امتهن بعض الرسامين في قطاع غزة فن "الحرق على الخشب" لتوفير مصدر دخل أساسي في ظل غياب فرص العمل.
داخل مطعم على شاطئ بحر غزة الفلسطينية، يختار الفنان ناجي نصر مكانًا مناسبًا ليباشر رسم لوحاته الفنية "بالحرق على الخشب"، وهي طريقة لجأ إليها بعض الفنانين لتوفير مصدر دخل لعائلاتهم، في ظل الظروف التي تعاني منها الأراضي الفلسطينية.
نصر -38 عاما- يعاني من إصابة في قدمه جراء العدوان الأخير على غزة، يمسك في يده "الكاوي"، جهاز كهربائي حراري يشبه القلم، ويمرره على لوحة خشبية تجسد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ليحظى بإعجاب العديد من الزوار الذين يعتبرونه من "الفنون البصرية".
بداية الرسم مع الفنان نصر كانت "هواية الصغر" ثم دراسة متخصصة قبل 20 عامًا، ولكنها تطورت معه منذ عامين لتصبح "حرقًا على الخشب" يمارسه 3 مرات أسبوعيًّا في مرسمه بالمطعم.
وعن مصاعب المهنة الفنية، يقول نصر إنه يستقبل العديد من طلبات اللوحات الخاصة من خارج قطاع غزة، ولكن "اضطر لرفضها جميعًا؛ بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، غير أننا نواجه مشكلة في الكهرباء".
أما الشاب خليل سرور -25 عامًا- يستغرق بضع دقائق فقط لرسم فتاة تلف رأسها بـ"الكوفية الفلسطينية" الشهيرة، مستخدمًا جهاز "الحرق على الخشب"، حسب وكالة "الأناضول" التركية.
سرور أتقن هذا الفن بعد محاولات عديدة للحصول على فرصة عمل في تخصصه الجامعي التربية، ما اضطره لتطوير هوايته بالرسم إلى "فن الحرق" لتصبح مصدر دخل له ولزوجته.
ويقول سرور إنه يستمتع في قضاء وقته بالحرق على اللوحات الخشبية، "الرسم يمنحني السعادة.. وأصبح مصدر رزقي أيضًا؛ حيث يبلغ متوسط دخل الفنان شهريًّا نحو 300 دولار، وتتراوح أسعاره بين 13 إلى 31 دولارًا.
ورغم المهارة العالية والتركيز اللذين يحتاجهما "الكاوي" لرسم أدق تفاصيل الشكل وملامح الوجه، إلا أن الجهاز الإلكتروني يمنح سرور تميزًا عن غيره من فناني غزة؛ حيث يوضح الشاب الفلسطيني أن "هذا النوع من الفن غير منتشر على نطاق واسع في القطاع".
وتختلف طلبات الزبائن بين الصور الشخصية والميداليات وبطاقات التهنئة أو المعايدة، حسب ما قاله سرور، مشيرا إلى أن "الحرق على الخشب أصبح نوعًا جديدًا من الهدايا المتبادلة فيما بينهم"؛ حيث تختلف أيضًا أحجام التابلوهات للتوافق مع حاجة الزبائن.