العراقيون يحتفلون بالمولد النبوي وعيد الميلاد بعد أربعينية الحسين
بغداديون يحتفلون.. وإيزيدون ينتظرون جثامين لاجئين.. وداعش يمنع الستالايت
سيطرت المعاناة التي سببها تنظيم داعش على احتفالات العراقيين بالمولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد بعد احتفالهم بـ"أربعينية الحسين"
تختلط في احتفالات العراقيين بثلاثية المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد وسبقتهما "أربعينية الحسين"، المعاناة التي سببها تنظيم داعش الإرهابي، مع مشاعر أمل وفرح في الخلاص من التنظيم الذي تئن منه كافة مكونات الشعب العراقي، بعد أن نزح أكثر من ثلاثة ملايين عراقي من كافة المكونات عن مناطقهم التي هجرهم منها داعش.
وحلت أمس ذكرى المولد النبوي، فيما تحتفل الكنائس اليوم بعيد الميلاد، أما "أربعينية الحسين" فتصادف العشرين من شهر صفر الهجري، والذي يوافق مرور 40 يوما على يوم استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة "الطف" بكربلاء في العاشر من شهر محرم، ويعتبر من أهم مناسبات الشيعة حيث تخرج مواكب العزاء ويتوافد مئات الآلاف من الزوار من أنحاء العراق ومن خارجه لزيارة مرقد الحسين بمدينة كربلاء جنوبي العراق.
وعاشت بغداد، الليلة الماضية، أجواء الفرح في منتجع الزوراء وسط بغداد، وشهدت سماؤها دفقات من الألعاب النارية، وسقطت أيضا عليها الأمطار في ذكري مولد الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وسلم) التي تزامنت مع ذكرى ميلاد السيد المسيح.
وقال المتحدث الإعلامي لأمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة لـ"بوابة العين": إنه تم إطلاق الألعاب النارية التي أنارت سماء بغداد بمناسبة ذكرى مولد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأقيمت شجرة عيد ميلاد ضخمة بمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح، تزامنا مع بشائر انتصارات القوات المسلحة العراقية على تنظيم داعش الإرهابي، ودخولها مدينة الرمادي تمهيدا لتحريرها من قبضة التنظيم".
وشهد الاحتفال مشاركة جماهيرية من العراقيين وسط دعوات بأن يعم الأمن والاستقرار ربوع العراق ليعود إليه الأمان والازهار.
أرثوذكس العراق
من جهته، قام رئيس طائفة الأقباط الأرثوذكس بالعراق، القمص مينا الأورشاليمي لـ"بوابة العين" في بغداد بالتهنئة بحلول أيام مباركة على العراق وأهله جميعا، أولها المولد النبوي الشريف الذي يصادف هذا العام عيد الميلاد المجيد الذي يتكرر كل مائة سنة، متمنيا أن يحل السلام والبركة على الجميع.
وقال إن الاحتفالين يأتيان عقب احتفال شيعة العراق بأربعينية الحسين، وقد تعانقت الاحتفالات وفرحة العراقيين من كافة المكونات.
وأعرب عن أمله أن يكون العام الجديد عام خير على العراق، بانتصاره على الإرهاب، وفاتحة خير مع بشائر انتصارات الجيش والحشد الشعبي على داعش، ويحل السلام على العراق والدول العربية كافة في مصر وسوريا وفلسطين وليبيا واليمن.
وحول استهداف داعش لمكونات الشعب العراقي ومن بينهم المسيحيون، لفت القمص مينا الأورشاليمي إلى معاناة المهجرين والنازحين واللاجئين من المسيحيين والإيزيديين والصابئة والآشوريين والشبك والمسلمين الذين هجروا من الموصل والأنبار وسنجار ونينوي، ومن القري المسيحية في برطلة وبعشيقة، معربا عن أمله في عودة الجميع إلى مناطقهم، وقال: "نحن نحاول تخفيف معاناتهم".
وأضاف: إن الجرح غائر وعميق ولا يمكن شفاؤه إلا بعودة الجميع لمناطقهم الأصلية، مشيرا إلى تواصل الكنيسة مع رعاياها في المخيمات ومراكز الإيواء.
وقال: "قمت بزيارة مخيم "زيونة" في بغداد حيث توجد 130 أسرة مسيحية نازحة تعيش في كرفانات من الصاج في الصيف، يزيد من حرارة الجو المرتفعة أصلا، والتي تتجاوز في بعض الأيام حاجز 50 درجة مئوية، ولا تقيهم البرد القارس في الشتاء الذي تنخفض درجات الحرارة إلى درجة الصفر المئوي".
داعش يمنع الساتلايت
وفى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، تزينت المساجد ونظمت حلقات للإنشاد الديني احتفاء بهذه المناسبة، حيث تحيي النساء هذه الذكرى جنبا إلى جنب مع الرجال في الأماكن الخاصة بهن بالمساجد.
وينتظر المئات من قارئات التواشيح الدينية في أربيل بحماس يوم مولد النبي الأكرم ليقمن بالإنشاد الديني، وهي عادة اعتدن عليها منذ نصف قرن من الزمن داخل المساجد والتكيات والأماكن الخاصة بهن، ويتم الاستعداد لهذا اليوم في كل عام قبل حلول ذكرى المولد النبوي.
وفي الموصل كانت صورة أعياد الميلاد مغايرة، حيث كشف مصدر محلي في محافظة نينوى اليوم عن قيام تنظيم داعش بمنع بيع وتداول أجهزة الاستقبال الفضائي "ستالايت" في المناطق الخاضعة لسيطرته، بدعوي إشاعتها "الفاحشة"، وتوعد المخالفين بعقوبة "التعزير".
وأشار المصدر إلى أن داعش وزع بيانا بالتزامن مع أعياد الميلاد على أصحاب محال الأجهزة الكهربائية في أسواق الموصل، يتضمن منع بيع أو تداول أو ترويج أو استعمال أو إصلاح أجهزة الاستقبال الفضائي.
من جانبه، قال رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، في رسالة له بمناسبة عيد الميلاد المجيد: إن "أحد الواجبات الرئيسية على جميع الأطراف، هو حماية التعايش المشترك والتآلف بين المكونات الدينية والقومية المختلفة، وعدم السماح بهدم هذا التآلف والتعايش المشترك تحت أي عذر".
وأضاف البارزاني: "الأخوات والإخوة المسيحيين في العراق تعرضوا لتهديدات وإجحاف في السنوات الأخيرة، ونتيجة الهجمات الوحشية لداعش، وقعت الأماكن التاريخية ومدن وقرى الأخوات والإخوة المسيحيين في محافظة نينوى تحت احتلال الإرهابيين".
وطمأن البارزاني مسيحيي كردستان، بالقول: "كردستان وطنكم، وشعب كوردستان يدعمكم، ويجب علينا أن نعيش معا بكرامة وحرية".
معاناة الإيزيديين
أما المكون الإيزيدي فقد عانى بشكل أكبر من ممارسات داعش، نزوحا وتهجيرا وسبيا للنساء وقتلا للنساء واسترقاقا للأطفال، وتم نكأ الجرح الإيزيدي بخبر عن عودة جثامين 15 كرديا إيزيديا من اليونان إلى إقليم كردستان، اليوم الخميس، بعدما غرقوا في بحر ايجه منذ أسبوعين.
وقال المدير العام لشؤون الإيزيديين في وزارة الأوقاف بحكومة إقليم كوردستان، خيري بوزاني: إنه بالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية ومكتب رئيس حكومة إقليم كردستان، ستتم إعادة جثامين الإيزيدين الذين غرقوا في بحر إيجه عبر مطار أربيل الدولي اليوم.
وفي يونيو/حزيران الماضي، اجتاح تنظيم داعش عددا من محافظات وسط وشمال العراق، وارتكب جرائم ضد الإنسانية في هذه المناطق بحق سكانها والأقليات الدينية والعرقية، ومن خالفه في المنهج حتي من العراقيين المسلمين السنة، الذين ادعي أنه جاء لحمايتهم وإعلان "الخلافة الإسلامية"
ونصب زعيم داعش، أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة للمسلمين"، وأعلن "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والتي تم اختصارها بكلمة(داعش)، وبدأ سيطرته علي مناطق الأغلبية السنية بالعراق، ومدينة الموصل مركز محافظة نينوى/405 كم شمال العاصمة بغداد/ في 10 يونيو/ حزيران 2014، وتمدد إلى محافظات نينوي وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار، مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في العراق.
وشرعت القوات العراقية المشتركة في تحرير هذه المناطق، ونجحت في ديالي وصلاح الدين، وتواصل ذلك في الأنبار وكركوك وتستعد لاستعادة الموصل
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA= جزيرة ام اند امز