إسرائيل تشن "حرب المبيدات" على الزراعة بغزة
طيران الاحتلال قام برش مبيدات سامة على جانبي السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، ما أدى إلى إحراق مزروعات الفلسطينيين
حذَّر مزارعون ومسؤولون زراعيون فلسطينيون من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال مساحات واسعة من أراضي قطاع غزة الممتدة على طول الحدود الشرقية للقطاع.
وقال هؤلاء، إن طيران الاحتلال قام برش مبيدات سامة على جانبي السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، ما أدى إلى إحراق مزروعات الفلسطينيين.
وأدى رش المبيدات طوال ساعات الأربعاء، إلى تدمير الزراعة المنتشرة على مساحة 1500 دونم أرض (الدونم يعادل ألف متر مربع) في المناطق الشرقية لمحافظتي خان يونس والوسطى.
ويقدر المزارعون خسارة الدونم الواحد من المحصول الزراعي بنحو (20-25) ألف شيقل إسرائيلي.
وقال المزارع عبد الرحيم أبو ظاهر من بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، إن المبيدات الزراعية المستخدمة من قبل الاحتلال تؤدي إلى إحراق المزروعات في غضون ساعات.
وأشار إلى استخدام قوات الاحتلال مبيدات زراعية شديدة الفعالية في المزروعات "إذ في غضون وقت قصير يبدأ الجفاف يصيب ورق المزروعات، إلى أن تحرق الثمار بعد ساعات قليلة".
ولفت إلى خسارة المزارع مبالغ مالية باهظة "لا يستطيع المزارع تعويض تلك الخسائر"، مشيرًا إلى حجم الخسائر التي تكبدوها جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف العام الماضي.
وتتركز أخصب الأراضي الزراعية في قطاع غزة على طول الحدود الشرقية للقطاع بمساحة تصل إلى (25 ألف دونم)، وتمثل هذه المنطقة "السلة الغذائية للقطاع منذ عقود طويلة"، إلا أنها منذ عام 2000 تواجه حربًا إسرائيلية أدت إلى تدمير أغلبها.
وقال مدير عام الإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة، وائل ثابت، إن طائرات الاحتلال عاودت، اليوم، رش المبيدات السامة على آلاف الدونمات شرق بلدتي القرارة ووادي السلقا الزراعيتين.
وأوضح ثابت لبوابة "العين" أن رش المبيدات أدى لإحراق مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية في البلدتين، لافتًا إلى تعمد الاحتلال إبادة الزراعة الفلسطينية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال طلبت منهم من خلال التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتزويدها بالأراضي المزروعة لتتجنب تجريفها أو رشها بأية مبيدات، غير أن ما حدث من استهداف اليوم عكس ما تم الاتفاق عليه.
حرب شاملة
وأكد مدير عام التخطيط والسياسات في وزارة الزراعة نبيل أبو شمالة، أن إسرائيل تتعمد استهداف الزراعة الفلسطينية في إطار "حربها الشاملة على الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن استهداف المزارعين في مجمل الأراضي الفلسطينية وفي قطاع غزة لم يتوقف منذ عقود.
وأوضح أبو شمالة لبوابة "العين"، أن استهداف إسرائيل للأرض الفلسطينية ينطلق من مفاهيم تلمودية "تؤكد دور الأرض في تعزيز انتماء الفرد لوطنه"، وأضاف: "لذلك من اليوم الأول للمشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية لم تسلم الأرض من الاستهداف".
وقال المسؤول الفلسطيني، إن قطاع الزراعة تكبد خسائر في الحرب الأخيرة (صيف 2014) تقدر بنحو نصف مليار دولار أمريكي "إلى اليوم لم يتم تعويض المزارعين إلا بخمسين مليون دولار فقط".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الأراضي الزراعية والطرق الزراعية وشبكات الري وآبار المياه الزراعية" في محاولة لتدمير هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الفلسطيني الهش".
وبحسب أبو شمالة فإن خسائر الزراعة لا تقف عند الـ(1500) دونم التي أحرقت بالمبيدات اليوم، إنما يتعدى ذلك إلى "خسارة إنتاجية نحو نصف أراضي المنطقة الشرقية للقطاع بسبب فقدان التربة لخواصها الكيمائية والفيزيائية".
قطاع مدمر
وتابع: "هذه الخواص المدمرة بسبب الكميات الكبيرة من الصواريخ والقذائف الإسرائيلية تحتاج لعقود طويلة لتعود إلى سابق عهدها".
وأوضح أبو شمالة أن قطاع الزراعة يشغل نحو (48) ألف فلسطيني في غزة فقط، مشيرًا إلى أن أغلب المزارعين أعادوا إحياء أراضيهم الزراعية بقروض مالية، باتوا عاجزين عن تسديدها جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم.
وشدَّد على ضرورة تدخل المنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية لوقف الحرب الإسرائيلية التي تطال قطاع الزراعة، محذرًا من أن الصمت على جرائم الاحتلال "سيطلق يد الاحتلال على الأرض الفلسطينية".