر من الاتحاد يقوم على التعاون، مشدداً على أهمية أن يأتي شركاء موسكو إليها عن طيب خاطر، وعلى أساس من الإرادة الحرة.
أما عن رجل روسيا القوي بوتين الذي كان الدب السوفييتي العجوز قد انتقده، فإنه خلال مقابلاته الصحفية الحالية تغيرت نبرة حديثه حيث وصفه بأنه سياسي قوي.
وعن العلاقات الروسية مع الولايات المتحدة والغرب، شدد الرئيس الأسبق على ضرورة أن يتعاون الجميع، قائلاً: "الغرب وروسيا بحاجة للعمل معا".
واختتم حديثة بالقول: "إذا كان هناك بندقية على الحائط في الفصل الأول من مسرحية، سوف تنفجر في النهاية".
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز