مصر: محاربة "داعش" ليست حجة لتركيا لانتهاك السيادة العراقية
سامح شكري: "أنقرة" تساوم بالتنظيم لتحقيق أهداف سياسية وطموحات إقليمية
قالت مصر إن تركيا تتخذ من وجود تنظيم داعش في المنطقة العربية ذريعة للمساومة على تحقيق أهداف سياسية وطموحات إقليمية
أدانت مصر تدخل القوات التركية في الأراضي العراقية، واعتبرت أن تبرير "أنقرة" لذلك بأنه بهدف محاربة تنظيم "داعش" حجة لا يمكن قبولها، كما أن تركيا تساوم بانتشار التنظيم في البلدان العربية لتحقيق أهداف سياسية وطموحات إقليمية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن مبررات الموقف التركي لم تأتِ مبنيةً على أي من أسانيد القانون الدولي، ولا تتسق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وكانت تركيا قد نشرت، بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، كتيبة من 150 إلى 300 جندي وعشرين آلية مدرعة في معسكر بعشيقة بشمال العراق، تقول إنها لضمان حماية المستشارين العسكريين الأتراك المكلفين بتدريب مقاتلين عراقيين في التصدي لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، لكن بغداد اعتبرت هذا الأمر توغلًا ينتهك سيادتها.
وأدان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ بالقاهرة الخميس، بناء على دعوة العراق، تلك الخطوة وطالبوا -في بيان ختامي لهذه القمة- "أنقرة" بسحب قواتها فورًا.
كما أدانت الدول العربية -في البيان الختامي- إيران، ودعتها إلى الكف عن دعم الإرهاب في البلدان العربية، والامتناع عن بث روح الطائفية والفتنة بين أبناء الشعب العربي الواحد.
وترأس الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، فيما حضر نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأضاف "شكري" -في بيان للوزراء، اليوم الجمعة، حصلت "العين" على نسخة منه، عقب انتهاء الاجتماع الطارئ- أن البيان المصري في اجتماع الوزراء العرب أدان قيام قوات الجيش التركي بالتوغل في الأراضي العراقية، مؤكدًا أنه يعد" انتهاكًا واضحًا لا لبس فيه لسيادة العراق الشقيق".
وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة قيام تركيا "بسحب جميع قواتها الموجودة على الأراضي العراقية دون قيد أو شرط أو مماطلة".
وقال: على الحكومة التركية أن تبذل الجهد لإقناع المجتمع الدولي بأن سياستها لا تُوظف الظروف التي أدت إلى انتشار التطرف (داعش) لتساوم بها لتحقيق أهداف سياسية وطموحات إقليمية.
كما أكدت مصر -في بيانها- ضرورة عدم اتخاذ محاربة الإرهاب مبررًا لمخالفة القانون والشرعية الدوليين، والسماح بتدخل قوى إقليمية أو دولية في الأراضي العربية، بحجة مواجهة تنظيم داعش الإرهابي دون وجود دعوة لذلك من الحكومات الشرعية للدولة العربية التي يجري التدخل على أراضيها.
ودعا شكري جميع الدول العربية ودول العالم إلى دعم جهود الحكومة العراقية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتمكينها من بسط سيطرتها وسيادتها على كافة أراضي بلادها، من خلال تقديم الدعم اللازم لبناء قدرات الدولة العراقية وترسيخ ملكيتها الوطنية لتلك الجهود عبر المساواة بين العراقيين من كافة الطوائف والانتماءات، كما دعا الوزير المصري الحكومة العراقية أيضًا لاتخاذ الخطوات اللازمة لإجراء مصالحات حقيقية وعميقة على الساحة العراقية.
وكان بيان الختام للاجتماع طالب إيران أيضًا بوقف دعم الإرهاب والجماعات المسلحة في الدول العربية، والامتناع عن استخدام القوة
وبث الفتنة والفرقة بين المواطنين العرب، وجدد مجلس الجامعة العربية إدانته لتدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية.
واعتبر -في بيانه الختامي- أن ذلك انتهاك لقواعد القانون الدولي، ولمبدأ حسن الجوار، كما أنه يحمل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
ووسط مراوغات تركية حول سحب قواتها ندَّدت بغداد بتلك الخطوة قائلة: إنها لم توجه الدعوة قط إلى مثل هذه القوة، كما قدمت مذكرة بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لحث "أنقرة" على سحب القوات.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز