تغلب على ضمور العضلات، ويتمنى أن يضع بصمة خاصة في هذا الفن، يثبت من خلالها حقوق ذوي الإعاقة وأهميتهم في المجتمع الفلسطيني.
في زاوية غرفته الصغيرة، بأحد منازل غزة، ينهمكُ الفلسطيني محمد الدلو (20 عامًا) في رسم صورة قديمة بقلم رصاص اختاره بعناية، بعدما انقطع عنها قبل 3 سنوات بسبب ظروفه الصحية.
محمد عانى منذ ولادته من مرض ضمور العضلات، جعله طريح الفراش لا يقوى على تحريك سوى أصابع يده فقط، وهو ما جعله يتأخر عن إتمام دراسة الثانوية العامة.
وبدأت موهبة الرسم لدى محمد منذ طفولته، واهتم بها أكثر بعد اكتشاف مدرس الفنون لموهبته، فقرر أن ينميها عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة فيديوهات من موقع "يوتيوب"، إضافة إلى الاستفادة من بعض الكتب الإلكترونية.
فكرة الرسم جاءت ليتخلص هذا الشاب من فترة العزلة التي عاشها لمدة ثلاث سنوات دون أن يخرج من المنزل، وعن ذلك يقول لـ"بوابة العين": "بعد اكتشاف موهبتي وتميزي أكثر في مجال الرسم، أثبتُّ لنفسي وللجميع أن الإعاقة ليست حاجزًا أو عائقًا أمام الإرادة والعزيمة والصبر".
ويضيف أنه تميز في حبه لفن الأنمي، وهو رسم ياباني بالأساس، بات يعرف باسم الرسوم المتحركة: "لكبر حرية التعبير فيه، وبسبب حرية الفكر والتجسيد دون قيود أو شروط"، مبينًا كذلك أنه "كان يلبي رغباته في زراعة فكر وأمل جديدين؛ لأنّ هذا الفن يخاطب الكبار قبل الصغار".
وتوقف محمد عن إكمال رسمته ليقول: "أول رسمة كانت لي لـ(توم وجيري)، لم يشاهد أحد رسوماتي في البداية سوى أهلي الذين شجعوني فيما بعد على إكمال الرسم، ودعموني بتوفير الأمور اللازمة كالأقلام والورق".
وبعد دعم وتشجيع كبيرين من أصدقائه وأهله، أنشأ محمد صفحة خاصة به على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "الأنمي حياتي"، يعرض من خلالها رسوماته، ومنها شق طريقه نحو الشهرة المحلية.
ويهدف محمد، كما يقول، إلى إيجاد أسلوب تعبيري جديد يخدم القضية الفلسطينية من خلال تشجيع الأطفال على رسم الأنمي بأسلوب تعبيري جديد، إلى جانب الأسلوب القديم.
ويتمنى الدلو أن يضع بصمة خاصة في هذا الفن، يثبت من خلالها حق ذوي الإعاقة وأهميتهم في المجتمع، ويؤكد أن هذه الشريحة لا تختلف عن الناس بل هي أفضل من بعضهم، وفي كل يوم يثبتون أنهم ذوو كفاءة وليس إعاقة، وأصحاب مواهب وانجازات وأعمال متعددة ومميزة.
محمد شارك برسوماته في كثير من المعارض المحلية في قطاع غزة، ونالت إعجاب الجميع، كان آخرها احتضان بلدية مدينة غزة معرضًا خاصًا برسوماته، أطلقت عليه اسم "الأنمي حياتي"، وعُرض في هذا المعرض جميع رسومات محمد المفضلة.
