تراجع "الفتى المدلل" يعطي قبلة الحياة لـ"دعم الدولة المصرية "
برلمانيون ينتقدون "مراهقته السياسية"

تراجع حزب مستقبل وطن عن الانسحاب من الائتلاف دعم الدولة المصرية، في خطوة وصفها برلمانيون بأنها "مراهقة سياسية".
منح حزب "مستقبل وطن" السياسي المصري بتراجعه عن موقفه بالانسحاب من الائتلاف السياسى "دعم الدولة المصرية" بعد أقل من 48 ساعة، قبلة الحياة لهذا الائتلاف في الساحة البرلمانية بعد أن كان على وشك الانهيار بسبب توالي الانسحابات.
وانتقد برلمانيون تلك الخطوة ووصفوها بـ" المراهقة السياسية"، فيما أكد الحزب أن عودته تنطلق من خلال ثوابته الوطنية وإعلاء لمصلحة الوطن والاهتمام بأن يكون هناك توافق حول الرؤى الوطنية.
وكانت الساحتان البرلمانية والسياسة فى القاهرة وعلى مدار الأيام الماضية في حالة من الجدل السياسي وبوادر انقسام وصلت إلى التهكم على توالي الانسحابات، وقالوا عن رئيس الائتلاف النائب سامح سيف اليزل: "الكل باعوك يا ريتشارد".
ومن أبرز الأحزاب المنسحبة من هذا الائتلاف التابع لقائمة "في حب مصر"، المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي أحزاب "المصريين الأحرار"، و"الوفد"، علاوة على نواب مستقلين.
ويطمح ائتلاف دعم الدولة إلى تشكيل الأغلبية البرلمانية فى مجلس النواب المصرى الجديد، معللا ذلك لدعم الرئيس في مكافحة الإرهاب، لكن المخالفين لهذا الرأى يرون أنها "توزيع للأدوار".
ومن المقرر أن تكون أولى جلسات البرلمان المصرى فى غضون الأسبوع المقبل، حيث ينتظره الكثير من القوانين التى تريد الحكومة تمريرها والتصديق عليها.
وأعلن الحزب (مستقبل وطن) صاحب الـ51 مقعدا، ويترأسه محمد بدران اليوم الأربعاء رسميا العودة مرة أخرى إلى ائتلاف دعم الدولة.
و"بدران" الشاب ذو الـ (25 عاما)، يلقبه خصومه السياسين بـ"الفتى المدلل" بسبب قربه اللصيق بأجهزة الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي.
ظهور مفاجئ
وظهر رئيس حزب "مستقبل وطن" بشكل مفاجئ في الحياة السياسية، حيث بدأ مشواره خلال فوزه برئاسة اتحاد طلاب مصر، بدعم الحزب المصري الديمقراطي الذى كان من بين أعضائه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء آنذاك.
لكن الأضواء سلطت عليه بقوة منذ ظهوره برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسى على متن مركب "المحروسة " في حفل افتتاح "قناة السويس الجديدة"، في آب / أغسطس، حيث وقفا في مقدمة المركب إلى جانب بعضهما البعض دون باقى الحضور، وذلك طوال فترة مرورهما فى قناة السويس الجديدة، وقام بتأسيس حزبه الذى يثير تواجده ونشأته الكثير من الجدل.
وقال حزب "مستقبل وطن" في بيان، حصلت "العين" على نسخة منه: إن عودته تنطلق من خلال ثوابته الوطنية وإعلاء لمصلحة الوطن والاهتمام بأن يكون هناك توافق حول الرؤى الوطنية.
وأضاف أن التراجع "جاء بعد تعهد القائمين على ائتلاف دعم الدولة من أن للحزب رؤيته وكيانه المستقلين داخل مجلس النواب".
وقال البيان: إن البيان الصادر عن الائتلاف أزال النقاط الخلافية التي كانت من أهم العوائق أمام انضمامنا إليه، مضيفا: "احتراما منا لمبادرة لم الشمل والاتصالات التي تلقاها الحزب من شخصيات وطنية نثق في رؤيتها عرضنا المستجدات السياسية على أعضاء المكتب التنفيذى و نواب الحزب، فتم الاتفاق أنه لا مانع من العودة مرة أخرى".
وأكد حزب مستقبل وطن أنه سيوقع على ميثاق الشرف الخاص بالائتلاف، والذي يضمن أن الائتلاف ليس تنظيما سياسيا أو حزبا.
وتعجب الحزب -الذى يعد من الأحزاب الوليدة فى الحياة السياسية المصرية- مما تعرض له من نقد من قبل الخصوم السياسيين بسبب موقفه الذى وصفه بـ" الواضح، وكان دفاعا منا عن رؤية واستقلالية الحزب" ، كما أنه "لا يقبل أن يزايد عليه أحد أو أى كيان، فهو معروف بوطنيته وانتمائه الذى لا غبار عليه".
على صعيد متصل قال عضو مجلس النواب والقيادي بائتلاف "دعم مصر" علاء عبد المنعم: " إنه تم الاتفاق مع نواب حزب مستقبل وطن، على تنفيذ مطالبهم باللائحة الداخلية للائتلاف والتي كانت أحد أسباب إعلانهم الانسحاب.
وأضاف في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء أن قيادات الائتلاف تفهموا أسباب انسحاب "مستقبل وطن"، والتي كان من بينها عدم إشراكهم في اجتماعات الائتلاف والتواصل معهم بشكل جيد، إلى جانب بعض التحفظات على بنود اللائحة، وأبرزها المادة ١٨ .
وأوضح أنه تم الاتفاق على إلغاء هذه المادة ، وأيضاً إطلاق اسم "ميثاق شرف" على اللائحة الداخلية للائتلاف، مع الإبقاء عليها كلائحة داخلية حتى يتم تقنين وضعها القانوني بلائحة البرلمان الداخلية.
"مراهقة سياسية"
لكن الوسط البرلمانى قابل هذا القرار بهجوم شديد على حزب مستقبل وطن ورئيسه محمد بدران، ووصف الأمر بأنها تقسيم لـ" تورتة (كعكة) البرلمان".
وعلق النائب عبد الرحيم على، عن دائرة الدقي والعجوزة بمحافظة الجيزة اللصيقة للعاصمة على ذلك قائلاً : "بدران قال حين انسحب وحزبه إن البرلمان مش تورتة.. دلوقتى بقت تورتة ولا برتقالة؟!" مضيفا: "دى آخرة اللعب مع العيال".
وأوضح فى تصريحات صحفية أن الخلاف منذ البداية بين هذه الأطراف كان على توزيع مناصب داخل مجلس النواب وهى ليست نقاط موضوعية يتم الخلاف السياسى عليها.
وأضاف: إن "كان الخلاف من الآن على مناصب وتورتة داخل البرلمان وليس مصلحة مصر، فلن يفلح هذا البرلمان".
وفى السياق ذاته قال أسامة هارون، نائب رئيس حزب مصر الحديثة: إن " إعلان انسحاب هذا الحزب كان دون إبداء أسباب واضحة، الأمر الذي يمكن أن نطلق عليه مراهقة سياسية.
وأضاف: الخلاف مع دعم الدولة بسبب رغبته "مستقبل وطن" في الحصول علي منصب أحد وكيلي مجلس النواب.
وبلغ عدد النواب الفائزين بمقاعد البرلمان المصرى في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، واللتان تم إجراؤهما على مدار شهرَي تشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثانى/ نوفمبر؛ نحو 568 نائبًا، لكن يتبقى نحو 28 نائبا سيتم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية، ليصل عدد النواب إلى 596 نائبًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA== جزيرة ام اند امز