جلب العشرات من ذوي أسرى غزة ملابس شتوية وأغطية، ووضعوها في صف طويل احتجاجًا على منع سلطات الاحتلال إدخالها لأبنائهم
جلب العشرات من ذوي أسرى قطاع غزة، الملابس الشتوية والأغطية من منازلهم، ووضعوها في صف طويل على جدار معبر بيت حانون/ إيرز الإسرائيلي شمال القطاع، الذي شهدت بوابته، ظهر اليوم الخميس، وقفة احتجاجية على منع سلطات الاحتلال إدخال الملابس والأغطية لأبنائهم.
لم يُخفِ الأهالي قلقهم الشديد على حياة أبنائهم المعتقلين في ظروف سيئة جدًّا داخل نحو (32) سجنًا ومركز توقيف إسرائيلي، لذلك جئنا إلى هنا "بالملابس والأغطية الضرورية لنقلها لفلذات أكبادنا" تقول أم الأسير عبد الرحمن المقادمة.
ويصب أهالي الأسرى جام غضبهم على المنظمات الدولية التي تلوذ بالصمت أمام "الانتهاكات الخطيرة لكل المواثيق والقوانين التي تكفل توفير الحياة الكريمة للأسير".
وتقول المقادمة لبوابة "العين"، ابني عبد الرحمن محكوم (18 عامًا) وهو يقضي فترة الحبس في سجن النقب الصحراوي "إنه يموت وأقرانه في سجنه شديد السوء والقسوة".
ومنذ نحو ثماني سنوات، وسلطات الاحتلال تمنع أهالي أسرى القطاع، والمنظمات الحقوقية من إدخال الكثير من احتياجات الأسرى، في إطار سلسلة عقوبات اتخذها الاحتلال عقب اختطاف المقاومة الفلسطينية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط من موقعه العسكري جنوب قطاع غزة في يونيو 2006.
ويقبع في سجون الاحتلال نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، نحو 550 منهم من قطاع غزة.
وأضرب نحو (2300) أسير عن الطعام، يوم أمس (الأربعاء)، في ثلاثة سجون إسرائيلية، في أول خطوة تحذيرية من الأسرى، لثني "مصلحة إدارة سجون الاحتلال" المكلفة بإدارة السجون عن قرار منع ادخال مستلزمات الأسرى خصوصًا احتياجات الشتاء.
الموت يقتل الأسرى
أم الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح أكَّدت أن ابنيها "يعانون أشد المعاناة في سجنيهما"، وشددت في كلمة باسم أهالي أسرى القطاع، أنها منذ تسع سنوات، لم تتمكن من إدخال قطعة ملابس شتوية واحدة لهما".
وقالت: "أبناؤنا يطلبون تزويدهم بملابس شتوية والأغطية .. والاحتلال يرفض إدخالها"، وتساءلت بغضب: "إن توفير الملابس والغطاء تقع على عاتق من يعتقلهم .. لكن الاحتلال لا يكتفي بعدم القيام بوجباته نحو الأسرى بل يعرضهم للموت بهذه الممارسات".
ولفتت أبو صلاح إلى أن معاناة الأسرى انعكست سلبًا على عائلاتهم، مشيرة "إلى حالة من القلق تنتابها وتمنعها من النوم ليالي متواصلة"، متسائلة بحنق "أين المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية عن آلاف الأسرى يفتقدون للحد الأدنى من الاحتياجات؟".
تكثيف الضغوط
وقال عبد الله قنديل الناطق باسم مؤسسة واعد للأسر والمحررين التي نظمت الوقفة الاحتجاجية، لقد قابلت سلطات الاحتلال كل محاولات ذوي الأسرى لإدخال مستلزمات أبنائهم بالمنع، واستهجن المنع بقوله: "هذا سلوك دولة تزعم أنها الأكثر حضارية في المنطقة".
ودعا في كلمة باسم "واعد" المنظمات الحقوقية الدولية إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل لإلزامها بإدخال مستلزمات الأسرى، محذرًا من تبعات إبقاء مئات الأسرى في الصحراء يواجهون مصيرًا مأساويًّا في هذه الطقس البارد.
ولفتت مها الحسيني الناطقة باسم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في غزة، إلى أن منع مستلزمات الأسرى الشتوية، تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
وأكدت الحسيني أن "إسرائيل تُثبت كل مرة أنها دولة فوق القانون" بانتهاكها جميع الاتفاقيات والمواثيق، وشددت على أن إسرائيل مطالبة كقوة احتلال، بحماية المدنيين الذين يقعون تحت احتلالها.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA==
جزيرة ام اند امز