ضمنها تعويم مدار للجنيه.. أهم 3 قرارات لـ"المركزي السوداني"
أعلن المركزي السوداني الأحد عددا من القرارات الهامة تشكل نهج السياسة النقدية للفترة القادمة، في محاولة لضبط إيقاع السوق ودعم الاقتصاد.
كشف محافظ بنك السودان المركزي محمد الفاتح زين العابدين، خلال مؤتمر صحفي الأحد، عن الأسباب التي دفعت إلى توحيد صرف الجنيه، بينما تعاني البلاد وضعا اقتصاديا صعبا يتفاقم منذ أعوام.
كما أعلن عددا من القرارات المالية الأخرى التي تسهم في معالجة الاختلالات في سوق النقد ودعم مناخ القطاع المصرفي لاستقطاب المزيد من الاستثمارات.. والتقرير التالي يرصد أهم القرارات.
1- خفض قيمة العملة المحلية
خفض بنك السودان المركزي قيمة العملة المحلية خفضا حادا اليوم الأحد معلنا عن نظام جديد "لتوحيد" سعر الصرف الرسمي وسعر السوق السوداء في مسعى لتجاوز أزمة اقتصادية مُقعدة والحصول على إعفاء دولي من الدين.
الإجراء إصلاح أساسي يطلبه المانحون الأجانب وصندوق النقد الدولي، لكنه تأجل لشهور في ظل نقص بالسلع الأساسية وتضخم متسارع مما عقَّد انتقالا سياسيا هشا.
- السودان يبدأ مرحلة جديدة من تعويم الجنيه.. هل تنتهي أزمة العملة؟
- سعر الدولار في السودان.. كيف ردت السوق السوداء على مفاجأة "المركزي"؟
وقالت عدة مصادر مصرفية من القطاع الخاص إن البنك المركزي حدد سعر الصرف الاسترشادي عند 375 جنيها سودانيا للدولار، من سعر الصرف الرسمي السابق البالغ 55 جنيها.
وكان الدولار متداولا في الآونة الأخيرة بين 350 و400 جنيه سوداني في السوق السوداء.
وقال بيان أُرسل إلى البنوك إن البنك المركزي سيحدد سعرا استرشاديا يوميا "بانتهاج نظام سعر الصرف المرن المدار". والبنوك ومكاتب الصرافة ملزمة بالتداول في نطاق يزيد خمسة بالمئة أو ينقصها عن ذلك السعر.
وقال البنك المركزي في بيانه إنه إضافة إلى أن خفض قيمة العملة يمهد الطريق نحو الإعفاء من الديون، فإنه سيساعد أيضا في تحقيق استقرار العملة والحد من التهريب والمضاربة وجذب تحويلات السودانيين العاملين في الخارج.
تأتي الخطوة بعد أسبوعين من تعيين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حكومة جديدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
2-نظام مزدوج للبنوك الإسلامية وغير الإسلامية
قال محافظ بنك السودان المركزي محمد الفاتح زين العابدين اليوم الأحد، إن السلطات اتخذت قرارا باتباع نظام مصرفي مزدوج يشمل البنوك الإسلامية وغير الإسلامية وسط مساع لجذب البنوك العالمية وشركات الصرافة.
وأضاف "كان في السودان النظام الإسلامي للبنوك فقط، ولكن سيكون هناك النظام التقليدي للبنوك وندعو البنوك العالمية وشركات الصرافة الكبرى للعمل في السودان".
3- المانحون سيصرفون أموال برنامج الإعانات من الإثنين
كشف محمد الفاتح زين العابدين أن أموال المانحين المخصصة لبرنامج لدفع إعانات شهرية بقيمة 5 دولارات لمعظم السكان ستُصرف لوزارة المالية من غد الإثنين بعد خفض قيمة العملة.
كان صرف 400 مليون دولار من أجل المرحلة الأولى من البرنامج قد تأجل بسبب المخاوف من انخفاض القيمة الحقيقية للإعانات انخفاضا كبيرا في ظل سعر الصرف قبل خفضه.
وأكد البنك المركزي أن السياسات الجديدة من شأنها توحيد واستقرار سعر الصرف وتحويل الموارد من السوق الموازية إلى السوق الرسمية واستقطاب تحويلات السودانيين العاملين بالخارج وتدفقات الاستثمار الأجنبي.
وأوضح أن هذه السياسات تساهم أيضا في تطبيع العلاقات مع مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية والدول الصديقة بما يضمن استقطاب تدفقات المنح والقروض وتحفيز المنتجين والمصدرين والقطاع الخاص والحد من تهريب السلع والعملات.
لكن الأزمة الاقتصادية التي أشعلت فتيل الاحتجاجات الحاشدة ضد البشير مازالت مستمرة، ومن أبرز سماتها شح الوقود والخبز وانقطاع الكهرباء. وتسارع التضخم السنوي إلى أكثر من 300%، وهو من أعلى المعدلات في العالم.
واندلعت احتجاجات عنيفة على غير المعتاد هذا الشهر في عدة مناطق بالبلاد واتهمت السلطات فلول النظام السابق بالمسؤولية عنها.
وقال بعض الاقتصاديين إنهم يتوقعون أن يكون تأثير خفض قيمة العملة محدودا على التضخم لأن معظم المعاملات تجري بالفعل بسعر السوق السوداء.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز