حملات إغاثية "تدفئ" لاجئي سوريا من "برد" الشتاء
انطلقت حملات إغاثية لتوفير المساعدات للاجئين السوريين في دول الجوار لمواجهة برد الشتاء،تجنبا لصورة معاناة تكررت سنويا.
مع تصاعد أزمة اللاجئين السوريين وتفاقم الآلام التي يعانون منها في دول الجوار، لاسيما مع دخول فصل الشتاء، تحاول منظمات إنسانية وحقوقية توفير المساعدات لهم لمواجهة برد الشتاء القارص وتجنب معاناة سنوية يواجهونها مع دخول هذا الفصل وما يحمله من أمطار وثلوج، ينال النصيب الأكبر منها اللاجئون المشردون.
وفي سبيل ذلك وأمام هذا الوضع الإنساني الطارئ انطلقت حملات إغاثية عدة لتوفير المساعدات للاجئين السوريين في دول الجوار، لمواجهة برد هذا الفصل والحماية من ثلوجه.
والبداية كانت من الكويت حيث دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، برنامجا إغاثيا جديدا مقدما من الشعب الكويتي لدعم اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والداخل السوري، بقيمة إجمالية تبلغ مليوني دولار أمريكي.
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية كونا، أطلقت الهيئة بالتعاون مع الفريقين الكويتيين "عطاء المرأة الكويتية" و"روافد الخير" المرحلة الأولى من مشروع الشتاء، لتوزيع مساعدات أساسية عاجلة ضمن حملة "نحن معكم".
وقالت رئيسة فريق "عطاء المرأة الكويتية" بدرية الحجي، على هامش حفل التدشين الذي نظمه مكتب الهيئة لدى الأردن أمس الأحد، إن البرنامج الإغاثي الممول من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية سينفذ على مرحلتين في كل من الأردن ولبنان وتركيا والداخل السوري، كما سيشمل اللاجئين السوريين العالقين في أوروبا.
وأضافت الحجي أن قيمة مساعدات المرحلة الأولى من الحملة الإغاثية الحالية، والتي ستتم بالتعاون مع 13 جمعية خيرية أردنية، تصل إلى 200 ألف دولار، وتستهدف 1750 أسرة سورية لاجئة موزعة على ست محافظات أردنية، وتشتمل على حصص غذائية وبطانيات للتدفئة ومبلغ مالي بقيمة 55 دولارا أمريكيا.
من جهتها، أعلنت نائب رئيس فريق "عطاء المرأة الكويتية" وفاء عبدالجادر عن تشكيل فريق متخصص للعلاجات النفسية داخل الأردن سخر إمكاناته لعلاج حالات كثيرة من المرضى، لا سيما الأطفال منهم، بالتعاون مع صندوق إعانة المرضى والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وبيت الزكاة.
حملة "دفي قلوبهم"
وعلى خط موازٍ، أطلق مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت، أمس، حملة "دفي قلوبهم"، وهي حملة إقليمية لمساعدة اللاجئين السوريين الأكثر احتياجاً في لبنان والبلدان المجاورة في فصل الشتاء.
وقالت رئيسة المكتب، حنان حمدان، في مؤتمر صحفي في مقر بيت الأمم المتحدة: إن "لبنان يأوي أكثر من مليون لاجئ سوري، يعيش أكثر من نصفهم في ملاجئ مؤقتة، وخيام، ومبان غير مكتملة، وكاراجات، ومستودعات".
وأوضحت حمدان أن المفوضية والمنظمات الشريكة لها، تقدر أن 195 ألف أسرة سورية، ستعاني جراء فصل الشتاء الحالي، وستحتاج إلى مساعدة للتنعم بالدفء، كما أن المعاناة تطال أيضاً العائلات اللبنانية الفقيرة.
كما أشارت حمدان أن لبنان، "حصل على 45 في المئة فقط، من الاستجابة الإقليمية، لاستئناف مساعدات اللاجئين السوريين فيه".
لافتة إلى أن "تقديم مزيد من الدعم للبنان أصبح أمراً حتميًّا، لمساعدة جميع اللاجئين الضعفاء، في البقاء على قيد الحياة، وتحمل قسوة الشتاء".
حملة "رجعت الشتوية"
وفي سياق مشابه، أطلق فريق "سوريات عبر الحدود" المعني بتقديم خدمات الإغاثة والتعليم والصحة والتنمية للاجئين السوريين في الأردن، اليوم، حملة لتوزيع الحطب، وملابس الشتاء على أطفال المخيمات السورية في الأردن، في محاولة منهن لمساعدة لاجئي الخيام على مواجهة برد الشتاء القارس.
وعن أهداف حملة "رجعت الشتوية"، قالت إحدى عضوات الفريق، سامرة زيتون، لموقع "عربي21"؛ إنهم حاولوا من خلال هذه الحملة إدخال البسمة والدفء على أهلهم السوريين، الذين يعيشون في مخيمات عشوائية مجردة من كل أنواع الدفء والحنان.
مضيفة: "دخلنا إلى هذه المخيمات وبأيدينا البالونات الملونة، والحلوى للأطفال، وبعد ذلك انقسمنا إلى قسمين، قسم لتوزيع الحطب للأسر من أجل التدفئة في البرد القارس، وقسم لتوزيع الملابس الشتوية والأحذية، بالإضافة إلى أننا تمكنا من خلال هذه الحملة من تغطية ثلاثة من المخيمات العشوائية في منطقة المفرق في الأردن".
كما أوضحت سامرة زيتون، في حديثها مع "عربي21"، أنه "بما أننا مركز مسؤول عن التعليم ونحاول تحفيز موضوع التعليم، كان هناك نصيب لمخيم واحد من المخيمات، حيث تم توزيع القرطاسية لـ30 طفلا، وتقديم مدرسة كانت عبارة عن خيمة مرتبة بكراسي ملونة، والحملة مستمرة بإذن الله لتغطية العدد الأكبر من العائلات"، بحسب قولها.
من جهتها، عبرت سارة، إحدى المتطوعات بالحملة، عن سعادتها بالمشاركة في هذه العمل الإنساني للمرة الأولى، وتحدثت عن مهمتها في الحملة والتي تتجسد بفرز وتنظيم الملابس داخل إحدى الخيم، ومن ثم توزيعها على الناس الذين يقصدون مكان خيمة التوزيع للحصول على ما يحتاجونه من ملابس وأغطية وأحذية لهم ولعائلاتهم.
وذكرت سارة، خلال حديثها لـ"عربي21"، أن أكثر ما جعلها حزينة هو "رؤية الأطفال الذين كانوا بأمسّ الحاجة للتعليم في أحد المخيمات التي زرناها، وكان من بينهم طفل لفت نظر الجميع، حيث كان يقول للمتطوعين لا أريد شيئا سوى الذهاب إلى المدرسة".