نجحت باحثتان من المركز القومي للبحوث في إنتاج سماد يدخل في تكوينه الزجاج، لاستخدامه في زراعة الأراضي الرملية في مصر والعالم العربي.
"ما الذي يجمع بين قسمي أبحاث الزجاج والأراضي والمياه في المركز القومي للبحوث في مصر؟". كان هذا السؤال هو التعليق الذي يتردد على ألسنة الباحثين بالقسمين، كلما اجتمعت الباحثتان د.نسرين أبو بكر من قسم الأراضي والمياه، و د. منى عبد المنعم من قسم الزجاج في جلسات عمل مشتركة.
مردِّدو هذا السؤال تأثروا بسنوات الخبرة في هذه المؤسسة العلمية، والتي لم يحدث خلالها أي تقارب بين القسمين، إلى أن نجحت الباحثتان في تحقيق هذا التقارب عبر منتج من السماد دخل في تكوينه الزجاج، ونجحوا في زيادة المحاصيل المزروعة في الأرض الزراعية الرملية بنسبة 26% باستخدام هذا المنتج الجديد.
لم ينجُ هذا المنتج من حالة الدهشة التي استبعدت في البداية اجتماع الباحثتين في بحث مشترك، ولكن النتائج المذهلة التي توصل إليها، ونجاحه في زيادة خصوبة الأرض الزراعية، دفعت الجميع إلى التسليم بأن الزجاج من الممكن أن يجتمع مع الزراعة.
جاءت فكرة هذا الاجتماع بين الزجاج والزراعة، من محاولة الباحثة نسرين أبو بكر من قسم الأراضي والمياه، علاج مشكلة افتقار التربة الرملية إلى القدرة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية بسبب مساميتها.
تقول الباحثة لبوابة "العين": "كانت الفكرة التي حاولنا تنفيذها ونجحنا في تحويلها إلى منتج هو تغليف العناصر المغذية التي تحتاج إليها التربة الرملية بالزجاج، إذ يتم صهر هذه العناصر(البوتاسيوم والفسفور والسيليكون والحديد والكالسيوم والنحاس) مع الزجاج في الأفران الخاصة به على هيئة حبيبات في حجم الأسمدة ليستخدمها الفلاح بديلا من الأسمدة التقليدية".
وتضيف: "وضع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها النبات في وسيط زجاجي أدى إلى الإبطاء من انطلاقها في الأرض، ومن ثم عالج مشكلة سرعة فقد العناصر الغذائية بسبب طبيعة التربة الرملية المسامية".
وعن الفارق الذي حققه المنتج الجديد في الإنتاج، تقول د.نسرين: "عملنا على هذا النوع من السماد منذ عام 2010، وحققت أبحاثنا في البداية زيادة في الإنتاجية بدأت بنسبة 2%، حتى وصلت التجارب خلال شهر أغسطس الماضي إلى 26% مقارنة بالأسمدة التقليدية".
وحسب الباحثة فإن قيمة المنتج الجديد أنه عابر للحدود، فهو لا يفيد في علاج هذه المشكلة في مصر فقط، لكنه يفيد أيضا، في علاج مشكلة تعاني منها أغلب الدول العربية، لا سيما دول الخليج، التي توجد لديها مساحات شاسعة من الأراضي الرملية.