عامان على «الفارس الشهم 3».. الإمارات تنير دروب العلم في غزة
بالتزامن مع مرور عامين على إطلاق الإمارات عملية "الفارس الشهم3" لدعم غزة، تكثف العملية جهودها لدعم طلاب غزة.
وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، وتحديدا في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية "الفارس الشهم 3 " الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومن رحم تلك العملية الإنسانية الكبرى ولدت عدة مبادرات لدعم أهل غزة، نجحت عبرها الإمارات في تأمين استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة برا وبحرا وجوا.
ويعد التعليم في قطاع غزة، أحد المحاور الأساسية، التي ركزت عليها الإمارات في مبادراتها الداعمة للقطاع، إيمانا منها بأن الحق في التعليم أحد حقوق الإنسان الأساسية، ويعد أفضل وسيلة لاستثمار الثروات البشرية في الدول، التي تعاني من الحروب ومنحها الأمل في بناء مستقبل أفضل على أيدي أبنائها.
ومع حلول الذكرى الثانية لانطلاق عملية "الفارس الشهم 3"، يستذكر طلاب غزة وذويهم جهود ومبادرات الإمارات الإنسانية على مدار العامين الماضيين، لإنارة دروب العلم أمام أبنائهم وسط امتنانٍ وتقديرٍ لدولة الإمارات وقيادتها.
وأسهمت مبادرات الإمارات في دعم التعليم رغم الدمار الواسع الذي أصاب قطاع غزة بشكل عام، ومرافق قطاع التعليم بشكل خاص، في منح الأمل لأهل القطاع بغد أفضل، على أمل أن يبدد نور العلم وحشة الأيام المقبلة، ويضفي أملا جديدًا أمام أهالي القطاع لدعم تعليم أبناءهم الذين يمثلون الأمل في بناء مستقبل أفضل.

جهود مكثفة
ورغم أن المبادرات الإماراتية الإنسانية لدعم التعليم في غزة لم تتوقف منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلا أن الإمارات كثفت تلك الجهود، عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، نشطت فرق "الفارس الشهم 3 "في مختلف مدارس القطاع، من بينها مدرسة "أحمد المنسي" ومدرسة ماجدة عوض ، لتوزيع الكسوة الشوية على الأطفال، بعد أن سبق وان وزعت عليهم الأدوات المدرسية، مانحةً إياهم الدفء والابتسامة وسط قسوة البرد وظروف النزوح.
وفي هذا الصدد عبر انزهار بهلول مدير المنطقة التعليمية - خان يونس عن شكرها على المبادرة الإماراتية، قائلة "شكرا للإمارات من الان وحتى آخر العمر.. دولة الإمارات الأم العظيمة".
أيضا وسط الألم والمعاناة التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة، حرصت عملية الفارس الشهم "3" على دعم رياض الأطفال ومنها روضة "تعلم" وروضة الأمل، عبر توزع عليهم الحليب والأغطية لتخفيف معاناتهم.

تكريم المتفوقين
وقبل 3 أسابيع، حرصت الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» على رسم البسمة على قسمات وجوه متفوقي غزة في الثانوية العامة.
ونشر حساب المبادرة الرسمي على موقع «إكس»، مشاهد لمشاركة فرق «الفارس الشهم 3» طلبة الثانوية العامة الناجحين في غزة وذويهم فرحتهم بالتفوق الذي انتزعوه وسط ظروف الحرب القاسية، وقدمت لهم هدايا تحمل رسالة دعم وتشجيع على مواصلة مسيرتهم التعليمية رغم الظروف القاسية التي عانوا منها.
وقدم الطلاب المتفوقين ومنهم بكر الوليد ويوسف العطار وزينب الصالحات الشكر للإمارات وعملية الفارس الشهم 3 على تلك اللفتة الإنسانية الدعمة لهم ولمستقبل بلادهم.
مبادرة جديدة
وكانت الإمارات، قد أرسلت يناير/ كانون الثاني الماضي، طائرة إغاثية محملة بـ 40 طنا من الحقائب المدرسية ومستلزمات التعليم دعما للطلبة في قطاع غزة.
يأتي ذلك في إطار حملة لدعم التعليم في قطاع غزة، أطلقتها عملية "الفارس الشهم 3" ، تضمنت إرسال حقائب مدرسية ومستلزمات تعليمية للأطفال، بهدف مساعدة الطلبة على مواصلة تعليمهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
وتضمنت الحملة التي تأتي في إطار جهود دولة الإمارات الإنسانية المستمرة، مساعدات شملت حقائب مدرسية مجهزة باللوازم الأساسية مثل الدفاتر، والأقلام، والأدوات المكتبية، بالإضافة إلى مستلزمات مدرسية، وبحيث يتم إرسالها على دفعات لدعم العملية التعليمية وتحفيز الطلاب على الاستمرار في الدراسة.
وفي لفتة أخوية هامة، حرص أطفال الإمارات على إرفاق صناديق المساعدات التعليمية برسائل أخوة ومحبة، تدعم صمود طلاب غزة، وتؤكد وقوف الإمارات قيادة وحكومة وشعبا إلى جانبهم.
وبدعم من الإمارات يتحدى طلاب غزة ظروف الحرب لمواصلة تعليمهم، والحصول على أحد حقوقهم الأساسية.

ويعد دعم القطاع التعليمي وتمكين طلبة غزة من تلقي العلم أحد مجالات مساعدات الإمارات الإنسانية الأساسية، جنبا إلى جنب مع الاهتمام بتغطية احتياجاتهم من الغذاء والدواء والسلع الأساسية، عبر أكثر من مبادرة من بينها:
- حرصت عملية «الفارس الشهم 3» على تعزيز التعليم ودعم الطلاب في مخيمات الإيواء بقطاع غزة عبر توزيع القرطاسية والمواد الدراسية اللازمة لضمان العملية التعليمية، وخصوصا بعد توقف المدارس وتغيب الطلاب عن مقاعدهم الدراسية.
- توزيع ملابس شتوية وطرود صحية على طلاب المدارس في مخيمات النزوح، لدعم الأطفال في مواجهة فصل الشتاء القاسي وتوفير احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
- حرصت الإمارات على توفير مرافق تعليمية في مدينة الإمارات الإنسانية للأطفال والطلبة، ممن قدموا من قطاع غزة إلى دولة الإمارات مع مرافقيهم ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، واستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية.
وتستضيف مدينة الإمارات الإنسانية مئات من الأطفال والطلبة من كافة المراحل العمرية؛ من الصف الأول وحتى الثاني عشر، قدموا من قطاع غزة للعلاج أو كمرافقين لذويهم الذين يتلقون العلاج في الإمارات ويعمل كادر تعليمي إماراتي من مختلف التخصصات على تمكين تحصيلهم العلمي وفق منهج وزارة التربية والتعليم.
كما تتعاون مدينة الإمارات الإنسانية مع مؤسسة التنمية الأسرية لتقدم للطلبة فرصاً إضافية وأنشطة لا صفّية لاستكشاف مواهبهم وتنمية هواياتهم والتدرب على مهارات وحِرَف تبني قدراتهم.
- استمرارا للمبادرات الإماراتية لدعم التعليم قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة، ديسمبر/كانون الأول 2023، باستقبال 33 طالبا وطالبة من أبناء قطاع غزة من أجل الدراسة على نفقة دولة الإمارات.
- تضاف هذه الجهود إلى المبادرات الإماراتية الأخرى الداعمة لتعليم الطلبة الفلسطينيين، بما في ذلك مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم 20 مليون دولار، دعما لوكالة الأمم المتحدة “الأونروا" التي تدير حوالي 711 مدرسة مخصصة للاجئين الفلسطينيين في المنطقة.