إيران تعلن عطلة للمدارس لليوم الثالث بسبب أزمة التلوث
تبقى أزمة التلوث معضلة مستعصية على الحل بعد طرح وتطبيق أكثر من خطة للتخلص منها في العاصمة الإيرانية طهران.
تبقى أزمة التلوث معضلة مستعصية على الحل بعد طرح وتطبيق أكثر من خطة للتخلص منها في العاصمة الإيرانية طهران ومعظم المدن الكبرى الأخرى مثل مشهد والأهواز وأصفهان.
وبعد أن أعلنت السلطات يومي الأحد والاثنين عطلة لكافة مدارس وروضات أطفال العاصمة طهران، للتخفيف من الازدحام، ولِما لتبعات التلوث من مخاطر على الأطفال والمسنين والمصابين بأمراض القلب والرئة، تم إعلان يوم الثلاثاء عطلة أيضاً حسبما نقلت وكالة أنباء الجمهورية "إيرنا" عن محافظ طهران حسين هاشمي عصر الاثنين، خلال اجتماع مع لجنة الطوارئ البيئية التابعة لمحافظة المدينة.
وهو ما أثار تساؤلات لدى الرأي العام حول جدوى استمرار إعلان العطلات، مع استمرار نسب التلوث بالتصاعد لدرجات غير مسبوقة، وسط تكهنات حول احتمال استمرار العطلة ليوم الأربعاء، في حال استمر وضع التلوث على ما هو عليه.
وكانت الصحافة المحلية قد غطت أخبار التلوث على مدار يومين بالتعليقات وردود الأفعال المختلفة، وطرحت أفكاراً حول سبل الحل ونقلت شكاوى الناس من التلوث.
وتزداد المخاوف من تفاقم الأوضاع، مع إطلاق تحذيرات حول الآثار التي يمكن أن تنجم عن تلك الأوضاع، مع دخول اليوم الثالث للتوالي الذي تشتد فيه ظاهرة "الانعكاس الحراري"، وهي ظاهرة يحدث فيها تغير مفاجئ في تدرج درجات حرارة طبقات الجو، بحيث توجد طبقة من الهواء الساخن على تماس مباشر مع طبقة هواء باردة كثيفة وقريبة من الأرض، وبالتالي تزيد نسبة التلوث بسبب الاختلال في حركة الحمل الحراري داخل الهواء الجوي.
من ناحية أخرى، أكدت محافظة طهران أنها أجبرت كل المعامل والمصانع المترامية في أطراف المدينة على إيقاف إنتاجها لأسبوع كامل، خصوصاً تلك التي تنتج الرمل والجص (الحجر) لأغراض البناء، وتلك التي تنتج مواد التنظيف، كما أوقفت كافة ورش البناء داخل المدينة عن العمل يوم الثلاثاء، بهدف خفض نسبة الأتربة والأدخنة المتصاعدة من تلك الورش والمعامل التي تزيد من نسبة الجزيئات العالقة في الهواء.
يُذكر أن مؤشر التلوث المعتمد بطهران المسمى مؤشر جودة الهواء AQI (Air Quality Index) قد أظهر نسب تلوث غير مسبوقة اشتدت من الدرجة البرتقالية (أي غير صحي بالنسبة للمجموعات الحساسة من الناس) إلى الدرجة الحمراء (غير صحي بالنسبة للجميع) خلال أسبوع واحد.
ووضعت فرق الإسعاف والطوارئ على أهبة الاستعداد في كافة المستشفيات ونقاط متفرقة من العاصمة طهران، وبات مشهد المارة وهم يضعون أقنعة واقية على أنوفهم وأفواههم مشهداً مألوفاً، خصوصاً عند ساعات الصباح الأولى ووسط النهار في معظم شوارع طهران.
ومؤشر AQI يظهر على شاشات نصبتها منظمة البيئة في مختلف المدن الإيرانية، ويصنف درجات نسبة التلوث في الهواء يوميًّا حسب نسبة المواد والجزيئات العالقة في الهواء، على النحو التالي: اللون الأخضر ويؤشر إلى أن نسبة التلوث هي بين الصفر و 50 درجة ما يعني أن الهواء نقي، اللون الأصفر ويبدأ بـ 51 درجة وينتهي عند 100 ويعني أن الهواء مازال صحيًّا، اللون البرتقالي وتترواح درجاته بين 101 و 150 ويعني أن الهواء ليس نقـيًّا بالنسبة للمجموعات الحساسة (أي الأطفال والمسنين وذوي الأمراض الرئوية والقلبية)، اللون الأحمر وهو ما يعني أن درجة التلوث بين 151 و200 أي أن الهواء غير صحي لكل الأفراد، اللون البنفسجي يعبر عن درجات تلوث بين 201 و 300 أي أن الهواء ملوث جدًّا، واللون الأرجواني يشير إلى درجات تلوث بين 301 و 500 أي أن الهواء بات ملوثاً إلى حد الخطر.
يُذكر أن الحكومات الإيرانية المتوالية كانت قد طرحت عدة حلول وبرامج لخفض نسبة التلوث في المدن الإيرانية الكبرى، وخصوصاً في العاصمة طهران التي تقول الإحصاءات إن التلوث فيها يودي بحياة ما يقارب خمسة آلاف شخص سنويًّا، حتى أن مجلس الشورى الإيراني صادق قبل سنوات على قرار يسمح للحكومة بنقل العاصمة الإدارية من مدينة طهران إلى أصفهان لتخفيف وطأة الازدحام في شوارع العاصمة المكتظة بالسيارات ووسائل النقل، التي يُعتبر الدخان المتصاعد من عوادمها أهم عوامل زيادة نسبة التلوث في المدينة.
وتطبق بلدية طهران قانوناً في معظم شوارع جنوب العاصمة، وهي المناطق الأكثر ازدحاماً، يسمح للسيارات ذات اللوحات بأرقام فردية بالمرور فقط خلال الأيام الفردية من الأسبوع، وتلك ذات اللوحات بأرقام زوجية بالمرور فقط خلال الأيام الزوجية.
وتدرس البلدية تطبيق قانون جديد يصنف السيارات حسب نسبة الغازات السامة المنبعثة من عوادمها، وإصدار بطاقات ملونة تلصق على واجهاتها تبعاً لنسبة تلك الغازات، وتصنف مناطق العاصمة حسب الألوان، بحيث تحدد منطقة لكل صنف من السيارات تبعاً للون البطاقة على واجهة السيارات.