مدير الأقصى لـ"العين": الطائرة الإلكترونية بداية لهدم الحرم القدسي
أطلقها المستوطنون فوق ساحاته
مدير الأقصى في تصريح لـ"العين" قال: إن استخدام المستوطنين طائرة إلكترونية (بدون طيار) فوق ساحات الحرم مؤشر على بدء تصعيد مخطط هدمه
قال مدير المسجد الأقصى في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، إن استخدام المستوطنين لطائرة إلكترونية (بدون طيار) فوق ساحات الأقصى مؤشر على بدء تصعيد مخطط هجم الأقصى.
رأى مسؤولون مقدسيون أن إجراءات المستوطنين وشرطة الاحتلال الاستفزازية بحق المسجد الأقصى، مؤشر قوي على دفع التصعيد إلى مستوى غير مسبوق في المنطقة، مجددين تحذيرهم من خطورة السلوك الإسرائيلي.
آخر تلك الاستفزازات إطلاق اثنين من المستوطنين طائرة إلكترونية فوق ساحات المسجد الأقصى، مساء أمس، وإعاقة شرطة الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من القيام بأعمال الترميم داخل المسجد الأقصى، فضلًا عن الاقتحامات اليومية للمستوطنين لساحات المسجد.
أخطر تلك الاستفزازات وفق المسؤولين المقدسيين، كان تقديم عضو الكنيست عن حزب "البيت اليهودي" المتطرف بتسلئيل سمورتيتش، الثلاثاء الماضي، مشروع قانون يقضي بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.
طائرة المستوطنين
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن المستوطنين أقدموا، مساء الأربعاء، على إطلاق طائرة إلكترونية فوق المسجد الأقصى، للمرة الخامسة خلال سنيتن فقط، "وهذا مؤشر خطير جدًّا حسب الكسواني".
وأوضح مدير المسجد الأقصى، في تصريحات خاصة لـ"العين"، أن الطائرة حلَّقت داخل المسجد وفوق باب الرحمة وسور الأقصى، وأبلغ حراس الأقصى (الفلسطينيين) شرطة الاحتلال بالحادثة، مشيرًا "إلى اعتقال الشرطة للمستوطنين بعد قليل من هبوط الطائرة"، لافتًا إلى "أن الشرطة اعتبرت أن إطلاق طائرة فوق الأقصى لا يُشكل أي خطر".
وأضاف: "نحن نرى الحادثة خطيرة جدًّا"، ونُحمِّل الشرطة وحكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن كل الأعمال التي يقوم بها المستوطنون".
وتابع الكسواني: "نخشى أن يزود المستوطنون الطائرة في مرة مقبلة بالمتفجرات لارتكاب جريمة بحق الأقصى".
ولا يستبعد عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وأستاذ العمارة في جامعة بير زيت جمال عمرو، إقدام جماعات المستوطنين المتطرفة بتنفيذ مخططهم لهدم المسجد الأقصى من خلال متفجرات تحملها تلك الطائرات.
وقال عمرو، إن إطلاق الطائرة فوق الأقصى "لا يقف خلفها اثنان من المستوطنين فقط"، بل هناك جماعات متطرفة تقف وراءها بدعم ورعاية من حكومية اليمين المتطرف التي تسارع الخطى لتهويد الأرض الفلسطينية وهدم الأقصى.
رعاية رسمية
ويستدل عمرو على رعاية حكومة نتنياهو لإجراءات تدمير المسجد الأقصى بإعاقة الشرطة وسلطة الآثار الإسرائيلية ترميم البنية التحتية في المسجد، وفرض مزيد من القيود على عمل موظفي الأقصى في الأيام الأخيرة.
ويقول الخبير في عمارة المقدسات، إن مباني المسجد بحاجة ماسة لترميمات، مشيرًا إلى "أن بعضها كان ينبغي ترميمه منذ سنوات طويلة .. لكن –للأسف- الاحتلال يعيق الترميم".
وأشار عمرو إلى أن سلطات الاحتلال تعيق الترميم داخل المسجد الأقصى منذ العام 2009، وقبل سنتين شددت من "تعويق الترميم" وزادت ذلك بمنع إدخال احتياجات المسجد من القرطاسية والأجهزة وحتى المقاعد الخشبية.
وأوضح أن إعاقة ترميم المسجد "قرار سياسي من أعلى مستوى إسرائيلي" صدر بعدما حاولت دائرة الأوقاف الإسلامية قبل أشهر "عمل الترميمات بعيدًا عن سلطات الاحتلال".
وتشترط سلطات الاحتلال للموافقة على الترميم داخل المسجد، تقديم إدارة الأوقاف الإسلامية طلبًا مكتوبًا لسلطة الآثار الإسرائيلية وللشرطة يوضح مكان الترميم والاحتياجات المطلوبة؛ "لإعطاء موافقة مسبقة عليها" وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
وقال مدير المسجد الأقصى عمرو الكسواني، إن الاحتلال يسمح بالعمل الفسيفسائي في قبة الصخرة وقبة الأقصى فقط "دون ذلك يمنع علينا عمل أي ترميم مهما كان محدود الحجم والمساحة".
وشدد على أن "المسجد الأقصى إسلامي خالص" ليس لليهود حق في أي جزء منه، ونحن من هذا المنطلق نتمسك بحقنا في رعاية المسجد وخدمته وترميمه بأنفسنا بعيدًا عن أي تدخل إسرائيلي.
وأكد الكسواني أن هناك تواصلًا مفتوحًا ودائمًا مع وزارة الأوقاف الأردنية (المشرفة على رعاية المسجد) وكذلك مع الخارجية الأردنية لوضعهما في صورة التطورات الخطيرة داخل المسجد "وهم بدورهم يقودون الجهود مع مختلف المستويات الدولية والإقليمية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية".
قانون الأقصى
وفي خطوة استفزازية، قدَّم عضو الكنيست بتسلئيل سمورتيتش، الثلاثاء الماضي، مشروع قانون يقضي بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.
ووقَّع على مشروع القانون خمسة أعضاء كنيست آخرون، ويدعو المشروع إلى السماح لكل شخص بالصلاة في أي مكان، وأن "يضاف إلى قانون الحفاظ على الأماكن المقدسة حرية العبادة لجميع أبناء الديانات سوية مع حرية الوصول إليها، بحيث يكون هذا الحق الأساسي معرَّفًا في القانون ويحقق حرية العبادة في كل مكان لكل إنسان".
ورأى الكسواني في مشروع القانون الجديد "محاولة لصب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة"، محذرًا من "شرعنة الاقتحامات اليومية للمستوطنين لساحات الأقصى" بقانون يسمح لهم بأداء طقوس تلمودية داخل ساحات المسجد.
وقال عمرو، للأسف تسريع الاحتلال خطواته الاستفزازية في المسجد الأقصى "جاءت مدعومة بتصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي كرر فيها خلال الشهرين الحاليين وصف الأقصى بأنه جبل الهيكل أكثر من مرة" في سابقة خطيرة، داعيًا إلى تدخل حقيقي للجم مخططات الاحتلال.
وكانت انتفاضة القدس الحالية اندلعت بداية أكتوبر على إثر الاستهداف اليومي للقدس والمسجد الأقصى من قِبَل قوات الاحتلال والمستوطنين، ويقول عمرو: " كأن الاحتلال لا يفهم أن إجراءاته تزيد عوامل التفجير".
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز