الفهاد الفائزة بجائزة المهر الخليجي لـ"العين": "ألهمتني قوة نساء يكافحن للبقاء"
"العين" تحاور المخرجة السعودية هند الفهاد التي نالت مؤخراً جائزة "المهر الخليجي" في "مهرجان دبي السينمائي" عن فيلمها "بسطة"
هند الفهاد، مخرجة سعودية من حائل شمال المملكة، جذبتها طبيعة حائل السخية للتصوير الفوتوغرافي، شاركت بعدة معارض للتصوير في العالم العربي، لكن الصور لم تكن كافية لإشباع شغفها، فاتجهت لتجربة الإخراج السينمائي منذ ٢٠١٢ حيث خاضت تجربتين سينمائيتين، وكانت الثالثة ثابتة عبر فيلم "بسطة".
"بسطة" منح مخرجته جائزة "المهر الخليجي" في مهرجان دبي السينمائي 2015، الذي اختتم أعماله منذ أيام قليلة. التجارب الأولى للفهاد كانت محاولة للتعبير عن أفكارها من خلال الصورة المرئية، فالصورة لهند هي الوسيلة الأكثر صدقاً والأكثر قدرة على نقل الفكرة والتعبير عن الواقع. وتقول إن "السينما هي وسيلتنا لنؤرخ ونوثق وجودنا في الحياة".
أفلام الفهاد السابقة شاركت في عدد من كثير من المهرجانات العربية، بينها "مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي"مهرجان الخليج السينمائي"، "مهرجان ميسا السينمائي الدولي" و"مهرجان التراث في أبوظبي".
"بوابة العين" تحاور هند الفهاد وتتحدث معها حول فيلمها الأخير "بسطة" ومجمل أعمالها.
*فيلم "بسطة" كيف أتت الفكرة وما هي الصعوبات التي واجهتك في إخراج الفيلم إلى النور؟
الفيلم يتحدث عن مجموعة النساء اللواتي يعملن بكل ما أوتين من قوة للصمود. ألهمت بقوة تحملهن لكل التحديات والصعاب لتأمين متطلبات أسرهن. هن نساء مبهرات في إصرارهن وقوتهن لكسب لقمة العيش رغم الصعوبات التي قد تواجههن. عالمهن مذهل بتفاصيله وقصص كفاحهن وصراعهن للبقاء. نساء تواجهن أزمة البحث عن سقف للعيش تحته.
لم يكن من السهل الدخول إلى عالمهن، واستخراج كل التفاصيل. قضينا أكثر من شهر معهن وبينهن، لتكوين صورة كاملة عن حياتهن.. ومن ثم بدأت في كتابة القصة، وحولتها الكاتبة هناء العمير إلى نص سينمائي.
*هل تم تصوير الفيلم في السعودية؟
الإشكالات التي واجهتها أثناء تصويري فيلم "مقعد خلفي" جعلتني أقرر ألا أصور "بسطة" في السعودية، إضافة لما يتطلبه الفيلم من منطقة مفتوحة وتصوير نهاري وهذا قد يضع بعض التعقيدات خصوصاً أني امرأة، لهذا تم التصوير في إمارات "رأي الخيمة" في الإمارات العربية المتحدة".
*كيف تم تأمين التمويل لإنتاج للعمل، هل واجهت أي صعوبات إنتاجية؟
في البداية كنت أبحث عن أماكن ومواقع للتصوير ووجدت مواقع ملهمة جداً تدعم الرؤية الفنية للفيلم ولكن بسبب عقبات إنتاجية كان أهمها التمويل لم أستطع تنفيذ الفيلم في المواقع التي حددتها مسبقاً. والآن أستطيع القول إنني محظوظة أن شركة "تو فور فيفتي فور Twofour54" في أبوظبي أنتجت العمل وتحملت التكاليف وكل التفاصيل الإنتاجية التي تؤثر بشكل كبير جداً على الفيلم وذلك ساعدني كثيراً على التركيز على الفيلم ورؤيتي الإخراجية فيه.
*كيف كانت رؤيتك الإخراجية للفيلم؟
من الصعب شرح الرؤية الإخراجية، وأفضل أن أترك المشاهد يتفاعل مع الفيلم ويفهمها بحسب خلفيته الاجتماعية والثقافية. لكن يمكن القول إنني لم أحاول في هذا الفيلم تسليط الضوء بشكل مبالغ فيه على قضايا المرأة، بقدر ما كان التركيز على قضية إنسانية لسيدة بسيطة تحاول كسب قوت يومها في ظل تحديات قد تتكرر بشكل أو بآخر عليها. كانت الرؤية غير معقدة وبذات الوقت غير مباشرة بشكل مبالغ فيها. حاولت أن أتلمس الحس الإنساني لدى المتلقي وأثير تساؤلات لمستها أثناء عرض الفيلم في "مهرجان دبي السينمائي الدولي" من خلال نقاشات المشاهدين بعد عرض الفيلم ..
*كيف تقارنين تجربتك في "بسطة" عن الفيلمين السابقين؟
كانت التجربة الأولى مع فيلم "ثلاث عرائس وطائرة ورقية" عام ٢٠١٢ وثانياً مع فيلم "مقعد خلفي" ٢٠١٣. وأحسب أنني في التجربتين السابقتين استطعت أن أبني علاقة جيدة جداً مع الكاميرا السينمائية، الأمر الذي مكنني للانتقال للمرحلة الأهم "بسطة".
الفيلمان السابقان يقعان في خانة تجاربي في مجال الفيلم أو الصور المتحركة. أنا أؤمن دائما أن الصورة أقدر على التبليغ والتعبير وهي وسيلتي الأفضل لأنقل أفكاري وأعبر عن ذاتي. وانتقلت من الفوتوغرافي إلى السينما لأني أحببت أن أنتقل إلى منطقة تفسح لي مجالاً أوسع للتعبير وفيها مساحات واسعة للعمل من النص، والتصوير والتحرير وأداء الممثلين..
*هل تعتقدين أن تجربتك الإخراجية نضجت بعد ثلاثة أفلام؟
النضج مرحلة تأتي بعد زرع وسقيا وانتظار وصبر طويل لتحصيل نتاج مكتمل. ولا أعتقد أنني سأحصل إلى مرحلة النضج حتى بعد 5 أفلام. تجربتي في السينما محركها الأساسي الشغف والاطلاع والمشاهدة المكثفة لتجارب وأفلام عالمية، لكن هذا لا يكفي فالمشوار طويل وما زلت كل يوم أتعلم وكل يوم أكتسب معرفة جديدة في مجال الإخراج. وكلما انغمست في السينما كلما اكتشفت جماليات مبهرة.
*ما رأيك في تجربة الفيلم السعودي وهل تتأثر بغياب السينما؟
التجربة السعودية في السينما لها حضورها عالمياً وأثبتت أنها تجربة تستحق الاحتفاء. وجود السينما مهم لخلق وعي ولإيجاد مظلة تحتوى نتاج السينمائيين وتكون داعما لهم أيضاً وجود السينما يسهل كثير من وجود دعم لإنتاج الافلام.
*تجربة الفيلم الطويل هل هي خطوتك المقبلة؟
حقيقة لم أفكر حتى الآن في ذلك لأن برأيي الفيلم القصير ليس عتبة أصل من خلالها للفيلم الطويل. هو بحد ذاته فن وأنا مستمتعة فيه ولكن حين يتوافر النص المناسب بالتأكيد سأفكر في خوض تجربة الفيلم الطويل.