فتيات سوريات هربن من ويلات الحرب ليلمعن في سماء الإنجاز
لم تكن المرأة السورية شريكة الرجل في التعرض لمخاطر الحرب الدائرة في سوريا فحسب، بل شاركته أيضًا بكل ما تحمله كلمات الصمود والإبداع
لم تكن المرأة السورية شريكة الرجل في التعرض لمخاطر الحرب الدائرة في سوريا فحسب، بل شاركته أيضًا بكل ما تحمله كلمات الصمود والإبداع والتفوق من معانٍ، أثبتت ما قيل عنها عندما تم وصفها بأنها أذكى امرأة في العالم.
وتعدى تألق المرأة السورية هذا التصنيف، لتحتل خلال العام الجاري قوائم التكريم والتميز والإبداع حول العالم عن مساهماتها القيمة في المجالات العلمية والإنسانية والمدنية رغم الصعوبات التي غلفت بعض مسيرات التفوق هذه.
شخصية العام في تورنتو الكندية
صنف موقع "بوست ستي تورنتو" الكندي الفتاة السورية، لين الزيبق، كشخصية تورنتو لعام 2015، عن مشاركتها القيمة في إدارة البرنامج الذي أطلقته مدينة تورنتو الكبرى، والذي يهدف إلى توطين 1000 لاجئ سوريا لديها خلال العامين القادمين، ويحمل اسم “Lifeline Syria”.
وصرحت لين - التي انتقلت للعيش في مدينة تورنتو الكندية منذ بداية الأزمة السورية - في حفل إطلاق البرنامج أن "هناك ما يقارب 1850 مواطن كندي تعهدوا استقبال اللاجئين السوريين في منازلهم".
وتتابع في حديثها للموقع: "إذا أردنا أن يكون لنا بصمة في هذه الحياة، وأن نحوز مكانًا في العملية السياسية، فلا بد لنا من المشاركة في تقديم أي شيء مهما كان بسيطًا، فليس من الضروري أن نمتلك ثروة بيل جيتس حتى نقوم بالأعمال الخيرية".
ونشأت لين، التي تركت سوريا في سن الأربع سنوات، في إحدى قرى شمال مدينة تورنتو الكندية، ثم عادت إلى لتعيش في مدينة دمشق، بعدما أتمت دراستها الجامعية لتعمل في إحدى مشروعات البنك العالمي في دمشق، والذي كان يعنى بتمكين المتسربين عن التعليم في المراحل الثانوية من الالتحاق بسوق العمل قبل فوات الأوان، بحسب ما ذكره الموقع.
لكن وبعد وقوع الاضطرابات، كما يقول المصدر ذاته، أوقف البنك العالمي مشروعه التنموي وغادرت لين إلى حيث أتت متعهدة "إنشاء جسر للربط بين السوريين في الداخل والخارج، حيث أن الجالية السورية في الخارج هي بعدد سكان سوريا أو ربما أكثر"، بحسب قولها.
كما أطلقت لين إلى جانب مجموعة من أصدقائها المغتربين أيضًا، مشروعًا غير ربحي تحت اسم “Jusoor”، يعنى بتسخير الطاقات الهائلة للمغتربين السوريين حول العالم لدعم تنمية بلادهم، ومساعدة الشباب السوري في استثمار طاقاتهم، وذلك من خلال برامج أكاديمية للطلاب، وبرامج مهنية للشباب، وبرامج لدمج وإشراك مجتمع المغتربين السوريين في جميع أنحاء العالم.
وقدمت منظمة جسور في العام الماضي 204 منح أكاديمية لطلاب سوريين في الجامعات التي تتعاقد معها المنظمة، والتحق 1700 طفل سوري لاجئ لمدراس جسور التي أنشأتها في لبنان، إلى جانب 240 طالب قدمت لهم جسور النصيحة الأكاديمية من خلال مشروع الإرشاد للدراسة في الخارج.
تألق على الصعيد العلمي
وفي الجانب العلمي، تمكنت الطالبة السورية، دانيا الخاني، والتي تدرس السنة الرابعة في كلية طب الأسنان في ولاية ساسكتون بكندا، من أن تطور دواء لعلاج سرطان الفم.
وتزيد قوة الدواء التأثيرية، بحسب موقع "صوت كندا"، عشرة مرات عن الأدوية الأخرى المضادة للسرطان المستخدمة حاليًا في قتل بعض الخلايا السرطانية.
ونقل الموقع عن الطالبة السورية، والتي كشفت عن دوائها في سبتمبر/ أيلول الماضي قولها، إن "الطريقة الرئيسية لعلاج سرطان الفم هو من خلال عملية جراحية أو العلاج الإشعاعي".
وكانت دانيا فازت بالمنافسة الوطنية للرابطة الكندية لطب الأسنان، وقدمت بحثها في مؤتمر جمعية أطباء الأسنان الأمريكية الذي أقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن في وقت سابق من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
سيدة أعمال في 21 من عمرها
ومن الخاني إلى دعاء الحسين التي غادرت مدينتها دمشق عام 2013 وقصدت تركيا كحال آلاف السوريين الذين هربوا من الحرب والأوضاع الأمنية المتدهورة، لكنها وفي غضون عامين أصبحت سيدة أعمال ناجحة في مدينة إسطنبول التركية.
ورغم عدم إكمالها الدراسة الجامعية ونزوحها مع عائلتها في التاسعة عشر من عمرها، إلا أنها استطاعت افتتاح مكتب عقاري سرعان ما تحول إلى شركة سياحية بثلاثة فروع في إسطنبول.
وفي تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية، 14 ديسمبر/ كانون الأول، قالت دعاء، إن الخروج من سوريا مع عائلتها جاء بسبب اشتداد وطأة الحرب التي باتت تطال حياتهم، وتمكنوا بمساعدة الأتراك من التمسك بالحياة مرة أخرى.
وأوضحت الفتاة التي كانت تدرس الهندسة الطبية وتعيش في دمشق، أنه عند قدومها إلى إسطنبول افتتحت مكتبًا عقاريًّا لتأمين مصاريف الحياة ومساعدة أصدقائها والمظلومين من العرب، على حد وصفها، ثم تحول المكتب إلى شركة سياحية بثلاثة فروع في إسطنبول، تقدم الخدمات للسياح العرب كونت من خلالها أيضًا علاقات تجارية مع البلدان العربية وتركيا.
وعبرت سيدة الأعمال الشابة عن امتنانها تجاه تركيا، وقالت: "فعلت تركيا ما لم يفعله أحد لأجلنا، ويوجد فيها أناس طيبون فتحوا بلدهم لي وللكثيرين مثلي ولأبعد الحدود، ولن ننسى ما فعلوه أبدًا".
المرأة الأكثر إلهامًا في العالم
أما مزن المليحان، فهي الفتاة السورية التي أدرجتها شبكة الإذاعة البريطانية "BBC" على قائمة أسماء المئة امرأة الأكثر إلهامًا في العالم لعام 2015.
وممزن المليحان (16 عامًا) هي لاجئة سوريّة في الأردن يطلق عليها "ملالا" سوريا، تشجع الفتيات اللاجئات على التعلم والذهاب إلى المدرسة.
وهذا العام هو العام الثالث الذي تحتفل فيه "بي بي سي" بموسم 100 امرأة، والذي يسعى إلى تمثيل النساء بصورة أفضل في تغطية "بي بي سي" لأخبار العالم.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg
جزيرة ام اند امز