"الرسم بالدخان" محاولة فلسطينية لبناء مدرسة فنية حديثة
أربعة من الفنانين الشباب جمعهم اتجاههم الفني للرسم بـ" الدخان" الناجم عن صواريخ وقذائف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
تسعى مجموعة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، لوضع قواعد علمية للرسم بدخان الحروب، عبر المزج بين الصور الفوتوغرافية والرسم، من خلال استخدام تقنيات برامج التصميم المعروفة.
أربعة من الفنانين الشباب (شابان وفتاتان) جمعهم اتجاههم الفني للرسم بـ" الدخان" الناجم عن صواريخ وقذائف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وأخذوا منذ الحرب الأخيرة (صيف 2014) يرسمون المزيد من اللوحات الفنية ليعبّروا فيها عن الواقع الفلسطيني بمختلف أشكاله وألوانه.
فكرة "الرسم بالدخان" تقوم على رسم خطوط ومنحنيات بسيطة على تفاصيل صور عمليات القصف الذي تعرّض له قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي.
ويعمل الفنانون التشكيليون منال أبو صفر، ولؤي نجم، وتوفيق جبريل، ونشوى شنان، على نشر فنهم الجديد عبر معارض فنية في الضفة وغزة. فكان معرضهم اليوم في رام الله، بينما أقاموه الخميس في غزة، يساعدهم في إقامة المعارض بين شقّي الأراضي الفلسطينية المحاصرة، وجود ثلاثة في غزة، ورابعة (شنان) في الضفة.
رسالة فنية إلى العالم
الفنان التشكيلي لؤي نجم حوّل صور الدخان والغبار المنبعث من قصف إسرائيلي لأحد أبراج غزة، إلى مقلاع على شكل "شارة" النصر، وإلى جانبه حجر يرتد إلى الاحتلال "في إشارة واضحة إلى أن قصفهم سيعود عليهم بالهزيمة وعلى شعبنا بالنصر"، يقول نجم لبوابة "العين".
ويضيف أن دخان القصف الإسرائيلي يشكّل مدلولات سياسية توصل رسالة إلى العالم، بطريقة فنية تفضح العدوان الإسرائيلي وتُظهر ما يعيشه الفلسطيني من معاناة على أيدي الاحتلال.
تجاوزت اللوحات الفنية التي رسمتها المجموعة الفنية المئة لوحة، وهم لا يكتفون بإقامة المعارض فقط، ويقول نجم "نحاول وضع قواعد خاصة بهذا الفن.. لنشكل به مدرسة فنية خاصة تسجل باسم فلسطين".
أبو صفر أشارت إلى أن استخدامهم الرسم على الدخان "وسيلة لإظهار حجم المعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني"، خصوصًا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
حاولت أبو صفر "استخدام الدخان الذي يجلب الموت والدمار فسحةً للأمل بالمستقبل"، وتشدد "نريد أن نقول للعالم إننا نحوّل الآلام إلى أسلوب فني إبداعي نفضح عبره جرائم الاحتلال".
يسعى الفنانون لإقامة معارض للوحاتهم الفنية في دول العالم المختلفة على غرار معرضهم الذي أقاموه في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة أشهر. سعيهم للمعارض الخارجية لا يمنعهم من إقامة مزيد من المعارض في المدن الفلسطينية.
آخر تلك المعارض أقاموه بعد ظهر اليوم في مدينة رام الله، وضم عشرات اللوحات الفنية، بينما أقاموا معرضًا في مدينة غزة مساء الخميس الماضي، وسط استعدادات لإقامة مزيد من المعارض في معظم المناطق الفلسطينية، حسب لؤي نجم.
صور الحياة والأمل
بشرى شنان أخذت جمهور المعرض في رام الله في جولة شرحت خلالها خطوط الرسم على الدخان، "هذه صور جثث الشهداء الأطفال جسّدناها في الصور من خلال الدمج بين الصورة والرسم".
تهدف المعارض إلى توثيق الحرب الأخيرة على غزة بطريقة فنية إبداعية، وكذلك ترمي إلى دفع المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد لسفك دم الأطفال في الأراضي الفلسطينية، وفق شنان.
وأشارت لبوابة "العين" إلى أن اللوحات مليئة بالحياة والأمل والثبات على الأرض مهما استخدم الاحتلال القوة النارية الهمجية ضد المدنيين الفلسطينيين.
ويقول سمير مطير، وكيل مساعد وزارة الثقافة في غزة، إن المعرض يعبّر بشكل حي عن الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
وتابع: "المعرض يرسل رسالة إلى العالم أنه من قلب المعاناة يُخلق الإبداع، وأن الشعب الفلسطيني يصنع الحياة من الموت".
وأكد أن الفنانين الفلسطينيين "انتصروا على آلة الحرب الهمجية وأبدعوا في تجسيد معاناة أبناء شعبهم وصمودهم من خلال توظيف صور الدخان الناتج عن عمليات قصف واستهداف المدنيين الفلسطينيين وتحويلها إلى لوحات فنية أبهرت العالم".
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg جزيرة ام اند امز