محمد صلاح .. موهبة مصرية تنقصها البطولات
نجم روما الإيطالي محمد صلاح يُقدِّم مستويات كبيرة، لكن بلوغه القمة يلزمه إحراز الألقاب.
لم يأتِ النجم المصري محمد صلاح، جناح روما الإيطالي، في المركز الـ69 ضِمن قائمة أفضل 100 لاعب كرة قدم حول العالم لعام 2015 حسب اختيار صحيفة "الجارديان" البريطانية، من فراغ.
فالفرعون المصري أبهر الجميع، في إيطاليا على وجه التحديد، حينما لعب على سبيل الإعارة لفريق فيورنتينا مطلع العام الحالي، ليقرر فريق العاصمة روما شراءه من تشيلسي بشكل نهائي في موسم الانتقالات الصيفية الفائت.
وقدَّم لاعب المقاولون العرب السابق مستويات رائعة في أولى خطواته الاحترافية بعد انضمامه لبازل السويسري موسم 2012، وتوَّج تألقه بقيادة الفريق للتتويج بلقبي دوري وكأس سويسرا خلال الفترة التي قضاها في صفوف بازل، والتي امتدت قرابة عام ونصف، سجَّل خلالها 20 هدفًا في مختلف المسابقات.
وخلال هذه الفترة، نال صلاح جائزتين فرديتين: الأولى أفضل لاعب إفريقي صاعد موسم 2012، والثانية أفضل لاعب بالدوري السويسري موسم 2013، ليلفت أنظار كبار أندية الدوري الإنجليزي، بعدما تألق في المواجهات التي جمعت بازل ضد توتنهام وتشيلسي في البطولات الأوروبية، حيث زار شباك الفريقين، لينجح بعدها البلوز في خطف اللاعب، الذي كان مطلوبًا بشدة لفريق ليفربول، مقابل مبلغ قياسي بالنسبة للاعب مصري، حيث قدرت تقارير في الصحفة الإنجليزية قيمة الصفقة بـ13 مليون يورو.
مارس صلاح مع تشيلسي، هوايته في تسجيل الأهداف، وكان أول أهدافه للفريق الأزرق في شباك أرسنال، في المباراة التي انتهت بفوز كاسح للبلوز 6/0، لكنَّ مسيرة الدولي المصري لم تستمر طويلًا في قلعة ستامفورد بريدج، بسبب صعوبة الحصول على فرصة كافية للعب، نتيجة كثرة النجوم مثل هازارد وويليام وأوسكار وفابريجاس، ليوافق على الدخول في صفقة انتقال كوادرادو من فيورنتينا إلى تشيلسي، على أن يلعب معارًا حتى نهاية موسم 2015.
وكان هذا القرار استراتيجيًّا في مسيرة الفرعون المصري، حيث تألق في صفوف الفيولا، وأصبح أبرز لاعبي الفريق مسجلًا له العديد من الأهداف، أبرزها الهدفان اللذان فاز بهما البنفسجي على يوفنتوس في ذهاب قبل نهائي كأس إيطاليا، ليُصبح أول لاعب يُسجِّل هدفين في شباك اليوفي خلال الموسم الماضي.
وأغرت هذه المسيرة اللامعة، نجم الفراعنة إلى البحث عن نادٍ أقوى وقادر على التتويج بألقاب، فكان الخيار فريق العاصمة روما، الذي ضم اللاعب بشكل نهائي مطلع الموسم الحالي، وتمكَّن اللاعب الشاب، من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية للمدرب رودي جارسيا، بعدما نجح في تسجيل 5 أهداف للذئاب في الكالتشيو، وهدف واحد في دوري الأبطال، قبل أن يتعرَّض لضربة قوية بإصابته خلال ديربي العاصمة أما لاتسيو، أجبرته على الابتعاد عن الملاعب لمدة شهر في مطلع نوفمبر الماضي.
وعاد صلاح من الإصابة ليجد فريقه وقد تدهورت نتائجه، بتركه مراكز القمة في الكالتشيو وبلوغه دور الـ16 في الأبطال بشق الأنفس، حيث عجز عن الفوز على ضيفه المتواضع باتي بوريسوف البيلاروسي على ملعب الأولمبيكو، ولولا هدية من برشلونة، الذي تعادل أمام باير ليفركوزن في الجولة الأخيرة، لكان الذئاب خارج دوري الأبطال.
وتبرز هذه المسيرة الغنية، تطور أداء صاحب الـ23 عامًا، والذي يُنظر إليه من قِبَل كثير من خبراء اللعبة في القارة الإفريقية على أنه مشروع نجم قادر على الفوز بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء، لكن ذلك يلزمه تحقيق بطولات كبيرة كالفوز ببطولة دوري أوروبي من الدوريات الكبرى، أو الظهور المؤثر بالمسابقة الأقوى، دوري الأبطال، الأمر ليس مستحيلًا لكنه يتطلَّب كثيرًا من التركيز والأهداف، من ساحر الفراعنة الأول خلال الفترة المقبلة.