فلسطينيون يرفضون شروطًا إسرائيلية لتسلم جثامين شهدائهم
من بينها عدم التشريح والدفن ليلا وتقييد المشاركين في التشييع
أعلنت عائلات 4 شهداء فلسطينيين رفضهم لشروط إسرائيلية لتسلم جثامين أبنائهم المحتجزة لدى سلطات الاحتلال.
أعلنت عائلات أربعة شهداء فلسطينيين تحتجز سلطات الاحتلال الاسرائيلي جثامينهم، رفضهم القاطع لشروط الاحتلال لتسليم جثامين أبنائهم، وأكدوا أنهم لن يتنازلوا عن حقهم في دفن أبنائهم بالكيفية التي يريدونها.
وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين 52 شهيداً فلسطينيًّا، استشهدوا على أيدي الاحتلال خلال تنفيذهم عمليات فدائية ضد الاحتلال والمستوطنين، في المواجهات الدائرة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بناءً على قرار من مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني والسياسي المصغر "الكابنيت".
واتخذ الكابنيت سلسلة خطوات عقابية ضد منفذي العمليات الفلسطينية، بينها احتجاز جثامينهم، وهدم بيوتهم، وغيرها من الإجراءات، في محاولة لوقف العمليات الفدائية التي تجاوز عددها الـ200 عملية وفق الإحصائيات.
وقال حسن قطناني، عم الشهيدة أشرقت قطناني، المحتجز جثمانها منذ أكثر من شهر: "لن نقبل بأن يضع الاحتلال شروطا علينا في كيفية دفن أبنائنا، ومن حقنا الطبيعي والإنساني والقانوني أن نستردهم وندفنهم وفق معتقداتنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا الفلسطينية".
وتتمثل شروط سلطات الاحتلال بعدم تشريح الأهل جثمان ابنهم، وبدفن الجثمان في ساعة متأخرة من الليل، وتقييد المشاركين بالتشييع بعدد لا يتجاوز بضع عشرات.
وفي كلمة لقطناني خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، اليوم، نيابةً عن عائلات أربعة شهداء محتجزة جثامين أبنائهم، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوجه إلى المؤسسات الحقوقية والدولية لإجبار إسرائيل على تسليم جثامين أبنائهم.
التشريح ضروري
وقال الحقوقي ساهر صرصور، ممثل مركز القدس للمتابعة القانونية: إن مركزه يتابع ملف الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال منذ العام 2008، وخاض معركة قانونية على أكثر من صعيد، مبينا أن هناك 265 جثمانا لشهداء ما زالت محتجزة في مقابر الأرقام منذ ستينات القرن الماضي.
ومقابر الأرقام هي مقابر خاصة تحتفظ فيها إسرائيل بجثامين الشهداء الفلسطينيين دون تعريفهم سوى بأرقام خاصة.
وأوضح صرصور أن تشريح الجثامين له ضرورة وطنية تتمثل بإظهار طريقة إعدام الشهيد من أجل رفع دعاوى قضائية في المحاكم، بالإضافة إلى كشف أي سرقة لأعضاء الشهداء.
وذكر أن الاحتلال يحتجز جثامين الشهداء في ثلاجات بدرجة حرارة تتراوح ما بين 60-80 درجة مئوية تحت الصفر، وهذا ما يتطلب إخراجها ليومين أو ثلاثة أيام قبل البدء بتشريحها.
تغير مفاجئ
وسلم جيش الاحتلال خمسة جثامين لشهداء فلسطينيين، آخرهم تسليم جثماني شهيدين مساء اليوم، للشهيدتين ثروت الشعراوي (72 عاماً) التي قتلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، قبل نحو شهر، ومرام حسونة (21 عاما) التي استشهدت برصاص الاحتلال في نابلس، شمالي الضفة، قبل نحو شهر.
تسليم جثامين الشهداء، جاء إثر تراجع واضح أبدته أجهزة الأمن الإسرائيلية، تجاه سياسة الاحتجاز، التي اعتبرت الأجهزة أنها تحولت إلى عبء بدلاً من عامل ردع، وأن احتجازهم يثير الشارع الفلسطيني بدل أن يخمده.
بداية انتصار
واعتبر الحقوقي أمين القايض منسق الحملة الشعبية لاسترداد جثامين شهداء محافظة الخليل، تراجع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن استمرار احتجاز الإسرائيليين وفقاً لقرار الكابنيت، "بداية انتصار فلسطيني على الصعيد القانوني والإعلامي والسياسي".
وقال القايض لـ"بوابة العين": إن "التحرك الفلسطيني ضد سياسة احتجاز جثامين الشهداء، أربك المؤسسة الإسرائيلية على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، لذلك رأت الأجهزة الأمنية أن استمرار الاحتجاز محل إدانة دولية" فقرروا التخلص من تلك الجثامين".
وأشار إلى إن قرار سلطات الاحتلال تسليم الجثامين جاء بعدما تفاعلت القضية على المستويات المحلية والدولية في الآونة الأخيرة، وبدأت تأخذ أبعاداً دبلوماسية على المستوى الخارجي، علاوةً على الضغوط القانونية التي أربكت الجهات القضائية الإسرائيلية.
وقال: إن "الدعاوى الفلسطينية لاسترداد الجثامين كانت تعتمد على القوانين الإسرائيلية التي تمنع اعتقال الأموات".
وأوضح الحقوقي الفلسطيني أن إسرائيل تماطل في تسليم الجثامين دفعةً واحدة، كي لا تحرك الشارع الفلسطيني مرةً واحدة، وتتعمد أن تسلم عددا محدودا من الجثامين كل 48 ساعة ليتسنى لها مراقبة " التزام الفلسطينيين ببعض شروطها خصوصاً شرط تشريح الجثمان".
وأضاف: "أكثر ما تخشاه إسرائيل هو تشريح الجثمان تحسباً من استخدام التشريح في رفع دعاوى محلية أو دولية لمقاضاتها".
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز